اطبع هذه الصفحة


وذكر "2" أنفع المجالس

أيمن الشعبان
@aiman_alshaban

 
 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فهذه مقتطفات وعظية، وتذكرة إيمانية، وإشارات تربوية؛ لإيقاظ القلوب، وتحريك النفوس، والانتباه من الغفلة، في زمن طغت عليه الماديات، وانغمس الناس في الشهوات، واستمرأوا الملذات، واعتادوا الذنوب والآثام والمحرمات، وربنا سبحانه وتعالى يقرع قلوبنا بقوله: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[الذاريات:55].

أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ".

بذلك فإن مجالس القرآن هي أعظم المجالس وأنفع المجالس، واللحظات التي يقضيها المسلم مع القرآن هي أجمل وأنفع وأنفس وأرفع وأروع اللحظات.

وفي الحديث بشارة عظيمة اجتمعت فيها فضائل نفيسة عزيزة، لم تجتمع بأي فضيلة أو طاعة أخرى؛ أربع فضائل الواحدة منها خير من الدنيا وما فيها، فأين المشمرون المخبتون التجار الحاذقون؟!

وفي الحديث فضيلة عظيمة لمجالس العلم، وبمفهوم المخالفة فيه ذم لمجالس اللهو التي تضيعُ فيها الأوقات، والتي تخلو من ذكر الله ومدارسة العلم والحث على البر والخير، الأصل في مجالس النبي عليه الصلاة والسلام، أنها مجالس علم وذكر وخير وطاعة.

 

همسة:

لو لم يكن في مجلس العلم إلا أنك تحصل وتنال على الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى لكفى!

فهذه الأجور العظيمة لا تحصل إلا بمثل هذه المجالس، فالموفق من وفقه الله لمثل هذه المجالس، وانشرح صدره لها، وواظب عليها وداوم في حضورها والاستزادة من خيرها، والمحروم من حُرمَ فضلها وأجرها وما فيها من خير وبركة ونفع وعلم وطاعة.

 

إيقاظ:

ينبغي للداعية والواعظ والناصح والمسلم، أن يتخول الناس بالموعظة والتذكير والنصيحة، وأن يذكرهم بالقرآن، فإن التذكرة التي تخلو من القرآن، والخطبة أو الموعظة أو الدرس أو الخاطرة والمجلس والنصيحة؛ من كتاب الله عز وجل فإنه أبتر وناقص.

قال تعالى عن كتابه: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}[فصلت:41]، فمن أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الجنة فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أراد الرفعة فعليه بالقرآن، قال تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}[:45].

 

 

12-رجب-1444هـ

3-2-2023م


 

أيمن الشعبان