صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الوافدة والمواطنة

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


لقد أطلعت على عدد الدعوة رقم ( 13 15 في 25-5-1416هـ - ص 33 – صفحة أسرتي ) مقال بعنوان ( رسالة إلى امرأة وافدة ) ، فألقيته قد تميز بأسلوب ممتاز ، وفيه كلمات رقيقة ، وخصوصا ما تميزت به مقدمة المقال إلى الأبيات الشعرية التي ذكرتها ، ثم قالت مخاطبة الأخت الوافدة بقولها ( أيكن جزاؤنا بعد ذلك أن تديري ظهرك لأعرافنا الكريمة وأخلاقياتنا العفيفة فتخالفينها على مرأى منا ) ، أقول وهل صدر مثل هذا من الوافدات فقط ، والله لقد رأينا هذه المخالفات من بنات جلدتنا ، وفي أعماق مجتمعنا والله المستعان ، ثم انطلقت تتكلم عن ظاهرة التدخين ولا نختلف مع أختنا في حرمة هذا الداء العضال لقول الله تعالى ( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ ) (157) سورة الأعراف ) ، وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لا ضرر ولا ضرار ) ولكن أختلف معها في أنها رأت منها مخالفات أعظم من التدخين لكنها تجاوزتها إلى الدخان والشرع المطهر يقرر التدرج في الأحكام فلا يعقل أن ننكر على تارك الصلاة بالكلية أنه لا يصلي مع الجماعة بل نتدرج في الأحكام حسب أهميتها فما رأته الأخت الكريمة من كونها لابسه للبنطال وكاشفة عن وجهها ومكياجها بادى للعيان هذا هو الجرم الأعظم لأن الدخان مضرته عليها أما اللباس ففتنته تتعدى إلى غيرها فيؤخذ على الكاتبة تنازلها عن التستر إلى التدخين فهذا في القياس لعمرك بديع 0
وقالت الكاتبة ( أضعف الإيمان أن تحترم أخلاق أهل هذا البلد ) وكان الأفضل أن تقول أخلاق المسلمين لأن أهل هذا البلد كلهم مسلمين ولله الحمد0
ثم قالت الكاتبة وأحسبها قد بالغت فقالت ( وأحسبك لا تجهلين أنه في بلادنا يعاقب على الرجل إن كان مدخنا فتجدينه يتوارى خجلا من مجالس الرجال لو خطر في ذهنه مجرد خاطر أن يشعل سيجارته وربما رأيته يلف وجهه بشماغه ويتسلل خفية يبحث عن مكان خال لا يراه فيه أحد لينفث 000 ) وهذا لا أجد له إلا أحد تحليلين :
الأول : أن الكاتبة لا تعرف عن المجتمع شيئا ولم تخالط الناس 0
الثاني : أنها تبالغ وتقنع نفسها بصحة ما تقول 0
ولا أظن الأمرين واردين في حقها بل أن واقع الناس قد تغير والمدخن يتباهى أمام الناس بسيجارته بل وبعضهم يتجرأ ويقول بأن الدخان ليس بحرام ويشعل سيجارته أمام أبوه أو أخوه أو أصدقائه أو زوجته بل وأمام أولادة بل أن صغار السن الآن أصبحوا مدمني تدخين إلا من رحم الله ويعتبرون هذا من الرجولة ومفتاح للفرج ، فلا أحد ينكر على مدخن ولا حول ولا قوة إلا بالله 0
فيا أختاه رويدا ولا تتعجلي ولا تبالغي وانزلي إلى واقع الناس
حـــفظك الله من كل سوء 0

محمد فنخور العبدلي
المعهد العلمي بالقريات

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية