اطبع هذه الصفحة


تعقيب حول ندوة التربية
بل الضرب ... مطلوب

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


العدد 1476 - الخميس 18/8/1415هـ - 19/1/1995م ص 40
اطلعت علة مجلة الدعوة عدد 1470 ص 11 تحت عنوان الضرب غير مجد تربويا لقاء مع بعض الأخوة الأفاضل 0
إن الموضوع الذي طرق مهم جدا بل من أهم المهمات في أيامنا هذه لأنه موضوع يدور حول جيل متكامل من الناس ألا وهو جيل الطالب من المراحل النهائية ومن خلال ملاحظتي القاصرة حول ما كتب في هذا الموضوع فقد وجدت كلاما صائبا بل كلاما طيبا ومفرحا مثل مقدمة الأخ الفاضل الدكتور علي المرشد وتطرقه لمسألة الشباب والانحراف وكذلك ما ذكره الأخ الفاضل الدكتور عبد الله الخلف في حديثه عن المبادئ التربوية كلام طيب يثلج الصدر وكذلك حث الشيخ عبد العزيز التركي على تربية النشء تربية إسلامية ولكن في المقابل لي ملاحظات على بعض ما ذكره الأخوة وهي كالتالي :
تكلم الدكتور العواد عن الخلل في ممارسة الثواب والعقاب في المؤسسات التربوية حيث قال ما ملخصه لجوء المدرس للضرب إما أن يكون ناتجا عن ضعف الشخصية أو الضعف في المادة العلمية أو محاولة السيطرة على الفصل بأي شكل أو تشفيا من الطلاب 0
أقول وبالله التوفيق إن مثل هذا غير وارد وإن وجد فهو قليل لا يقاس عليه ولا يكون سببا في استصدار قرار منع الضرب على الجميع 0
وأما ما قاله الدكتور الخلف من أن الضرب الحاصل من المدرس يعود لأربعة أسباب هي أن المدرس يلجا إليه لينفس عن عجزه أمام الطالب أو الانتقام منهم أو بسبب موقف نفسي حصل له في اليوم السابق أو حصيلة تاريخ تربوي مر به 0
فأقول يبدو أن الدكتور الخلف لم يمارس التعليم ولم يقف أمام الطلاب أو لم يتعامل معهم وإلا لما قال ما قال لكنه جلس على كرسيه وأغلق باب مكتبه وأيد مثل هذه الأنظمة 0
أيها الأخوة : الأصل أن المدرس قد اختير للتدريس من قبل لجان متخصصة في هذا المجال كما أن الأصل في المدرس المسلم الخير والصلاح والاستقامة والمدرس قبل أن يكون مدرسا فهو رب أسرة تعلم كيف تعامل مع الطلاب من خلال أسرته ، أما تعليل الأخ بان المدرس ما لجا للضرب إلا لينفس عن عجزه فهذا غير واقع لأن فاقد الشيء لا يعطيه فبسبب عجزه فانه يعجز عن اللجوء إلى الضرب ، وأما كونه ينتقم من طلابه فما الداعي لذلك هل بينه وبين طلابه عداوة وهل بينه وطلابه ثأر ، كلا وحاشا ، وإن وجد مثل ذلك فلا بد أن يحاسب ولكن لا تعمم الفكرة التي ذكرتها 0
المدرس لا يعاقب الطالب إلا بعد استعماله للأساليب التربوية من نصح وإرشاد وتوبيخ ثم بعد ذلك يعاقب لأن الطالب مشاكس أو مشاغب أو غير حافظ لدروسه أو لا يحل واجباته أو غير مشارك أو مستهتر بالحصة والمدرس ونحو ذلك ، فهذا يجدي العقاب معه ومع أمثاله بل يستحق أن يضرب كي يتألم وإلا ما الفائدة من الضرب ؟ وأما كون المدرس يعاقب الطالب انعكاسا لتاريخ مضى فهذا غير معقول لأن المدرس ما أصبح مدرسا إلا بعد أن تجاوز مراحل تعليمية عالية أقلها البكالوريوس أو الدبلوم التربوي ، وإذا كان هذا الانعكاس باقيا في نفسه فهذا مريض نفسيا فكيف أصبح مدرسا ؟ كيف يحق للدكتور الخلف أو غيره أن يقول ويستصدر قرارا يمنع الضرب منعا باتا مهما كانت الوسيلة ومهما كانت الأسباب ثم يعلن ذلك في الصحف فكأننا بهذا نقول للطلاب لا تحترموا الأساتذة ولا توقروهم ولا تخافوهم فإنهم مسلوبو الإرادة ولا حول ولا قوة إلا بالله 0
يقول الدكتور الخلف إن الضرب خاص بالأب والأم فقط ، فأقول بالله عليك من أين استنجت هذا الحكم فالكتب بين يديك راجعها هل تجد مثل هذا ، يقول ( واضربوهم عليها لعشر ) فلا يفهم من هذا الحديث تخصيص الوالدين بلالمصطفى يتعداهما إلى الولي أي ولي الطفل وقد يكون غير الوالدين مثل الأخ أو الجد أو العم أو الأخت أو الخال حسب الظروف ، وكذلك قوله تعالى : ( واضربوهن ) , حيث جعل الضرب حقا للزوج على زوجته إذا دعت الحاجة لذلك وقرر الإسلام جلد الزاني وشارب الخمر والقاذف وجعله حقا لولي الأمر أو من ينوب عنه كالقاضي أو الشرطي ونحو ذلك فكيف تخصص الضرب بالأب والأم وهذه الأدلة التي ذكرتها تنقض ما قلت ، وأزيدك علما أخي الحبيب أن المعلم إذا أدب تلميذه فمات فإنه لا يقاد بذلك كما قرر أهل العلم والفضل 0
لم يضرب أحدا ولعل هذا له مخرجانأما الأخ التركي فقد احتج بان المصطفى :
1- مجتمع الصحابة يختلف عن مجتمعنا وراجع في ذلك كتب السير 0
2- من يقتل أو يضرب فهو شقي 0بيد الرسول
أما تعليلك باستبدال الضرب بالهدايا والجوائز والرحلات فمن أين يحصل المدرس على كل هذه الهدايا حتى يقدمها للطالب وهل أمامه طالب أو اثنان أو ثلاث فقط حتى يقدم لهم الهدايا ، وثم هل تتصور أخي الحبيب أن الطلاب كلهم يحبون الهدايا والرحلات ويهتمون بها 00 الخ 0
وأما ما يطالب الدكتور الخلف من توفير الأنشطة اللاصفية أو اللامنهجية بجميع أنواعها فهذا طيب ولكن هذا لا يتأتى لكل المدرسين علاوة على ما يعانيه المدرس من ضغط جدوله اليومي 000 الخ ، وأخيرا لا اعني بنقدي هذا التقليل أو التهوين من كلام الأخوة فهم أدرى واعلم في هذا المجال فالمجلة قد وصفتهم بالخبراء في التربية ونحن نظنهم كذلك إن شاء الله ونحترمهم ونقدرهم ونحترم وجهة نظرهم ولكن لكل وجهة نظر قد تصيب وقد تخطيء ومما اتفق عليه الأخوة ما يلي :
1- تربية الشباب تربية إسلامية 0
2- التعاون بين البيت والمدرسة 0
3- توجيه المناهج الدراسية وجهة إسلامية 0
4- اختيار العاملين في التعليم ممن يكون قدوة في دينه وأخلاقه 0
وأخيرا أحث مجلة الدعوة بكتابة تحقيق واف وشامل حول خطر الإعلانات والله المستعان وصلى الله على سيدنا محمد 0
هذا ما لحظناه في الجزء الأول من التحقيق ولعل مجلة الدعوة تنشره من اجل إظهار الحق وإبداء الرأي والعرض للمناقشة للوصول إلى الحق والله اعلم 0
محمد فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات

 

محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية