اطبع هذه الصفحة


الواقع التعليمي 000 حقيقة لا خيال

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نطالع على صفحاتك بن الفينة والأخرى موضوعا يتطرق لسلك التعليم ، وكل كاتب يدلي بدلوه صح ما قال أو لم يصح ، فهي وجهة نظر تقبل أو ترفض حسب الواقع التعليمي الذي نعايشه ونعاني بعض أخطائه 0
ولي دلو أحببت أن ألقي به في بئر التعليم لعلي أخرج منه بفائدة تفيدني أنا كاتب هذه الأسطر وتفيد أخواني من أهل التربية والتعليم وممن يهتم بهذا الجانب الحيوي المهم 0
فلعلي أقول : بأن وزارة التربية والتعليم وولي الأمر والمعلم والطالب والمجتمع بأسره يطلب جيلا من الناشئة على أرقى المستويات الفكرية والعلمية والعملية والاجتماعية ، جيل متطلع إلى معالي الأمور ، يفيد نفسه ومجتمعه ووطنه ، وأهم من ذلك كله دينه الذي يدين الله به ألا وهو الإسلام أعزه الله 000 ولكن هل تهيأ أو هيئ لهم شيء من ذلك ؟
إذا نظرنا إلى ولي الأمر ( وليست قاعدة مطردة ) وجدناه لاهيا بتجارته أو سهراته أو سفراته أو شهواته 000 تاركا فلذة كبده بلا رعاية أو مراقبة أو توجيه ، يؤمن له مطالبه ولكن لا يزور مدرسته ويقابل مدرسيه ، بل نلاحظ أن ولي الأمر يؤمن لابنه السيارة الخاصة به وهو مراهق دون مراقبة أو توجيه ، ويلاحظ أن البعض يؤمن لأسرته طبقا فضائيا عالميا أو رقميا لا تقل محطاته عن الثلاث مائة محطة تعمل على مدى أربع وعشرين ساعة ، فينشغل الطالب عن الدراسة وقد يفتح له هذا الجهاز آفاق لا تحمد عقباها ، ثم بعد ذلك يتمنى لابنه النجاح والفلاح 0
وأما المعلم ( وهم قليل ولله الحمد ) لا يهتم بطلابه فلا يوجه ولا يرشد ولا يقوم بل يؤدي أدنى المطلوب منه نظاما فينهي الشرح خلال دقائق فهم الطلاب أو لم يفهموا ، وينهي المنهج المقرر خلال مدة وجيزة ، وقبل نهاية الفصل الدراسي بوقت مخل ملفت للنظر ، فيقضي جزءا كبيرا من الحصة باللعب والمزاح مع الطلاب ، أو يتركهم في الفصل يفعلوا ما يطيب لهم وإذا جاء دور الامتحان فحدث عن الملخصات ، أو إعطاء مجموعة أسئلة للمراجعة ، أو قد يتعدى الوضع إلى تغشيش الطلاب ، والنتيجة على المدى البعيد أما طالب يحمل شهادة لا يفقه شيئا ، وإما طالب في منتصف الطريق تعثر به جواده فلم يستطيع المواصلة لأنه لا يحمل أي مردود علمي والواقع يشهد بذلك 0
وأما الطالب إما طفل لا يعي مصلحته فيحتاج إلى مرشد وإما مراهق يحتاج إلى موجه ومراقب يصادقه ويلازمه وإما جاهل لا ينظر إلى المستقبل 0
وأما الوزارة فصاحبة التنظير والتعاميم ولا وجود لها حقيقي على أرض الواقع التعليمي فهي تتحمل الكثير والكثير من التصرفات اللامسؤولة سواء من لدن المعلم أو الطالب لأن بعض التعاميم ينتج عن تطبيقها نتائج عكسية أو سوء في التطبيق فنأمل من وزارة الاستثمار والمستقبل وزارة التربية والتعليم أن تعيد النظر في كليات التعليم من الصفر إلى المليون حتى يتسنى لنا جيل صالح 0
وأما المجتمع وما أدراك ما المجتمع فإنه يتحمل العبء الأكبر والهم الأعظم لأن ولي الأمر والمعلم والطالب ومنسوبي الوزارة كلهم جزء من المجتمع وأجزائهم تكونه ، والمفترض أن المجتمع هو الذي يقوم الخطأ ويصوبه ولا يتغاضى عنه لأن السكوت علامة الرضى فلابد من النقد البناء والتوجيه السليم والعقاب الرادع ، وإذا تضافرت جهود المجتمع على رأي سديد وتم تنفيذه لاستقام الحال قال تعالى( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (2) سورة المائدة 0
وأخيـــــرا
فلا يحق لنا أن ننسى وزارة الإعلام فهي تتحمل مسؤولية عظمى في توجيه الشباب وتهيئة الظروف الإعلامية المناسبة لهم ولكن نلاحظ برامج التلفاز تستمر إلى ما بعد منتصف الليل حتى أيام الاختبارات النهائية وفي نهاية المطاف فلابد من التعاون والتكاتف من أجل إصلاح هذا الجيل القادم لأن في صلاحه صلاح لما بعده من أجيال وفيه قوة ومنعة لدينه ووطنه ،،،،فنسأل الله التوفيق
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات


 

محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية