اطبع هذه الصفحة


التهنئة بالعيد يوم العيد ( بعد الفجر وبعد صلاة العيد لا قبل يوم العيد)

الدكتور عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

 
بسم الله الرحمن الرحيم


لحظت أن البعض يرسل تهاني العيد قبل العيد بيوم أو يومين ، والتهنئة إنما تكون بإتمام صيام آخر يوم من رمضان، دليل ذلك الآثار الآتية:

عن مُحمَّد بن زِيادٍ الأَلْهانيِّ، قال: (رأيتُ أبا أُمامةَ الباهليَّ يقول في العيدِ لأصحابِه: تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكُم) رواه زاهرُ بن طاهر في ((تحفة عيد الفطر)) كما عزاه السيوطي ((الحاوي في الفتاوي)) (1/ 94) جوَّد إسناده الإمام أحمد كما في ((المغني)) (3/294)، وحسن إسناده الألباني في ((تمام المنة)) (355).
عن جُبَيرِ بنِ نُفيرٍ، قال: (كان أصحابُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا الْتَقَوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضهم لبعضٍ: تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكم)
رواه زاهر بن طاهر في ((تحفة عيد الفطر)) كما عزاه السيوطي في ((الحاوي في الفتاوي)) (1/ 94) حسَّن إسنادَه ابن حجر في ((فتح الباري)) (2/517)، وصحَّح إسنادَه الألباني في ((تمام المنة)) (354).

قال ابن قدامه رحمه الله : " وذكر ابن عقيل في تهنئة العيد أحاديث , منها , أن محمد بن زياد , قال : كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك ، وقال أحمد : إسناد حديث أبي أمامة إسناد جيد " انتهى من " المغني " (2/130) .

وقال ابنُ تيميَّة: (أمَّا التهنئةُ يومَ العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقِيَه بعد صلاة العيد: تقبَّل الله منَّا ومنكم، وأحاله الله عليك، ونحو ذلك، فهذا قد رُوي عن طائفةٍ من الصحابة أنَّهم كانوا يفعلونه، ورخَّص فيه الأئمَّة كأحمد وغيره. لكن قال أحمد: أنا لا أبتدئ أحدًا، فإنِ ابتدأني أحدٌ أجبتُه؛ وذلك لأنَّ جواب التحيَّة واجبٌ، وأمَّا الابتداء بالتهنئة فليس سُنَّة مأمورًا بها، ولا هو أيضًا ممَّا نُهي عنه؛ فمَن فعله فله قدوة، ومن ترَكه فله قدوة ) ((مجموع الفتاوى)) (24/253).

قال الشرواني الشافعي رحمه الله : " ويؤخذ من قوله في يوم العيد أنها لا تطلب – أي : التهنئة - في أيام التشريق وما بعد يوم عيد الفطر ، لكن جرت عادة الناس بالتهنئة في هذه الأيام ولا مانع منه ; لأن المقصود منه التودد وإظهار السرور ، ويؤخذ من قوله يوم العيد أيضاً : أن وقت التهنئة يدخل بالفجر لا بليلة العيد خلافا ، لما في بعض الهوامش ا هـ حواشي الشرواني على تحفة المحتاج" (2/57) .

 

د.عبدالعزيز الدغيثر
  • بحوث علمية
  • مقالات حديثية
  • مقالات فقهية
  • مقالات لغوية
  • مقالات عقدية
  • مقالات أخرى
  • الصفحة الرئيسية