اطبع هذه الصفحة


فضائل طاعة الزوجة لزوجها وأحكامها الفقهية

الدكتور عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

 
بسم الله الرحمن الرحيم


للزوج مكانة عظيمة القدر في الأسرة،

قال تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) النساء/34 .

وهنيئا للزوجة المطيعة لزوجها فلها فضائل وأجور تعدل أعمالا عظيمة،

ولا عجب، فاحترام الزوج واجب وطاعته ضرورة.
قال النبي ﷺ: لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق [رواه أبو داود: 2140، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 3366].،

وروى ابن ماجه (1853) عن عبد الله بن أبي أوفى قال : لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي ﷺ قال ما هذا يا معاذ قال أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك فقال رسول الله ﷺ فلا تفعلوا فإني لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه " والحديث صححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
ومعنى القتب : رحل صغير يوضع على البعير .

وروى الإمام أحمد عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ قال: لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته تلحسه ما أدت حقه [رواه أحمد: 12614، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 7725].
وإذا تعارضت طاعة الزوج مع طاعة الأبوين ، قدمت طاعة الزوج ، قال الإمام أحمد رحمه الله في امرأة لها زوج وأم مريضة : طاعة زوجها أوجب عليها من أمها إلا أن يأذن لها . شرح منتهى الإرادات 3/47
وفي الإنصاف (8/362) : ( لا يلزمها طاعة أبويها في فراق زوجها , ولا زيارةٍ ونحوها . بل طاعة زوجها أحق ).
وقد ورد في ذلك حديث عن النبي ﷺ وهو ما رواه الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله ﷺ أي الناس أعظم حقا على المرأة ؟ قال : زوجها . قلت : فأي الناس أعظم حقا على الرجل ؟ قال : أمه . وقد ضعفه الألباني في " ضعيف الترغيب والترهيب" (1212) وأنكر على المنذري تحسينه .

ونورد بإذن ما صح في السنة من فضائل طاعة الزوجة لزوجها تذكيرا للزوجات وإسعادا للميعات فمن تلك الفضائل:


الفضيلة الأولى: أن طاعتها سبب لدخول الجنة

ودليل ذلك حديث عن أبي هريرة قال : قال ﷺ : " إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها و حصنت فرجها و أطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت " رواه ابن حبان (4163) وصححه الألباني في صحيح الجامع(660)

وعن الحصين بن محصن : أن عمة له أتت النبي ﷺ في حاجة ففرغت من حاجتها فقال لها النبي ﷺ أذات زوج أنت ؟ قالت نعم قال : كيف أنت له ؟ قالت ما آلوه ( أي لا أقصّر في حقه ) إلا ما عجزت عنه . قال : " فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك " {رواه النسائى فى ((العشرة)) (ص106),والحاكم (2/19), والبيهقى (7/291), وأحمد (19025) والحديث جود إسناده المنذري في الترغيب والترهيب وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم 1933 .
ومعنى الحديث أن الزوج سبب دخولك الجنّة إن قمت بحقّه ، وسبب دخولك النار عن قصّرت في ذلك .

وعن حصين بن محصن عن عمته أن النبي ﷺ قال لها لما طلبت وصيته: أذاتُ بعلٍ أنتِ؟ فلما أجابت بإيجاب قال: انظري أين أنتِ منه فإنما هو جنتكِ وناركِ [رواه أحمد: 27352، والنسائي في الكبرى: 8913، والحاكم (2/19) والبيهقي في الشعب: 8356، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 1509].

وقال رسول الله ﷺ:
(ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى ) صحيح الجامع 2604 والعؤود هي التي تعود على زوجها بالنفع.

الفضيلة الثانية: أن المطيعة لزوجها خير النساء

ودليل ذلك قوله ﷺ: خير النساء التي تسره إذا نظر و تطيعه إذا أمر و لا تخالفه في نفسها و لا مالها بما يكره " .
رواه النسائي في الكبرى: 8912، والحاكم: 2682، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه]. و أحمد ( 2 / 251 و 432 و 438 ) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 453.

فمن صفات الزوجة الصالحة: أنها مطيعة لزوجها، وهذا المعنى مستنبط من قوله تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ [النساء: 34].
ومعنى: قَانِتَاتٌ قال المفسرون:فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ اعلم أن المرأة لا تكون صالحة إلا إذا كانت مطيعة لزوجها؛ لأن الله تعالى قال: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ . قال الواحدي -رحمه الله- في التفسير: "لفظ القنوت يفيد الطاعة، وهو عام لطاعة الله، وطاعة الأزواج".
[اللباب في علوم الكتاب: 6/362].

قال شيخ الإسلام (ابن تيمية):رحمه الله : قوله (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ){النساء:34} يقتضى وجوب طاعتها لزوجها مطلقاً: من خدمة, وسفرمعه وتمكين له ,وغيرذلك كما دلت عليه سنة النبى (صلى الله عليه وسلم) فى حديث (الجبل الأحمر) وفى (السجود) وغير ذلك ,كما تجب طاعة الأبوين,ولم يبق الأبوين عليها طاعة : تلك وجبت للأرحام, وهذه وجبت بالعهود).مجموعة الفتاوى(32/260).

في كشاف القناع: "وحقه -أي الزوج- عليها أعظم من حقها عليه لقوله تعالى: وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة: 228].، وقوله ﷺ: لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن؛ لما جعل الله لهم عليهن من الحق ، ولقوله ﷺ: إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح [كشاف القناع: 5/185].

من حق الزوج على زوجته: الطاعة.
قال المفسرون في قوله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ [النساء: 34] عليها طاعته وقبول أمره ما لم تكن معصية.
و قال الله تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ [النساء: 34].
لاحظ؛ عندما قال الله تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا [النساء: 34].
معنى ذلك: أن التأديب عند عدم الطاعة، فإذا أطاعت المرأة فلا يحق للرجل أن يعاقب؛ لأن الله قال:فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا فدل ذلك على أن التأديب لترك، فيدل أيضاً على أن الطاعة واجبة، وعلى أن الزوج لا يتعدى ويظلم إذا المرأة أطاعت ومشت معه على ما يريد بالمعروف.

الفضيلة الثالثة: أن طاعة الزوج سبب لقبول العبادات

ودليل ذلك قول رسول الله ﷺ: ((اثنان لا تجاوز صلاتهما رءوسهما عبد أبق من مواليه حتى يرجع إليهم, وامرأة عصت زوجها حتى ترجع)) {صححه الألبانى فى صحيح الجامع(136).
الفضيلة الرابعة: أن طاعة الزوج تعدل الأعمال التي تشرع للرجال
فقد روى ابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال" (528) وفي "مداراة الناس" (173) من طريق أبي إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان، عن الحجاج بن دينار، عن محمد بن علي الباقر، عن جابر بن عبد الله، قال:
بينا نحن قعودٌ عند رسول الله ﷺ إذ أتته امرأة، فقالت: السلام عليك يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك.
اللهُ رب الرجال ورب النساء، وآدمُ أبو الرجال وأبو النساء، بعثك الله إلى الرجال وإلى النساء، والرجال إذا خرجوا في سبيل الله فقتلوا: فأحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله، وإذا خرجوا: لهم من الأجر ما قد علموا؛ ونحن نخدمهم ونجلس، فما لنا من الأجر؟
قال لها رسول الله ﷺ: أَقْرِئِي النِّسَاءَ عَنِّي السَّلَامَ، وَقُولِي لَهُنَّ: إِنَّ ‌طَاعَةَ ‌الزَّوْجِ ‌تَعْدِلُ مَا هُنَاكَ، وَقَلِيلٌ مِنْكُنَّ تَفْعَلُهُ.
وهذا إسناد حسن موصول :- محمد بن علي هو أبو جعفر الباقر ، غني عن التعريف ، وهو ثقة فاضل ."تقريب التهذيب" (ص 497) .- الحجاج بن دينار ، وثقه ابن المبارك ، وزهير بن حرب ، وأبو داود ، وابن عمار ، وابن المديني ، ويعقوب بن شيبة ، والعجلي ، وقال أحمد ليس به بأس ، وقال ابن معين صدوق ليس به بأس ، وقال أبو زرعة صالح صدوق مستقيم الحديث لا بأس به ، وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به ، وقال الترمذي ثقة مقارب الحديث ، وقال ابن خزيمة في القلب منه ، وقال الدارقطني ليس بالقوي ، وقال عبدة بن سليمان ثنا حجاج بن دينار وكان ثبتا وذكره ابن حبان في الثقات."تهذيب التهذيب" (2 /176-177)- أبو إسماعيل المؤدب ، قال أحمد ليس به بأس ، وقال ابن معين والنسائي ليس به بأس ، وقال العجلى والدارقطني ثقة."التهذيب" (1 /108)- عبد المتعال بن طالب ، وثقه ابن معين ، ويعقوب بن شيبة ، وأبو حاتم ، والدارقطني ، وابن حبان ، وهو من شيوخ البخاري في صحيحه .وقد حسن هذا الحديث الدكتور نجم عبد الرحمن خلف في تحقيق كتاب "العيال" . وللحديث شواهد من حديث ابن عباس ، وأسماء بنت يزيد ، لكنها لا تخلو من ضعف .

صور طاعة الزوج:

أولا: طاعته في الإعفاف


من أهم صور الطاعة التي تجب للزوج على زوجته الطاعة إذا دعاها للفراش، كما أخرج البخاري -رحمه الله تعالى- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح [رواه البخاري: 3237، ومسلم: 1436].
وفي رواية: فأبت أن تجيء [رواه البخاري: 5193].
وفي رواية: فبات غضبان عليها [رواه البخاري: 3237، ومسلم: 1436].

وفي لفظ لمسلم : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا فَتَأْبَى عَلَيْهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا ) .
وهذا يدل على أن فراش الزوج كبيرة متوعد عليها بالطرد من رحمة الله.
ويدخل في ذلك طاعة الزوج بما يجذبها له كالنظافة والتعطر، فيلزمها طاعته في التنظف، قال في المنتهى: ، وإن أراد منها تزييناً بما ذكر أو أراد منها قطع رائحة كريهة وأتى به -يعني ما يريد منها التزين به أو بما يقطع الرائحة الكريهة -لزمها استعماله" [شرح منتهى الإرادات: 3/227].
كما يدخل في ذلك طاعته إن منعها من النوافل لأداء حقه، فعلى المرأة لزوجها: ترك نوافل العبادات لقوله ﷺ: لا يحل للمرأة أن تصوم وهو شاهد إلا بإذنه [رواه البخاري (4899) و مسلم: 1026].
وقال: لا تصوم امرأة وزوجها شاهد يوماً من غير رمضان إلا بإذنه .
فيحرم على الزوجة صوم النفل دون إذن زوجها، قال الألباني رحمه الله معلقا على هذا الحديث : ( فإذا وجب على المرأة أن تطيع زوجها في قضاء شهوته منها ، فبالأولى أن يجب عليها طاعته فيما هو أهم من ذلك مما فيه تربية أولادهما ، وصلاح أسرتهما ، ونحو ذلك من الحقوق والواجبات ) آداب الزفاف ص 282

ثانيا: استئذانه عند الخروج

فالخروج للحاجة الشرعية لا يكون إلا بإذن الزوج وموافقته، وقد دل على هذا، على شرط إذن الزوج للخروج حديث رسول الله ﷺالذي رواه الإمام البخاري في صحيحه حيث قال ﷺ: إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها [رواه البخاري: 5238].
وهذا الحديث يدل على وجوب إذن الزوج لزوجته للخروج للمسجد، يعني لا بد أن تستأذن.
ولا بد أن يكون إذن الخروج موجودا حتى تخرج، ويقاس عليه سائر حالات الخروج من البيت للمصلحة الشرعية ولذلك الإمام البخاري -رحمه الله- ترجم على هذا الحديث في قوله: "باب استئذان المرأة زوجها في الخروج إلى المسجد وغيره". [صحيح البخاري: 7/38]. فتستأذن عند الخروج إلى المسجد أو أي مكان آخر
وخروجها من البيت بغير إذن معصية.
قال الكرماني -رحمه الله- في شرح الحديث: "فإن قلتَ الحديث لا يدل على الإذن للخروج إلى غير المسجد"
قلتُ: لعل البخاري قاسه على المسجد" [عمدة القاري: 6/160].

قال البهوتي -رحمه الله-: "ويحرم على الزوجة الخروج بلا إذن زوجها؛ لأن حق الزوج واجب، فلا يجوز تركه بما ليس بواجب".
كشاف القناع: 5/ 197].

ثالثا: طاعته في الخدمة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "ويجب على المرأة خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله، ويتنوع ذلك يتنوع الأحوال، فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية، وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة".
[مجموع الفتاوى: 34/91].
وقال ابن القيم -رحمه الله- في قصة أسماء: "ولما رأى النبي ﷺ أسماء والنوى على رأسها والزبير زوجها معه - يعني في صحابته وجماعته- لم يقل ﷺ للزبير: لا خدمة عليها، وأن هذا ظلم لها، ما قال: تعال يا زوجها، كيف تعمل هذه الأعمال، ما قال ذلك ﷺ.
وسكوته ﷺ على الأمر يعني أنه مقر على هذا النوع من الخدمة، مقر لها، بل أقره على استخدامها وأقر سائر أصحابه على استخدامهن وهذا أمر لا ريب فيه". [زاد المعاد: 5/171].
وقال القرطبي -رحمه الله- في خدمة الزوجة لزوجها": وهذا أمر دائر على العرف الذي هو أصل الشريعة، الذي هو أصل من أصول الشريعة، فإن نساء الأعراب وسكان البوادي يخدمن أزواجهن حتى في استعذاب الماء -يعني جلب الماء من المكان العذب -وسياسة الدواب علف الدابة وخدمة الدابة" [تفسير القرطبي: 10/145].

رايعا: عدم أحد في بيت الزوج إلا من يرضاه

ومن حق الزوج ألا تدخل في بيته من يكره
قال ﷺ: " اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " رواه مسلم 1218
قال النووي:
ومعنى " ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه " أي : لا يأذنّ لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم سواء كان المأذون له رجلا أجنبيا أو امرأة أو أحدا من محارم الزوجة فالنهى يتناول جميع ذلك .


 

د.عبدالعزيز الدغيثر
  • بحوث علمية
  • مقالات حديثية
  • مقالات فقهية
  • مقالات لغوية
  • مقالات عقدية
  • مقالات أخرى
  • الصفحة الرئيسية