اطبع هذه الصفحة


أهم مزالق طالب العلم

د.عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

 
بسم الله الرحمن الرحيم


طلب العلم من أشرف من صرفت فيه الأوقات، وبعض طلاب العلم يغفل عن مزالق خطيرة وقعت ممن سبقوه في طريق الطلب، وأهم هذه المزالق خمسة:

المزلق الأول:
طلب العلم لغير الله: فإن العلم عبادة، وشرط العبادة إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، لقوله: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) الآية. وفي الحديث الفرد المشهور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات) الحديث. فإن فقد العلم إخلاص النية، انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات، ولا شيء يحطم العلم مثل: الرياء؛ رياء شرك، أو رياء إخلاص. وقد صح عن الشافعي رحمه الله أنه قال: وددت أن الخلق تعلموا مني هذا العلمِ على أن لا ينسب إلي حرف منه. وقال رحمه الله: ما ناظرت أحداً قط على الغلبة، ووددت إذا ناظرت أحداً أن يظهر على يديه، وقال: ما كلمت أحداً قط إلا وددت أن يوفق ويسدد ويعان ويكون عليه رعاية من الله وحفظ. وعن أبي يوسف رحمه الله قال: يا قوم أريدوا بعلمكم الله، فإني لم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أعلوهم، إلا لم أقم حتى أفتضح.

المزلق الثاني:
عدم تحقيق خشية الله: فمن استمر في طلب العلم، ولم يزدد من الله خشية، فليراجع نفسه، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "أصل العلم خشية الله تعالى"، قال تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء ..".

المزلق الثالث:
التقصير في تعليم الجهال والجبن عن الصدع بالحق: والتعليم زكاة العلم، قال الله تعالى: (لا تخوَنوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) وترك تعليم الناس من خيانة الأمانة، وقال تعالى: (بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشونِ) فمن استحفظ كتاب الله ورزقه الله الفقه في دينه، فليعلم الناس مما علمه الله.

المزلق الرابع:
التقصير في الدعوة إلى الله: وبيان ذلك أن العلماء يفترض أن يكونوا هم الدعاة، والدعوة إلى الله تكون بقدر ما عند الشخص من علم، قال سبحانه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

المزلق الخامس:
ترك العمل بما يعلم: وهذا من أكثر المزالق شيوعا بين الطلبة، وهذا مدعاة للوم والعتب، قال الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} ، وقال سبحانه موبخا اليهود على أمرهم الناس بالبر ونسيان أنفسهم: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} . وقد ورد عن علي رضي الله عنه أنه قال: "هتف العلم بالعمل، فإن أجابه، وإلا ارتحل" .
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور فيها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع عليه أهل النار فيقولون له يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول بلى كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه».

أسأل الله أن يوفقنا لصالخ القول والعمل.


 

د.عبدالعزيز الدغيثر
  • بحوث علمية
  • مقالات حديثية
  • مقالات فقهية
  • مقالات لغوية
  • مقالات عقدية
  • مقالات أخرى
  • الصفحة الرئيسية