صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قصيدة في رثاء الشيخ/ صالح بن محمد المقوشي رحمه الله
بعنوان ( عَزَّ الْفِـرَاقُ )

شعر : د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
أحد أعضاء هيئة التدريس بمعهد الحرم المكي


خَطْبٌ أَلَمَّ وَدَمْعُ الْعَيْنِ مُنْسَكِبُ ** وَالْقَلْبُ مِنْ أَلَمٍ الأَحْـزَانِ يلْتَهِبُ
وَمُهْجَتِي مَسَّهَا مِنْ بُؤْسِهَا سَقَمٌ ** عَلَى فِرَاقِـكَ يَا مَنْ لَيْلُهُ قُـرَبُ
كَمْ مُؤْمِنٍ بِالدُّعَا لِلشَّيْخِ مُنْشَغِلٌ ** لِأَنَّـهُ لِلْعُـلا يَدْعُـوْ وَيَحْتَسِبُ
وَصَالِحٌ نَعْيُهُ فِي الْقَوْمِ فَاجِعَـةٌ ** هَزَّتْ مَشَاعِرَنَا وَالدَّمْعُ مُنْسَكِبُ
لَئِنْ طَوَى الْمَوْتُ نَجْمًا فِي تَأَلُّقِهِ ** فَنَشْرُ آثَارِهِ لِلاقْتِـدَا يَـجِـبُ
مَحَـاسِنٌ يُبْهِـرُ الدُّنْيَا تَقَمُّصُهَا ** وَلِلْجِـنَـانِ بِفَضْـلِ اللهِ تَنْتَسِبُ
وَالْمَوْتُ يُسْرِعُ لِلأَخْيَارِ يَقْبِضُهُمْ ** كَمَا رَوَى أَحْمَـدٌ وَالسَّادَةُ النُّجُبُ
إِنْ أَطْفَأَ الْمَوْتُ مِصْبَاحًا أَضَاءَ لَنَا ** ثُمَّ ارْتَقَتْ رُوحُهُ وَانْزَاحَتِ الْحُجُبُ
فَقَدْ بَكَتْـهُ زَوَايَا الْعِلْمِ يَعْمُرُهَـا ** وَأَرْسَلَ الدَّمْـعَ مَحْزُونٌ وَمُكْتَئِبُ
عَزَّ الْفِـرَاقُ وَأَمْـرُ اللهِ يَحْكُمُنَا ** وَالصَّبْرُ عُمْدَتُنَا إِنْ جَلَّتِ النُّـوَبُ
أَصَالِحٌ كُنْتَ نِبَرَاسَ الْعُلُومِ وَهَلْ ** لِصَالِـحٍ مَثَـلٌ تَعْـلُو بِهِ الْخُطَبُ
وَمَنْ كَمِثْلِكَ حَوْلَ الْبَيْتِ مُعْتَكِفٌ ** يُرَتِّلُ الآيَ أَوْ يَدْعُـو فَيَنْـتَحِـبُ
وَمَنْ كَمِثْلِكَ لِلطُّلاَّبِ يَرْفِـدُهُمْ ** بِكُلِّ نَافِعَـةٍ تَسْمُـو بِهَـا الرُّتَـبُ
بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ الْمَبْرُورِ قَدْ مُلِئَتْ ** صَحَائِفُ الشَّيْخِ وَازْدَانَتْ بِهَا الْكُتُبُ
سَلِ الشَّبَابَ وَمَنْ بِالْعِلْمِ زَوَّدَهُمْ ** سَمَوا بِتَوْجِيهِهِ وَانْجَـابَتِ السُّحُبُ
تَزَوَّدُوا بِعُلُـومِ الشَّرْعِ تَدْفَعُهُمْ ** إِلَيْهِ تَقْـوَى وَعَـزْمٌ صَـارِمٌ عَجَبُ
صُنْـدُوقُ بِرٍّ لِمَنْ بَاتَتْ بِمَسْغَبَةٍ ** إِنْ هَـدَّهَا الْفَقْرُ أَوْ أَوْدَى بِهَا الْعَطَبُ
وَكَمْ وَكَمْ شَيَّدَتْ يُمْنَاكَ مِنْ عَمَلٍ ** بِرٍّ فَـأَنْتَ لِطُـلاَّبِ الْعُـلُـومِ أَبُ
فَلاَ الْبَيَـانُ وَلاَ الأَشْعَارُ قَـادِرَةٌ ** عَلَى الْوَفَـاءِ وَلاَ الأَسْفَـارُ وَالأَدَبُ
نَمْ فِي النَّعِيـمِ بِفَضْلِ اللهِ مُغْتَبِطًا ** يَحُفُّـكَ السَّعْـدُ لاَ يَنْتَابُكَ الْوَصَبُ
21/11 /1434هـ


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبدالرحمن الأهدل
  • مقالات
  • كتب
  • قصائد
  • الصفحة الرئيسية