اطبع هذه الصفحة


درر الشعراء من كتاب "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر (1)
طبعة دار ابن الجوزي - الطبعة الأولى، 1414هـ ، تحقيق: أبي الأشبال الزهيري.

أيمن الشعبان
@aiman_alshaban

 
 بسم الله الرحمن الرحيم

 

الْعِلْمُ يَنْهَضُ بِالْخَسِيسِ إِلَى الْعُلَا * وَالْجَهْلُ يَقْعُدُ بِالْفَتَى الْمَنْسُوبِ

(1/85).

أنشد عمرو بن الجاحظ لصالح بن جناح في العلم:

تَعَلَّمْ إِذَا مَا كُنْتَ لَيْسَ بِعَالِمٍ * فَمَا الْعِلْمُ إِلَّا عِنْدَ أَهْلِ التَّعَلُّمِ

تَعَلَّمْ فَإِنَّ الْعِلْمَ زَيْنٌ لِأَهْلِهِ * وَلَنْ تَسْتَطِيعَ الْعِلْمَ إِنْ لَمْ تُعَلَّمِ

تَعَلَّمْ فَإِنَّ الْعِلْمَ أَزْيَنُ بِالْفَتَى * مِنَ الْحُلَّةِ الْحَسْنَاءِ عِنْدَ التَّكَلُّمِ

وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ رَاحَ لَيْسَ بِعَالِمٍ * بَصِيرٍ بِمَا يَأْتِي وَلَا مُتَعَلِّمِ

(1/147).

يُنْسَبُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ قَوْلِهِ وَهُوَ مَشْهُورٌ مِنْ شَعْرِهِ سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ يُنْشِدُهُ لَهُ:

النَّاسُ فِي جِهَةِ التَّمْثِيلِ أَكْفَاءُ * أَبُوهُمُ آدَمٌ وَالْأُمُّ حَوَّاءُ

نَفْسٌ كَنَفْسٍ وَأَرْوَاحٌ مُشَاكِلَةٌ * وَأَعْظُمٌ خُلِقَتْ فِيهِمْ وَأَعْضَاءُ

فَإِنْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ أَصْلِهِمْ حَسَبٌ * يُفَاخِرُونَ بِهِ فَالطِّينُ وَالْمَاءُ

مَا الْفَضْلُ إِلَّا لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ * عَلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلَّاءُ

وَقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ * وَلِلرِّجَالِ عَلَى الْأَفْعَالِ أَسْمَاءُ

وَضِدُّ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يَجْهَلُهُ * وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ

(1/218).

أنشد عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ:

بِنُورِ الْعِلْمِ يُكْشَفُ كُلُّ رَيْبٍ * وَيُبْصِرُ وَجْهَ مَطْلَبِهِ الْمُرِيدُ

فَأَهْلُ الْعِلْمِ فِي رَحَبٍ وَقُرْبٍ * لَهُمْ مِمَّا اشْتَهَوْا أَبَدًا مَزِيدُ

إِذَا عَمِلُوا بِمَا عَلِمُوا فَكُلٌّ * لَهُ مِمَّا ابْتَغَاهُ مَا يُرِيدُ

فَإِنْ سَكَتُوا فَفِكْرٌ فِي مَعَادٍ * وَإِنْ نَطَقُوا فَقَوْلُهُمْ سَدِيدُ

(1/220).

لِبَعْضِ الْأُدَبَاءِ:

يُعَدُّ رَفِيعَ الْقَوْمِ مَنْ كَانَ عَالِمًا * وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي قَوْمِهِ بِحَسِيبِ

وَإِنْ حَلَّ أَرْضًا عَاشَ فِيهَا بِعِلْمِهِ * وَمَا عَالِمٌ فِي بَلْدَةٍ بِغَرِيبِ

(1/246).

قَالَ آخَرُ:

الْعِلْمُ بَلَّغَ قَوْمًا ذِرْوَةَ الشَّرَفِ * وَصَاحِبُ الْعِلْمِ مَحْفُوظٌ مِنَ الْخَرَفِ

يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ مَهْلًا لَا تُدَنِّسُهُ * بِالْمُوبِقَاتِ فَمَا لِلْعِلْمِ مِنْ خَلَفِ

(1/248).

أنشد غير واحد:

الْعِلْمُ زَيْنٌ وَكَنْزٌ لَا نَفَادَ لَهُ * نِعْمَ الْقَرِينُ إِذَا مَا عَاقِلًا صَحِبَا

قَدْ يَجْمَعُ الْمَرْءُ مَالًا ثُمَّ يُسْلَبُهُ * عَمَّا قَلِيلٍ فَيَلْقَى الذُّلَّ وَالْحَرْبَا

وَجَامِعُ الْعِلْمِ مَغْبُوطٌ بِهِ أَبَدًا * فَلَا يُحَاذِرُ فَوْتًا لَا وَلَا هَرَبَا

يَا جَامِعَ الْعِلْمِ نِعْمَ الزُّخْرُ تَجْمَعُهُ * لَا تَعْدِلَنَّ بِهِ دُرًّا لَا وَلَا ذَهَبَا

(1/250).

فِي أَبْيَاتٍ لِابْنِ أَغْبَسَ:

مَا أَقْبَحَ الْجَهْلَ عَلَى مَنْ بَدَا * بِرَأْسِهِ الشَّيْبُ وَمَا أَشْنَعَهُ

(1/361).

قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ:

إِنَّ الْغُلَامَ مُطِيعٌ مَنْ يُؤَدِّبُهُ * وَلَا يُطِيعُكَ ذُو شَيْبٍ بِتَأْدِيبِ

(1/361).

مِمَّا يُنْشَدُ لِخَلَفٍ الْأَحْمَرِ:

خَيْرُ مَا وَرَّثَ الرِّجَالُ بَنِيهِمْ * أَدَبٌ صَالِحٌ وَحُسْنُ الثَّنَاءِ

هُوَ خَيْرٌ مِنَ الدَّنَانِيرِ وَالْأَوْرَاقِ * فِي يَوْمِ شِدَّةٍ أَوْ رَخَاءِ

تِلْكَ تَفْنَى وَالدِّينُ وَالْأَدَبُ الصَّا * لِحُ لَا يَفْنَيَانِ حَتَّى اللِّقَاءِ

إِذَا تَأَدَّبْتَ يَا بُنَيَّ صَغِيرًا * كُنْتَ يَوْمًا تُعَدُّ فِي الْكُبَرَاءِ

وَإِذَا مَا أَضَعْتَ نَفْسَكَ أُلْفِيتَ * كَبِيرًا فِي زُمْرَةِ الْغَوْغَاءِ

لَيْسَ عَطْفُ الْقَضِيبِ إِنْ كَانَ * رَطْبًا وَإِذَا كَانَ يَابِسًا بِسَوَاءِ

(1/362).

قَالَ سَابِقٌ الْبَرْبَرِيُّ:

وَالْعِلْمُ يَشْفِي إِذَا اسْتَشْفَى الْجَهُولُ بِهِ * وَبِالدَّوَاءِ قَدِيمًا يُحْسَمُ الدَّاءُ

(1/381).

قَالَ كُثَيِّرٌ:

وَفِي الْحِلْمِ وَالْإِسْلَامِ لِلْمَرْءِ وَازِعٌ * وَفِي تَرْكِ أَهْوَاءِ الْفُؤَادِ الْمُتَيَّمِ

بَصَائِرُ رُشْدٍ لِلْفَتَى مُسْتَبِينَةٌ * وَأَخْلَاقُ صِدْقٍ عِلْمُهَا بِالتَّعَلُّمِ

(1/421).

قَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ:

الْعِلْمِ آفَتُهُ الْإِعْجَابُ وَالْغَضَبُ * وَالْمَالُ آفَتُهُ التَّبْذِيرُ وَالنَّهْبُ

(1/446).

أَنْشَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ:

فَلَا تَلُمْهُمْ عَلَى إِنْكَارِ مَا نَكَرُوا * فَإِنَّمَا خُلِقُوا أَعْدَاءَ مَا جَهِلُوا

(1/523).

قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ:

اعْمَلْ بِعِلْمِي وَإِنْ قَصَّرْتُ فِي عَمَلِي * يَنْفَعْكَ عِلْمِي وَلَا يُضْرُرْكَ تَقْصِيرِي

(1/529).

كان عمر بن عبد العزيز كثيرا ما يتمثل بهذه الأبيات:

يرى مستكينا وهو للهو ماقت * به عن حديث القوم ما هو شاغله

وأزعجه علم عن اللهو كله * وما عالم شيئا كمن هو جاهله

عبوس عن الجهال حتى يراهم * فليس له منهم خدين يهازله

يذكر ما يبقى من العيش آجلا * فيشغله عن عاجل العيش آجله

(1/550).

قال أبو عمر: قد أكثر الناس من النظم في فضل الصمت , ومن أحسن ما قيل في ذلك ما ينسب إلىعبد الله بن طاهر وهو قوله:

أَقْلِلْ كَلَامَكَ وَاسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهِ * إِنَّ الْبَلَاءَ بِبَعْضِهِ مَقْرُونُ

وَاحْفَظْ لِسَانَكَ وَاحْتَفِظْ مِنْ عِيِّهِ * حَتَّى يَكُونَ كَأَنَّهُ مَسْجُونُ

وَكِّلْ فُؤَادَكَ بِاللِّسَانِ وَقُلْ لَهُ: * إِنَّ الْكَلَامَ عَلَيْكُمَا مَوْزُونُ

فَزِنَاهُ وَلْيَكُ مُحْكَمًا فِي قِلَّةٍ * إِنَّ الْبَلَاغَةَ فِي الْقَلِيلِ تَكُونُ

وقد قيل: إن هذا الشعر لصالح بن جناح، والله أعلم وهو أشبه بمذهب صالح وطبعه.

(1/551).

قال أبو العتاهية:

مَنْ لَزِمَ الصَّمْتِ نَجَا * مَنْ قَالَ بِالْخَيْرِ غَنِمْ

مِنْ صَدَقَ اللَّهَ عَلَا * مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ عَلِمْ

مَنْ ظَلَمَ النَّاسَ أَسَاء* مَنْ رَحِمَ النَّاسَ رُحِمْ

مَنْ طَلَبَ الْفَضْلَ إِلَى * غَيْرِ ذِي الْفَضْلِ جُرِمْ

مَنْ حَفِظَ الْعَهْدَ وَفَى * مَنْ أَحْسَنَ السَّمْعَ فَهِمْ

(1/553).

أَحْسَنَ الْمُرَادِيُّ فِي قَوْلِهِ:

وَأَحْسَنُ مَقْرُونَيْنِ فِي عَيْنِ نَاظِرٍ * جَلَالَةُ قَدْرٍ فِي ثِيَابِ تَوَاضَعِ

(1/567).

قَالَ الْبُحْتُرِيُّ:

وَإِذَا مَا الشَّرِيفُ لَمْ يَتَوَاضَعْ * لِلْأَخِلَّاءِ فَهُوَ عَيْنُ الْوَضِيعِ

(1/567).

قال عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ حَيْثُ:

الْمَالُ آفَتُهُ التَّبْذِيرُ وَالنَّهْبُ * وَالْعِلْمُ آفَتُهُ الْإِعْجَابُ وَالْغَضَبُ

(1/571).

قَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ:

حُبُّ الرِّئَاسَةِ أَطْغَى مَنْ عَلَى الْأَرْضِ * حَتَّى بَغَى بَعْضُهُمْ فِيهَا عَلَى بَعْضِ

(1/571)

يقول ابن عبد البر: وَلِي فِي هَذَا الْمَعْنَى:

حُبُّ الرِّئَاسَةِ دَاءٌ يَحْلِقُ الدُّنْيَا * وَيَجْعَلُ الْحُبَّ حَرْبًا لِلْمُحِبِّينَا

يَفْرِي الْحَلَاقِيمَ وَالْأَرْحَامَ يَقْطَعُهَا * فَلَا مُرُوءَةَ تُبْقِي وَلَا دِينَا

مَنْ دَانَ بِالْجَهْلِ أَوْ قَبِلَ الرُّسُوخَ * فَمَا تُلْفِيهِ إِلَّا عَدُوًّا لِلْمُحِقِّينَا

يَشْنَا الْعُلُومَ وَيَقْلِي أَهْلَهَا حَسَدًا * ضَاهَى بِذَلِكَ أَعْدَاءَ النَّبِيِّينَا

(1/752).

قَالَ بَكْرُ بْنُ حَمَّادٍ:

تَغَايَرَ النَّاسُ فِيمَا لَيْسَ يَنْفَعُهُمْ * وَفَرَّقَ النَّاسَ آرَاءٌ وَأَهْوَاءُ

(1/573).

قَالَ آخَرُ:

حُبُّ الرِّيَاسَةِ دَاءٌ لَا دَوَاءَ لَهُ * وَقَلَّ مَا تَجِدُ الرَّاضِينَ بِالْقَسْمِ

(1/573).

قَوْلُ أَبِي الْعَبَّاسِ النَّاشِيِّ:

مَنْ تَحَلَّى بِغَيْرِ مَا هُوَ فِيهِ * عَابَ مَا فِي يَدَيْهِ مَا يَدَّعِيهِ

وَإِذَا حَاوَلَ الدَّعَاوَى لِمَا فِيهِ * أَضَافُوا إِلَيْهِ مَا لَيْسَ فِيهِ

وَيَحْسِبُ الَّذِي ادَّعَا مَا عَدَاهُ * أَنَّهُ عَالِمٌ بِمَا يَعْتَرِيهِ

وَمَحَلُّ الْفَتَى سَيَظْهَرُ فِي النَّاسِ * وَإِنْ كَانَ ذَائِبًا يُخْفِيهِ

وَأَحْسَنُ مِنْ قَوْلِ النَّاشِيِّ قَوْلُ الْآخَرِ فِي هَذَا الْمَعْنَى:

مَنْ تَحَلَّى بِغَيْرِ مَا هُوَ فِيهِ * فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الِامْتِحَانِ

وَجَرَى فِي الْعُلُومِ جَرْيَ سُكَيْتٍ[1]* خَلَّفَتْهُ الْجِيَادُ يَوْمَ الرِّهَانِ

(1/577).

 

5/6/1439هـ

21/2/2018م


 

[1]السكيت هو آخر خيل الحلبة.



 

أيمن الشعبان