بسم الله الرحمن الرحيم
الْعِلْمُ
يَنْهَضُ بِالْخَسِيسِ إِلَى الْعُلَا * وَالْجَهْلُ يَقْعُدُ بِالْفَتَى
الْمَنْسُوبِ
(1/85).
أنشد عمرو بن
الجاحظ لصالح بن جناح في العلم:
تَعَلَّمْ
إِذَا مَا كُنْتَ لَيْسَ بِعَالِمٍ * فَمَا الْعِلْمُ إِلَّا عِنْدَ أَهْلِ
التَّعَلُّمِ
تَعَلَّمْ
فَإِنَّ الْعِلْمَ زَيْنٌ لِأَهْلِهِ * وَلَنْ تَسْتَطِيعَ الْعِلْمَ إِنْ
لَمْ تُعَلَّمِ
تَعَلَّمْ
فَإِنَّ الْعِلْمَ أَزْيَنُ بِالْفَتَى * مِنَ الْحُلَّةِ الْحَسْنَاءِ
عِنْدَ التَّكَلُّمِ
وَلَا خَيْرَ
فِيمَنْ رَاحَ لَيْسَ بِعَالِمٍ * بَصِيرٍ بِمَا يَأْتِي وَلَا مُتَعَلِّمِ
(1/147).
يُنْسَبُ
إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ قَوْلِهِ
وَهُوَ مَشْهُورٌ مِنْ شَعْرِهِ سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ يُنْشِدُهُ لَهُ:
النَّاسُ فِي
جِهَةِ التَّمْثِيلِ أَكْفَاءُ * أَبُوهُمُ آدَمٌ وَالْأُمُّ حَوَّاءُ
نَفْسٌ
كَنَفْسٍ وَأَرْوَاحٌ مُشَاكِلَةٌ * وَأَعْظُمٌ خُلِقَتْ فِيهِمْ
وَأَعْضَاءُ
فَإِنْ
يَكُنْ لَهُمْ مِنْ أَصْلِهِمْ حَسَبٌ * يُفَاخِرُونَ بِهِ فَالطِّينُ
وَالْمَاءُ
مَا
الْفَضْلُ إِلَّا لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ * عَلَى الْهُدَى لِمَنِ
اسْتَهْدَى أَدِلَّاءُ
وَقَدْرُ
كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ * وَلِلرِّجَالِ عَلَى الْأَفْعَالِ
أَسْمَاءُ
وَضِدُّ
كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يَجْهَلُهُ * وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ
أَعْدَاءُ
(1/218).
أنشد عُمَرُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ لِبَعْضِ
الْحُكَمَاءِ:
بِنُورِ
الْعِلْمِ يُكْشَفُ كُلُّ رَيْبٍ * وَيُبْصِرُ وَجْهَ مَطْلَبِهِ
الْمُرِيدُ
فَأَهْلُ
الْعِلْمِ فِي رَحَبٍ وَقُرْبٍ * لَهُمْ مِمَّا اشْتَهَوْا أَبَدًا مَزِيدُ
إِذَا
عَمِلُوا بِمَا عَلِمُوا فَكُلٌّ * لَهُ مِمَّا ابْتَغَاهُ مَا يُرِيدُ
فَإِنْ
سَكَتُوا فَفِكْرٌ فِي مَعَادٍ * وَإِنْ نَطَقُوا فَقَوْلُهُمْ سَدِيدُ
(1/220).
لِبَعْضِ
الْأُدَبَاءِ:
يُعَدُّ
رَفِيعَ الْقَوْمِ مَنْ كَانَ عَالِمًا * وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي قَوْمِهِ
بِحَسِيبِ
وَإِنْ حَلَّ
أَرْضًا عَاشَ فِيهَا بِعِلْمِهِ * وَمَا عَالِمٌ فِي بَلْدَةٍ بِغَرِيبِ
(1/246).
قَالَ آخَرُ:
الْعِلْمُ
بَلَّغَ قَوْمًا ذِرْوَةَ الشَّرَفِ * وَصَاحِبُ الْعِلْمِ مَحْفُوظٌ مِنَ
الْخَرَفِ
يَا صَاحِبَ
الْعِلْمِ مَهْلًا لَا تُدَنِّسُهُ * بِالْمُوبِقَاتِ فَمَا لِلْعِلْمِ
مِنْ خَلَفِ
(1/248).
أنشد غير
واحد:
الْعِلْمُ
زَيْنٌ وَكَنْزٌ لَا نَفَادَ لَهُ * نِعْمَ الْقَرِينُ إِذَا مَا عَاقِلًا
صَحِبَا
قَدْ
يَجْمَعُ الْمَرْءُ مَالًا ثُمَّ يُسْلَبُهُ * عَمَّا قَلِيلٍ فَيَلْقَى
الذُّلَّ وَالْحَرْبَا
وَجَامِعُ
الْعِلْمِ مَغْبُوطٌ بِهِ أَبَدًا * فَلَا يُحَاذِرُ فَوْتًا لَا وَلَا
هَرَبَا
يَا جَامِعَ
الْعِلْمِ نِعْمَ الزُّخْرُ تَجْمَعُهُ * لَا تَعْدِلَنَّ بِهِ دُرًّا لَا
وَلَا ذَهَبَا
(1/250).
فِي
أَبْيَاتٍ لِابْنِ أَغْبَسَ:
مَا أَقْبَحَ
الْجَهْلَ عَلَى مَنْ بَدَا * بِرَأْسِهِ الشَّيْبُ وَمَا أَشْنَعَهُ
(1/361).
قَالَ
أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ:
إِنَّ
الْغُلَامَ مُطِيعٌ مَنْ يُؤَدِّبُهُ * وَلَا يُطِيعُكَ ذُو شَيْبٍ
بِتَأْدِيبِ
(1/361).
مِمَّا
يُنْشَدُ لِخَلَفٍ الْأَحْمَرِ:
خَيْرُ مَا
وَرَّثَ الرِّجَالُ بَنِيهِمْ * أَدَبٌ صَالِحٌ وَحُسْنُ الثَّنَاءِ
هُوَ خَيْرٌ
مِنَ الدَّنَانِيرِ وَالْأَوْرَاقِ * فِي يَوْمِ شِدَّةٍ أَوْ رَخَاءِ
تِلْكَ
تَفْنَى وَالدِّينُ وَالْأَدَبُ الصَّا * لِحُ لَا يَفْنَيَانِ حَتَّى
اللِّقَاءِ
إِذَا
تَأَدَّبْتَ يَا بُنَيَّ صَغِيرًا * كُنْتَ يَوْمًا تُعَدُّ فِي
الْكُبَرَاءِ
وَإِذَا مَا
أَضَعْتَ نَفْسَكَ أُلْفِيتَ * كَبِيرًا فِي زُمْرَةِ الْغَوْغَاءِ
لَيْسَ
عَطْفُ الْقَضِيبِ إِنْ كَانَ * رَطْبًا وَإِذَا كَانَ يَابِسًا بِسَوَاءِ
(1/362).
قَالَ
سَابِقٌ الْبَرْبَرِيُّ:
وَالْعِلْمُ
يَشْفِي إِذَا اسْتَشْفَى الْجَهُولُ بِهِ * وَبِالدَّوَاءِ قَدِيمًا
يُحْسَمُ الدَّاءُ
(1/381).
قَالَ
كُثَيِّرٌ:
وَفِي
الْحِلْمِ وَالْإِسْلَامِ لِلْمَرْءِ وَازِعٌ * وَفِي تَرْكِ أَهْوَاءِ
الْفُؤَادِ الْمُتَيَّمِ
بَصَائِرُ
رُشْدٍ لِلْفَتَى مُسْتَبِينَةٌ * وَأَخْلَاقُ صِدْقٍ عِلْمُهَا
بِالتَّعَلُّمِ
(1/421).
قَالَ
عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ:
الْعِلْمِ
آفَتُهُ الْإِعْجَابُ وَالْغَضَبُ * وَالْمَالُ آفَتُهُ التَّبْذِيرُ
وَالنَّهْبُ
(1/446).
أَنْشَدَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ:
فَلَا
تَلُمْهُمْ عَلَى إِنْكَارِ مَا نَكَرُوا * فَإِنَّمَا خُلِقُوا أَعْدَاءَ
مَا جَهِلُوا
(1/523).
قَالَ
الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ:
اعْمَلْ
بِعِلْمِي وَإِنْ قَصَّرْتُ فِي عَمَلِي * يَنْفَعْكَ عِلْمِي وَلَا
يُضْرُرْكَ تَقْصِيرِي
(1/529).
كان عمر بن
عبد العزيز كثيرا ما يتمثل بهذه الأبيات:
يرى مستكينا
وهو للهو ماقت * به عن حديث القوم ما هو شاغله
وأزعجه علم
عن اللهو كله * وما عالم شيئا كمن هو جاهله
عبوس عن
الجهال حتى يراهم * فليس له منهم خدين يهازله
يذكر ما يبقى
من العيش آجلا * فيشغله عن عاجل العيش آجله
(1/550).
قال أبو عمر:
قد أكثر الناس من النظم في فضل الصمت , ومن أحسن ما قيل في ذلك ما ينسب
إلىعبد الله بن طاهر وهو قوله:
أَقْلِلْ
كَلَامَكَ وَاسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهِ * إِنَّ الْبَلَاءَ بِبَعْضِهِ
مَقْرُونُ
وَاحْفَظْ
لِسَانَكَ وَاحْتَفِظْ مِنْ عِيِّهِ * حَتَّى يَكُونَ كَأَنَّهُ مَسْجُونُ
وَكِّلْ
فُؤَادَكَ بِاللِّسَانِ وَقُلْ لَهُ: * إِنَّ الْكَلَامَ عَلَيْكُمَا
مَوْزُونُ
فَزِنَاهُ
وَلْيَكُ مُحْكَمًا فِي قِلَّةٍ * إِنَّ الْبَلَاغَةَ فِي الْقَلِيلِ
تَكُونُ
وقد قيل: إن
هذا الشعر لصالح بن جناح، والله أعلم وهو أشبه بمذهب صالح وطبعه.
(1/551).
قال أبو
العتاهية:
مَنْ لَزِمَ
الصَّمْتِ نَجَا * مَنْ قَالَ بِالْخَيْرِ غَنِمْ
مِنْ صَدَقَ
اللَّهَ عَلَا * مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ عَلِمْ
مَنْ ظَلَمَ
النَّاسَ أَسَاء* مَنْ رَحِمَ النَّاسَ رُحِمْ
مَنْ طَلَبَ
الْفَضْلَ إِلَى * غَيْرِ ذِي الْفَضْلِ جُرِمْ
مَنْ حَفِظَ
الْعَهْدَ وَفَى * مَنْ أَحْسَنَ السَّمْعَ فَهِمْ
(1/553).
أَحْسَنَ
الْمُرَادِيُّ فِي قَوْلِهِ:
وَأَحْسَنُ
مَقْرُونَيْنِ فِي عَيْنِ نَاظِرٍ * جَلَالَةُ قَدْرٍ فِي ثِيَابِ
تَوَاضَعِ
(1/567).
قَالَ
الْبُحْتُرِيُّ:
وَإِذَا مَا
الشَّرِيفُ لَمْ يَتَوَاضَعْ * لِلْأَخِلَّاءِ فَهُوَ عَيْنُ الْوَضِيعِ
(1/567).
قال عَلِيُّ
بْنُ ثَابِتٍ حَيْثُ:
الْمَالُ
آفَتُهُ التَّبْذِيرُ وَالنَّهْبُ * وَالْعِلْمُ آفَتُهُ الْإِعْجَابُ
وَالْغَضَبُ
(1/571).
قَالَ أَبُو
الْعَتَاهِيَةِ:
حُبُّ
الرِّئَاسَةِ أَطْغَى مَنْ عَلَى الْأَرْضِ * حَتَّى بَغَى بَعْضُهُمْ
فِيهَا عَلَى بَعْضِ
(1/571)
يقول ابن عبد
البر: وَلِي فِي هَذَا الْمَعْنَى:
حُبُّ
الرِّئَاسَةِ دَاءٌ يَحْلِقُ الدُّنْيَا * وَيَجْعَلُ الْحُبَّ حَرْبًا
لِلْمُحِبِّينَا
يَفْرِي
الْحَلَاقِيمَ وَالْأَرْحَامَ يَقْطَعُهَا * فَلَا مُرُوءَةَ تُبْقِي وَلَا
دِينَا
مَنْ دَانَ
بِالْجَهْلِ أَوْ قَبِلَ الرُّسُوخَ * فَمَا تُلْفِيهِ إِلَّا عَدُوًّا
لِلْمُحِقِّينَا
يَشْنَا
الْعُلُومَ وَيَقْلِي أَهْلَهَا حَسَدًا * ضَاهَى بِذَلِكَ أَعْدَاءَ
النَّبِيِّينَا
(1/752).
قَالَ بَكْرُ
بْنُ حَمَّادٍ:
تَغَايَرَ
النَّاسُ فِيمَا لَيْسَ يَنْفَعُهُمْ * وَفَرَّقَ النَّاسَ آرَاءٌ
وَأَهْوَاءُ
(1/573).
قَالَ آخَرُ:
حُبُّ
الرِّيَاسَةِ دَاءٌ لَا دَوَاءَ لَهُ * وَقَلَّ مَا تَجِدُ الرَّاضِينَ
بِالْقَسْمِ
(1/573).
قَوْلُ أَبِي
الْعَبَّاسِ النَّاشِيِّ:
مَنْ
تَحَلَّى بِغَيْرِ مَا هُوَ فِيهِ * عَابَ مَا فِي يَدَيْهِ مَا يَدَّعِيهِ
وَإِذَا
حَاوَلَ الدَّعَاوَى لِمَا فِيهِ * أَضَافُوا إِلَيْهِ مَا لَيْسَ فِيهِ
وَيَحْسِبُ
الَّذِي ادَّعَا مَا عَدَاهُ * أَنَّهُ عَالِمٌ بِمَا يَعْتَرِيهِ
وَمَحَلُّ
الْفَتَى سَيَظْهَرُ فِي النَّاسِ * وَإِنْ كَانَ ذَائِبًا يُخْفِيهِ
وَأَحْسَنُ
مِنْ قَوْلِ النَّاشِيِّ قَوْلُ الْآخَرِ فِي هَذَا الْمَعْنَى:
مَنْ
تَحَلَّى بِغَيْرِ مَا هُوَ فِيهِ * فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الِامْتِحَانِ
وَجَرَى فِي
الْعُلُومِ جَرْيَ سُكَيْتٍ*
خَلَّفَتْهُ الْجِيَادُ يَوْمَ الرِّهَانِ
(1/577).
5/6/1439هـ
21/2/2018م
|