صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أهمية استيعاب فقه الأصحاب

د.عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

 
بسم الله الرحمن الرحيم


يغفل كثير من طلبة الفقه عن أقوال الصحابة وتحريرها، ويكتفون بما نقل عن الأئمة المشهورين، وهذا قصور كبير، وخصوصا مع انتشار الكتب المسندة المحققة التي تنقل فقه الأصحاب بالسند، وتحرر الواقعة التي أفتى فيها الصحابي، كما أن وجود البرامج الحاسوبية زادت من سهولة البحث واستيعاب أقوال الأصحاب في المسألة الفقهية،
1. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ﴾ [النساء: 115] وأولى من يدخل في أتباع سبيل المؤمنين هم الصحابة، والتهديد يشمل من لم يبتعهم في العقيدة والفقه والمنهج.
2. حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وفيه:" النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء أمرها، وأنا أمنة أصحابي وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون". أخرجه مسلم. ومعلوم أن النجوم يهتدى به في الصحراء، فاتباعهم نجاة من الضياع.
3. أن العربية سليقتهم، فلا يحتاجون لدراسة للنحو وعلوم العربية، ففهم النصوص أيسر عليهم من غيرهم، والخطأ في الفهم بعيد عنهم.
4. أنهم ليسوا بحاجة للنظر في الاستدلال وأحوال الرواة، وصحة السند كمن بعدهم.
5. أنهم لا يحتاجون لدراسة الأصول وقواعد الفقه كمن بعدهم.
6. أنهم عايشوا الوحي، وأدركوا أسباب النزول، ومناسبة ورود الأحاديث، مما يجعلهم يفهمون المقصود بها.
7. أنهم أبر قلوبا من غيره، وأكثر صلاحا، وأعمق إيمانا فالتوفيق للصواب فيهم أحرى من غيرهم، ودليل ذلك:
‌أ. أنهم نالوا رضا الله تعالى، قال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [التوبة: 100]، ووجه الدلالة: أن من اتبع الصحابة ناله الرضى، ومن خالفهم فليس له ذلك.
‌ب. أنهم خير البرية، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 7] والصحابة أولى من يدخل فيها. ويدل عليه الحديث المتواتر:" خير الناس قرني..."، والمقصود بالخيرية أنهم خير الناس تقى وعملا. وهذا معلوم عندهم قال ابن مسعود رضي الله عنه:" إن الله نظر إلى قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه لرسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه. فأعطاهم الله فهما لا يدركه اللاحقون لهم. أخرجه أحمد 1 /379 بسند حسن عنه. ووجه الدلالة من كل ذلك: أن اتباع من علمنا يقينا بنجاته وصحة منهجه واجب، لأن الطريق إلى الحق واحد، قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153].
‌ج. أن الله تعالى قال: ﴿ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾ [لقمان: 15] ولا يشك موحد أن كل الصحابة منيبين إلى الله تعالى، ولا يمكن تطبيق هذا الأمر إلا باتباع منهج الصحابة في العقيدة والفقه والمنهج.
أسأل الله أن يرزقنا اتباعهم وصحبتهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د.عبدالعزيز الدغيثر
  • بحوث علمية
  • مقالات حديثية
  • مقالات فقهية
  • مقالات لغوية
  • مقالات عقدية
  • مقالات أخرى
  • الصفحة الرئيسية