* قال تعالى:{زين
للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة
والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن
المآب}.سورة آل عمران. آية: 14
*قال القرطبى:
قوله تعالى: "من النساء" بدأ بهن
لكثرة تشوف النفوس إليهن؛ لأنهن حبائل الشيطان وفتنة الرجال. قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء) أخرجه
البخاري ومسلم. ففتنة النساء أشد من جميع الأشياء. ويقال: في النساء فتنتان،
وفي الأولاد فتنة واحدة. فأما اللتان في النساء فإحداهما أن تؤدي إلى قطع
الرحم؛ لأن المرأة تأمر زوجها بقطعه عن الأمهات والأخوات. والثانية يبتلى
بجمع المال من الحلال والحرام. وأما البنون فإن الفتنة فيهم واحدة وهو ما
ابتلي بجمع المال لأجلهم. وروى عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (لا تسكنوا نساءكم الغرف ولا تعلموهن الكتاب). حذرهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم؛ لأن في إسكانهن الغرف تطلعا إلى الرجال، وليس في ذلك
تحصين لهن ولا ستر؛ لأنهن قد يشرفن على الرجال فتحدث الفتنة والبلاء، ولأنهن
قد خلقن من الرجل؛ فهمتها في الرجل والرجل خلق فيه الشهوة وجعلت سكنا له؛
فغير مأمون كل واحد منهما على صاحبه. وفي تعلمهن الكتاب هذا المعنى من الفتنة
وأشد. وفي كتاب الشهاب عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أعروا النساء يلزمن
الحجال).
فعلى الإنسان إذا لم يصبر في هذه الأزمان أن يبحث عن ذات الدين ليسلم له
الدين؛ قال صلى الله عليه وسلم: (عليك بذات الدين تربت يداك) أخرجه مسلم عن
أبي هريرة. وفي سنن ابن ماجة عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ولا تزوجوهن
لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة سوداء خرماء
ذات دين أفضل).
*قال مالك فيم نقله النووى عنه: قال: والمرأة فتنة إلا فيما جبل الله تعالى
النفوس عليه من النفرة عن محارم النسب،
*قال ابن كثير فى الأية: يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من
أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت
في الصحيح أنه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال
من النساء" فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثر الأولاد، فهذا مطلوب مرغوب
فيه مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، وأن
خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء، وقوله صلى اللّه عليه وسلم : "الدنيا متاع
وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرَّته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب
عنها حفظته في نفسها وماله" (أخرجه النسائي وروى بعضه مسلم في صحيحه) وقوله
في الحديث الآخر: "حبّب إليّ النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة".
قال العلماء: ذكر الله تعالى أربعة أصناف من المال، كل نوع من المال يتمول به
صنف من الناس؛ أما الذهب والفضة فيتمول بها التجار، وأما الخيل المسومة
فيتمول بها الملوك، وأما الأنعام فيتمول بها أهل البوادي، وأما الحرث فيتمول
بها أهل الرساتيق. فتكون فتنة كل صنف في النوع الذي يتمول، فأما النساء
والبنون ففتنة للجميع.
قال طاوس: ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمر النساء.
وروي عن ابن عباس أنه قرأ "وخلق الإنسان ضعيفا" أي وخلق الله الإنسان ضعيفا،
أي لا يصبر عن النساء.
وكان يقال: لا تعقد قلبك مع المال لأنه فيء ذاهب، ولا مع النساء لأنها اليوم
معك وغدا مع غيرك، ولا مع السلطان لأنه اليوم لك وغدا لغيرك. ويكفي قي هذا
قول الله تعالى: "إنما أموالكم وأولادكم فتنة" [التغابن: 15]. وقال تعالى:
"إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم" [التغابن: 14].
*قوله تعالى:
{والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون
نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن
والله سميع عليم}.سورة النور. آية: 60
قوله تعالى: "غير متبرجات بزينة" أي غير مظهرات ولا متعرضات بالزينة لينظر
إليهن؛ فإن ذلك من أقبح الأشياء وأبعده عن الحق. والتبرج: التكشف والظهور
للعيون؛ ومنه: بروج مشيدة. وبروج السماء والأسوار؛ أي لا حائل دونها يسترها.
وقيل لعائشة رضي الله عنها: يا أم المؤمنين، ما تقولين في الخضاب والصباغ
والتمائم والقرطين والخلخال وخاتم الذهب ورقاق الثياب؟ فقالت: يا معشر
النساء، قصتكن قصة امرأة واحدة، أحل الله لكنّ الزينة غير متبرجات لمن لا يحل
لكنّ أن يروا منكن محرما. وقال عطاء: هذا في بيوتهن، فإذا خرجت فلا يحل لها
وضع الجلباب. وعلى هذا "غير متبرجات" غير خارجات من بيوتهن.
ثم قيل: من التبرج أن تلبس المرأة ثوبين رقيقين يصفانها. روى الصحيح عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما
قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها
الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا
يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا). قال ابن
العربي: وإنما جعلهن كاسيات لأن الثياب عليهن وإنما وصفهن بأنهن عاريات لأن
الثواب إذا رق يصفهن، ويبدي محاسنهن؛ وذلك حرام.
قال القرطبى:هذا أحد التأويلين للعلماء في هذا المعنى.
والثاني: أنهن كاسيات من الثياب عاريات من لباس التقوى الذي قال الله تعالى
فيه: "ولباس التقوى ذلك خير". وأنشدوا:
إذا المرء لم يلبس ثياب من التقى تقلب عريانا وإن كان كاسيا
وخير لباس المرء طـــــاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا
قال القرطبى: هذا التأويل أصح التأويلين، وهو اللائق بهن في هذه الأزمان،
وخاصة الشباب، فإنهن يتزين ويخرجن متبرجات؛ فهن كاسيات بالثياب عاريات من
التقوى حقيقة، ظاهرا وباطنا، حيث تبدي زينتها، ولا تبالي بمن ينظر إليها، بل
ذلك مقصودهن، وذلك مشاهد في الوجود منهن، فلو كان عندهن شيء من التقوى لما
فعلن ذلك، ولم يعلم أحد ما هنالك. ومما يقوي هذا التأويل ما ذكر من وصفهن في
بقية الحديث في قوله: (رؤوسهن كأسنمة البخت). والبخت ضرب من الإبل عظام
الأجسام، عظام الأسنمة؛ شبه رؤوسهن بها لما رفعن من ضفائر شعورهن على أوساط
رؤوسهن. وهذا مشاهد معلوم، والناظر إليهن ملوم. قال صلى الله عليه وسلم: (ما
تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). خرجه البخاري.
*وأخرج ابن أبي شيبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لم يكن كفر من مضى إلا
من قبل النساء، وهو كائن كفر من بقي من قبل النساء.
*وأخرج ابن أبي شيبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لم يكن كفر من مضى إلا
من قبل النساء، وهو كائن كفر من بقي من قبل النساء.
*وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم
ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون على
خمسين امرأة قيم واحد".
*وفى الحديث الذى أخرجه مسلم: (إن المرأة تقبل): من الإقبال (في صورة شيطان):
شبهها بالشيطان في صفة الوسوسة والإضلال، فإن رؤيتها من جميع الجهات داعية
للفساد.
قال النووي: قال العلماء معناه الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بما جعل
الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والتلذذ بالنظر إليهن وما
يتعلق بهن، فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له.
ويستنبط من هذا أنه ينبغي لها أن لا تخرج إلا لضرورة ولا تلبس ثياباً فاخرة،
وينبغي للرجل أن لا ينظر إليها ولا إلى ثيابها. وفيه أنه لا بأس بالرجل أن
يطلب امرأته إلى الوقاع في النهار وإن كانت مشتغلة بما يمكن تركه لأنه ربما
غلبت على الرجل شهوته فيتضرر بالتأخير في بدنه أو قلبه. انتهى.
*قال عمر فيما رواه العسكري: خالفوا النساء، فإن في خلافهن البركة.
*فى صحيح البخاري, كتاب صفة الصلاة, باب: انتظار الناس قيام الإمام العالم.
*عن عائشة رضي الله عنها قالت:
لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء، لمنعهن كما منعت نساء
بني إسرائيل. قلت لعمرة: أو منعهن؟ قالت: نعم.
(ما أحدث النساء) من إظهار الزينة ورائحة الطيب وحسن الثياب ونحو ذلك.
(لمنعهن) في نسخة (لمنعهن المسجد) أي لمنعهن من الخروج إلى المساجد وهن على
هذه الحالة.
وفى كتاب النكاح. باب: ما يتقى من شؤم المرأة.
*عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من
النساء).
(فتنة) سببا للفتنة، وذلك بتكليف الرجال من النفقة ما لا يطيق أحيانا،
وبإغرائهن وإمالتهن عن الحق، إذا خرجن واختلطن بالرجال، لا سيما إذ كن سافرات
متبرجات. (أضر) أكثر ضررا وأشد فسادا لدينهم ودنياهم]
*قال ابن حجر فى الشرح:
وفي الحديث أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قوله تعالى
(زين للناس حب الشهوات من النساء) فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية
الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك، ويقع في المشاهدة حب الرجل ولد من
امرأته التي هي عنده أكثر من حبه ولده من غيرها، ومن أمثلة ذلك قصة النعمان
بن بشير في الهبة، وقد قال بعض الحكماء: النساء شر كلهن وأشر ما فيهن عدم
الاستغناء عنهن ومع أنها ناقصة العقل والدين تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص
العقل والدين كشغله عن طلب أمور الدين وحمله على التهالك على طلب الدنيا وذلك
أشد الفساد وقد أخرج مسلم من حديث أبي سعيد في أثناء حديث " واتقوا النساء،
فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
*وقال فى موضع آخر:
وقال ابن التين بدأ في الآية بالنساء لأنهن أشد الأشياء فتنة للرجال، ومنه
حديث " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " قال: ومعنى تزيينها
إعجاب الرجل بها وطواعيته لها.
*وقال النووى فى شرح مسلم:
قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تمنعوا
إماء الله مساجد الله) هذا وشبهه من أحاديث الباب ظاهر في أنها لا تمنع
المسجد لكن بشروط ذكرها العلماء مأخوذة من الأحاديث، وهو أن لا تكون متطيبة
ولا متزينة ولا ذات خلاخل يسمع صوتها، ولا ثياب فاخرة، ولا مختلطة بالرجال،
ولا شابة ونحوها ممن يفتتن بها، وأن لا يكون في الطريق ما يخاف به مفسدة
ونحوها،
*وقال أيضا:
وفيها جواز حضور النساء الجماعة في
المسجد وهو إذا لم يخش فتنة عليهن أو بهن.
وفيه أن النساء إذا حضرن صلاة الرجال ومجامعهم يكن بمعزل عنهم خوفاً من فتنة
أو نظرة أو فكر ونحوه.
*وعند مسلم في: كتاب الكسوف.
باب ما عرض على النبيّ صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف من أمر الجنة
والنار.
*عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ. قَالَ: انْكَسَفَتِ الشّمْسُ عَلَىَ عَهْدِ رَسُولِ
اللّهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلّىَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم
وَالنّاسُ مَعَهُ.00000الحديث000
فَقَالَ: "إِنّ الشّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللّهِ. لا
يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ. فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ
فَاذْكُرُوا اللّهَ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ
شَيْئاً فِي مَقَامِكَ هَذَا. ثُمّ رَأَيْنَاكَ كَفَفْتَ فَقَالَ: "إِنّي
رَأَيْتُ الْجَنّةَ. فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُوداً. وَلَوْ أَخَذْتُهُ
لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدّنْيَا. وَرَأَيْتُ النّارَ. فَلَمْ أَرَ
كَالْيَوْمِ مَنْظَراً قَطّ. وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النّسَاءَ"
قَالُوا: بِمَ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ: "بِكُفْرِهِنّ" قِيلَ:
أَيَكْفُرْنَ بِاللّهِ؟ قَالَ: "يَكْفُرْنَ الْعَشِيرِ. وَبِكفْرِ
الإِحْسَانِ. لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَىَ إِحْدَاهُنّ الدّهْرَ، ثُمّ رَأَتْ
مِنْكَ شَيئاً، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطّ".
*وفى: كتاب الرقاق.
باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر
أهل النار النساء. وبيان الفتنة بالنساء.
*عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه
وسلم: "قُمْتُ عَلَىَ بَابِ الْجَنّةِ. فَإِذَا عَامّةُ مَنْ دَخَلَهَا
الْمَسَاكِينُ. وَإِذَا أَصْحَابُ الْجَدّ مَحْبُوسُونَ. إِلاّ أَصْحَابَ
النّارِ. فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَىَ النّارِ. وَقُمْتُ عَلَىَ بَابِ
النّارِ. فَإِذَا عَامّةُ مَنْ دَخَلَهَا النّسَاءُ".
*وعن ابْنَ عَبّاسٍ يَقُولُ: قَالَ مُحَمّدٌ صلى الله عليه وسلم: "اطّلَعْتُ
فِي الْجَنّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ. وَاطّلَعْتُ فِي
النّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النّسَاءَ".
*وعن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. فَحَدّثَنَا أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله
عليه وسلم قَالَ: "إِنّ أَقَلّ سَاكِنِي الْجَنّةِ النّسَاءُ".
***هذا وصلى الله وسلم على محمد وآله وسلم ***