اطبع هذه الصفحة


دعاء الصائم عند فطره

عبدالعزيز بن سعد ابن دغيثر في ٢١ رمضان ١٤٤٥

 
بسم الله الرحمن الرحيم


من السنن المهجورة الدعاء عند الفطر، وهو موضع دعاء وحري بالإجابة.
فقد روى ابو داود (2357) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ : ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " رواه أبو داود وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2066) . وقال الدارقطني " تفرد به الحسين بن واقد، وإسناده حسن " وكذا الحافظ في " التلخيص الحبير "

وثبت أن للصائم دعوة لا ترد، لما ثبت في مسند أحمد (8030) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا إِذَا رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الآخِرَةِ وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالأَوْلادَ قَالَ: لَوْ تَكُونُونَ أَوْ قَالَ لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ ، قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا عَنْ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ وَمِلاطُهَا الْمِسْكُ الأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ وَلا يَمُوتُ لا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلا يَفْنَى شَبَابُهُ.
ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ
الإِمَامُ الْعَادِلُ
وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ
وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ " والحديث صححه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند .
ورواه الترمذي (2525) بلفظ : " وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ ..." وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (2050).

قال ابن القيم: والسرُّ في استجابة دعوة الثلاثة:
‏المظلوم، والمسافر، و الصائم
‏الكسْرة التي في قلب كل واحدٍ منهم
‏"مدارج السالكين" ١/ ٣٠٧

وقال النبي ﷺ: ولله عتقاء في كل يوم وليلة، لكل عبد منهم دعوة مستجابة رواه أحمد (7401)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2169).

ومن الأدعية المأثورة قول ابن عمر رضي الله عنهما: ‏"كان يقال لكل مؤمن دعوة مستجابة عندإفطاره، إما أن يعجل في دنياه،أو يدخر في آخرته"
‏فكان ابن عمر يقول عند إفطاره:
‏(يا واسع المغفرة اغفر لي)
‏أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(٣٦٢٠) بسند حسن. وينظر "اللطائف لابن رجب"(ص٢١١)

وأما ما رواه أبو داود (2358) عَنْ مُعَاذِ بْنِ زُهْرَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ .
فهو حديث مرسل، قال الألباني في إرواء الغليل:4/37:فيه إسماعيل بن عمرو ضعيف وشيخه داود شر منه.

كما أن حديث ابن عباس (اللهم لك صمنا وعلى رزقك افطرنا، فتقبل منا انك انت السميع العليم) فيه عبدالمللك بن هارون - متروك كما في مجمع الزوائد التلخيص الحبير وضعفه ابن القيم في زاد المعاد.
أسأل الله أن يتقبل من الصائمين صومهم ويجيب دعاءهم.

 

د.عبدالعزيز الدغيثر
  • بحوث علمية
  • مقالات حديثية
  • مقالات فقهية
  • مقالات لغوية
  • مقالات عقدية
  • مقالات أخرى
  • الصفحة الرئيسية