تعليقة في مشروعية الجماعة للنساء

عبدالعزيز الدغيثر

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 

يشرع للنساء الصلاة جماعة مع الرجال في هذه الأحوال، لأن الصلاة جماعة مضاعفة للرجال والنساء، وذلك للعموم المستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ( 609) ومسلم ( 1038) من حديث ابن عمر رضي الله عنه: " صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة".

وأما ما رواه البخاري (611) ومسلم ( 1035) من حديث أبي هريرة" تفضل صلاة الجميع صلاة الرجل وحده خمساً وعشرين درجة " واللفظ لمسلم والشاهد قوله" صلاة الرجل " فإن ذكر بعض أفراد العام لا يقتضي التخصيص.

وأما ما رواه أبوداود (483) من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها " فيدل على أن صلاة المرأة في بيتها خير من صلاته جماعة في المسجد ولو مع مضاعفتها، فإن كانت صلاة الجماعة في البيت فقد نالت الفضيلتين.

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم" أمر أم ورقة أن تؤم أهل دارها " كما في أبي داود (500) عن أم ورقة رضي الله عنها وهذا يدل على مشروعية الجماعة المستقلة في البيوت للنساء.

وأيضا في حديث أنس رضي الله عنه
أنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ له، فأكَلَ منه، ثُمَّ قالَ: قُومُوا فَلِأُصَلِّ لَكُمْ قالَ أنَسٌ: فَقُمْتُ إلى حَصِيرٍ لَنَا، قَدِ اسْوَدَّ مِن طُولِ ما لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بمَاءٍ، فَقَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وصَفَفْتُ واليَتِيمَ ورَاءَهُ، والعَجُوزُ مِن ورَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
رواه البخاري برقم 380 ومسلم برقم ٦٥٨.

٢٢ شعبان ١٤٤١