صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







وذكر "4" الخلاص بالإخلاص

أيمن الشعبان
@aiman_alshaban

 
 بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله العالم بالبواطن والظواهر والخفيات والجليات، المطلع على مكنون الصدور وخبايا الأمور ودقيق المخلوقات في زوايا الظلمات، والصلاة والسلام على خير البريات، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أولي الفضل والمكرمات، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المعاد، وبعد:

فهذه مقتطفات وعظية، وتذكرة إيمانية، وإشارات تربوية؛ لإيقاظ القلوب، وتحريك النفوس، والانتباه من الغفلة، في زمن طغت عليه الماديات، وانغمس الناس في الشهوات، واستمرأوا الملذات، واعتادوا الذنوب والآثام والمحرمات، وربنا سبحانه وتعالى يقرع قلوبنا بقوله: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[الذاريات:55].

الإخلاص هو أصل الأصول وقاعدة القواعد وأهم المهمات، هو حقيقة الدين ولُبُ العبادة وشرط القبول، وهو درةُ القلوب وسلعة المتقين وغنيمة المخبتين وتجارة الرابحين، وطريق الصالحين وثمرة العارفين.

ففي كل حركة وسكنة وعمل وطاعة وقربة لابد من إخلاص، فالعمل لا يقبل بلا إخلاص، لذلك حريٌ بالعبد أن يستحضر النية الصادقة الإخلاص قبل العمل وفي بداية العمل وأثناء العمل وبعد العمل، لأن الله سبحانه قال: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ}[البقرة:112]، أي أخلص دينه لله.

قال يحيى بن أبي كثير: تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل.

والإخلاصُ: هو إفراد الحق سبحانه بالقصد، وتصفية العمل من كل شوب.

إن أعظم زاد وأنفع علم وأنفس ذخر؛ هو تحقيق وتحصيل وتعلم الإخلاص والنيات، وقد نقل ابن الحاج العبدري المغربي المالكي في مقدمة كتابه "المدخل لابن الحاج" عن أبي محمد عبد الله بن أبي حمزة قوله: وددت أنه لو كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم، ويقعد إلى التدريس في أعمال النيات ليس إلا، فإنه ما أتى على كثير من الناس إلا من تضييع النيات!

قال سبحانه عن إمام المُخلَصين والمُخلِصين نبينا عليه الصلاة والسلام: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي}[الزمر:14]، قيل لسهل بن عبد الله رحمه الله: أيُ شيء أشد على النفس؟ فقال: الإخلاص، لأنه ليس لها فيه نصيب.

قال الجنيد رحمه الله: الإخلاص سر بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملكٌ فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله.

والاستخلاص لا يكون إلا بالإخلاص، لأن الإخلاص بداية طريق الاستخلاص، فمن أخلص دينه وقلبه وعبادته لله - سبحانه وتعالى – استخلصه الله وقربه ورفع منزلته وشرَّفه واصطفاه.

إيقاظ:

إن كلمة السر في الطريق ومفتاح السعادة ومقياس الفوز والنجاح؛ بتحقيق الإخلاص.

قال ابن القيم: الإخلاص هو سبيل الخلاص، والإسلام هو مركب السلامة والإيمان خاتم الأمان.

فما صعد من الأرض إلى السماء أنفع من الإخلاص، ولنعلم جميعا أن النية الفاسدة تفسد العمل الصالح، قال بلال بن سعد: لا تكن وليا لله في العلانية وعدوه في السر.

اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، إنك خير مسؤول وأعظم مأمول.

 

12-رجب-1444هـ

3-2-2023م


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أيمن الشعبان
  • من أقوال السلف
  • مقالات
  • ما صح وما لم يصح
  • فلسطينيات
  • تأملات قرآنية
  • المسلم في بلاد الغربة
  • رمضانيات
  • الصفحة الرئيسية