صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







رفقا بالمخالفين يا دكتور عبد الله فالأناشيد فيها خلاف

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم

 رفقا بالمخالفين يا دكتور عبد الله فالأناشيد فيها خلاف
الجزيرة : 12528- الثلاثاء 27 ذو الحجة 1427هـ - 16/1/2007م
الرابط : http://search.al-jazirah.com.sa/2007jaz/jan/16/rv7.htm
اطلعت مثل غيري على مقال الأخ الدكتور عبد الله البدراني، وفقني الله وإياه لكل خير، والمعنون ب(قناة المجد والأناشيد) في العدد (12522) فوجدته مقالا جيدا ولكن أخي الكريم ذكر قولا واحدا يراه هو الصحيح، فكان لزاما علي أن أتناقش معه رغبة بالحق ليس إلا، لأهمية الموضوع، كما أن الخلاف لا يفسد للود قضية إذا كان الهدف هو طلب الحق، كما ينبغي علينا كمسلمين نعتز بأننا حملة أفضل وآخر شرع ابتغاه الله لنا ففضلنا على غيرنا به، ويشهد الله أنني بمناقشتي لأخي الدكتور عبد الله البدراني لا أطلب إلا الحق الذي هو أيضا يبحث عنه، ولا أهدف إلى الإلزام برأيي لأني بشر أخطئ وأصيب، ومثلي قول الشافعي رحمه الله (قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب)، وقد تعرض أخي في مقاله لقناة شدى للأناشيد التي تسوق عبر باقة قناة المجد، ناقدا لها ومحذرا من الأناشيد جملة وتفصيلا واستدل بأدلة قوية مباركة لفضلاء مباركين، رحم الله من قضى وبارك بعمر من بقي، والمسألة كما لا تخفى على الكثير من عامة الناس دون طلبة العلم منهم أنها مسألة خلافية الخلاف فيها قوي، وقد كتب وألف كل فريق منهم ما يسر الله له أن يكتب حول الأناشيد الإسلامية ما بين مؤيد ومنكر.
فأقول مستعينا بربي مناقشا لأخي من خلال النقاط التالية:
النقطة الأولى: المسألة خلافية بين العلماء والخلاف فيها قوي ومعتبر كما سيتضح بعد قليل، فكان الأجدر بأخي أن يبين الخلاف في المسألة ثم يرجح ما يراه صحيحا مبينا ومدللا.
النقطة الثانية: وصف المتابعين للأناشيد بالجهال والسذج، وكنت أربأ بأخي أن يصف إخوانه المسلمين بمثل هذه الصفات التي ينتج عنها النفرة من كلامه وعدم الاستماع له بل ومعاداته، ومن أراد النصح للآخرين لزمه حسن الملاطفة معهم حتى يسمعوا كلامه، قال تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}.
النقطة الثالثة: قال الدكتور عبد الله ما نصه (وألا يخدعوا الناس بكلام سلمان العودة، هداه الله)، فيظهر للقارئ من هذا الأسلوب أن بين أخي الدكتور عبد الله والدكتور سلمان العودة خلافاً شخصياً، علما بأن الخلاف لا يفسد للود قضية والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أنزلوا الناس منازلهم) رواه الترمذي، وشيخنا الشيخ ابن باز أسكنه الله فسيح جناته كان إذا رد على المخالف قال (أخونا) ومثلها من الألفاظ اللطيفة، ولطافة النبي صلى الله عليه وسلم مع المخالفين خير دليل على أهمية إنزال الناس منازلهم.
النقطة الرابعة: إن الأصل في الأشياء الإباحة إلا بدليل يحرمها، وهذه الأناشيد على هذا الأصل أي الحل إلا بدليل ينقلها إلى التحريم، وليس هناك دليل شرعي قاطع يحرمها.
النقطة الخامسة: كل ما هو مباح يجوز اتخاذه وسيلة من وسائل الدعوة، لأن وسائل الدعوة ليست توقيفية على الصحيح، والله أعلم.
النقطة السادسة: وهو لب الموضوع:
قال الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب ما نصه جوابا لمن سأله عن الأناشيد الإسلامية؟ فقال: النشيد عبارة عن شعر ملحن، والشعر كلام حسنه حسن، وسيئه سيئ، فإذا كان الكلام حسنا، واللحن خاليا من الخضوع والخنوع، وغير مصحوب بمحرم كالاختلاط وأصوات المعازف على تنوعها ونحو ذلك؛ فلا بأس في أدائه ولا في سماعه إن شاء الله، أما ما ذهب إليه بعض من كان له اجتهاد، فهو يرى أنه جائز وأنت ترى أنه محرم،.. والاختلاف الذي يصحبه الهوى، الاختلاف في الأناشيد والتمثيليات في كثير من الأحيان أنا أرى أنه يصحبه نوع من الهوى، أما مجرد معرفة حكم الله فيها فهذا سهل يمكن أن نتفق عليه، ويمكن أن نفترق فيه على قولين، والغالب أن الحق مع من يفصل، وليس مع من يحرم مطلقا، ولا من يثبت مطلقا، بل لا بد من فصل الحرام من الحلال في هذه الأمور وستجد الخير - إن شاء الله - إما أن يحرم شيئا من أساسه وغيره يخالفه من أساسه فلا بد أن ذلك الغير له نظر، فما دام هو داخل في دائرة الاجتهاد فليقدرها قدرها.
النقطة الثامنة: الخلاصة التي خلصت إليها:
1- جواز الأناشيد الإسلامية بضوابطها الشرعية والضوابط هي: (الكلمة الهادفة - اللحن المتزن - عدم التميع أو التغنج - خلوها من المعازف - خلوها من تهييج الغرائز -.. إلخ).
2- الاتزان في الاستماع إلى الأناشيد وعدم الإكثار منها.
3- أن لا يطغى الاستماع إليها على قراءة أو الاستماع لكتاب الله.
4- أن لا تشغله الأناشيد عن طاعة الله.
5- أن لا تشغله الأناشيد عن طلب العلم الضروري.
إن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت وهذا طبعي وطبع البشر فمن نفسي.
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في محافظة القريات
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ملحوظة :
المقال حذف أكثر من نصفه مما أفقدته قوة الرد وقد راسلت الجريدة ودار بيني وبينهم نقاش حول الحذف وقد نشروا تعقيب رسمي وهو :
الأخ / محمد بن فنخور العبدلي.. لطول موضوعك اكتفينا بنشر خلاصة مفيدة منه.. مرحباً بك.
الجزيرة : 12534 الاثنين 3 /1/ 1428 هـ - 22/1/2007م
الرابط : http://search.al-jazirah.com.sa/2007jaz/jan/22/rv8.htm
المقال كاملا وخطابي لهم ومن أين حصل الحذف :
الأخ المشرف على صفحة عزيزتي الجزيرة حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أرسلت لكم مقالا بعنوان (رفقا بالمخالفين يا دكتور عبد الله فالأناشيد فيها خلاف ) تعقيبا على مقال لأخي الدكتور عبد الله البدراني وفقه الله لكل خير ، وقد نشر على صفحة عزيزتي الجزيرة يوم الثلاثاء 27/12/1427هـ بالعدد رقم ( 12528 ) ولكن المقال نشر ناقصا حيث سقط منه الصفحة الثانية والصفحة الثالثة ونشر منه الصفحة الأولى والأخيرة ، ونظرا لأهمية ما سقط لأنه يمثل لب الموضوع وفيه خلط لكلام العلماء والدعاة وطلبة العلم الذين نقلت عنهم ونسبت إليهم فإنني أعيد لسعادتكم المقال بشقيه ( ما نشر – وما كتبته بقلمي مبينا على المقال الخطأ الذي حدث ) لأجل إعادة نشره لكي يتضح للقارئ وجهة نظري وتحقيقا لأمانة النقل حتى لا يتهمني أحد القراء بعدم أمانة النقل 0
كتبه
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في محافظة القريات

وإليك مقالي ويتبعه ما نشر طرفكم
رفقا بالمخالفين يا دكتور عبد الله فالأناشيد فيها خلاف
الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل خلق الله وبعد
أخي المشرف على صفحة الرأي لقد أطلعت مثل غيري على مقال الأخ الدكتور عبد الله البدراني وفقني الله وإياه لكل خير والمعنون ب ( قناة المجد والأناشيد ) في العدد ( 12522 ) فوجدته مقالا جيدا ولكن أخي الكريم ذكر قولا واحدا يراه هو الصحيح فكان لزاما علي أن أتناقش مع أخي الكريم رغبة بالحق ليس إلا ، وليعذرني أخي المشرف على طول المقال لأهمية الموضوع كما آمل نشره وعدم إهماله أو اختصاره فالهدف الحق والله المستعان ، كما إن الخلاف لا يفسد للود قضية إذا كان الهدف هو طلب الحق ، كما ينبغي علينا كمسلمين نعتز بأننا حملة أفضل وآخر شرع ابتغاه الله لنا ففضلنا على غيرنا به ، ويشهد الله أنني بمناقشتي لأخي الدكتور عبد الله البدراني لا أطلب إلا الحق الذي هو أيضا يبحث عنه ، ولا أهدف إلى الإلزام برأيي لأني بشر أخطئ وأصيب ، ومثلي قول الشافعي رحمه الله ( قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب ) ، وقد تعرض أخي الكريم في مقاله لقناة شدى للأناشيد والتي تُسَوقْ عبر باقة قناة المجد باركها الله ونفع بها ، ناقدا لها ومحذرا من الأناشيد جملة وتفصيلا وأستدل بأدلة قوية مباركة لفضلاء مباركين رحم الله من قضى وبارك بعمر من بقى ، والمسألة كما لا تخفى على الكثير من عامة الناس دون طلبة العلم منهم أنها مسألة خلافية الخلاف فيها قوي وقد كتب وألف كل فريق منهم ما يسر الله له أن يكتب حول الأناشيد الإسلامية ما بين مؤيد ومنكر 0
فأقول مستعينا بربي مناقشا لأخي من خلال النقاط التالية :
النقطة الأولى : المسألة خلافية بين العلماء والخلاف فيها قوي ومعتبر كما سيتضح بعد قليل فكان الأجدر بأخي الكريم أن يبين الخلاف في المسألة ثم يرجح ما يراه صحيحا مبينا ومدللا 0
النقطة الثانية : وصف أخي الكريم أن المتابعين للأناشيد بالجهال والسذج وكنت أربئ بأخي الكريم أن يصف أخوانه المسلمين بمثل هذه الصفات والتي ينتج عنها النفرة من كلامه وعدم الاستماع له بل ومعاداته ، ومن أراد النصح للآخرين لزمه حسن الملاطفة معهم حتى يسمعوا كلامه ، قال تعالى ( لَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) 0
النقطة الثالثة : قال الدكتور عبد الله ما نصه ( وألاّ يخدعوا الناس بكلام سلمان العودة هداه الله ) ، فيظهر للقارئ من هذا الأسلوب أن بين أخي الدكتور عبد الله وفضيلة الدكتور سلمان العودة خلاف شخصي ، علما بأن الخلاف لا يفسد للود قضية يقول ( أنزلوا الناس منازلهم ) رواه الترمذي ، وشيخنا الشيخ ابن باز أسكنهوالنبي الله فسيح جناته كان إذا رد على المخالف قال ( أخونا ) ومثلها من الألفاظ اللطيفة ، مع المخالفين خير دليل على أهمية إنزال الناس منازلهم 0ولطافة النبي
النقطة الرابعة : أن الأصل في الأشياء الإباحة إلا بدليل يحرمها ، وهذه الأناشيد على هذا الأصل أي الحل إلا بدليل ينقلها إلى التحريم ، وليس هناك دليل شرعي قاطع يحرمها 0
النقطة الخامسة : كل ما هو مباح يجوز اتخاذه وسيلة من وسائل الدعوة ، لأن وسائل الدعوة ليست توقيفية على الصحيح والله أعلم 0
النقطة السادسة : وهو لب الموضوع :
قال الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب ما نصه جوابا لمن سأله عن الأناشيد الإسلاميّة ؟ فقال : النشيد عبارةٌ عن شعرٍ مُلحّن ، و الشعرُ كلامٌ حَسَنُه حسنٌ ، و سيّئه سيّئ ، فإذا كان الكلام حسناً ، و اللحنُ خالٍ من الخُضوع و الخنوع ، و غير مصحوبٍ بمحرّم كالاختلاط و أصوات المعازف على تنوّعها و نحو ذلك ؛ فلا بأس في أدائه و لا في سماعه إن شاء الله ، أمّا ما ذهب إليه بعض المعاصرين من اعتبار النشيد من شعارات أهل التصوّف ، و حمل نهي الأئمّة عن ( السماع ) عليه ، فغيرُ مسلّمٍ به ، لأنّ النشيد معروفٌ مشهورٌ عند الصوفيّة و غيرهم ، و ليس حكراً على أحد ، و إن أكثر عند أهل البِِِدَع فلا يعدّ من شعاراتهم لمجرّد ذلك ، و قد عُرف الحِداء عن السلف ، و عُرِفَ عنهم الرجَز في الجهاد ، و ما هذا و ذاك إلا من الشعر الملحّن ( الإنشاد ) ، و لم يُنكره أحدٌ لذاته ، و لكن أنكره من أنكره لما قد يرافقه من منكرات لا تكاد تخلو منها مجالس السماع عند المتصوّفة و من وافقهم ، و الترخيص في الإنشاد و سماع الأناشيد هو المختار لدى معظم أهل التحقيق من المعاصرين ، و تعميماً للفائدة أذكر أقوال طائفة منهم ، فقد قال محدّث الديار الشاميّة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ( إذا كانت هذه الأناشيد ذات معانٍ إسلامية ، و ليس معها شيء من المعازف و آلات الطرب كالدفوف و الطبول و نحوِها ، فهذا أمرٌ لا بأس به ، و لكن لابد من بيان شرطٍ مهم لجوازها ، و هو أن تكون خالية من المخالفات الشرعية ؛ كالغلوّ ، و نَحوِه ، ثم شرط آخر ، و هو عدم اتخاذها دَيدَناً ، إذ ذلك يصرِفُ سامعيها عن قراءة القرآن الذي وَرَدَ الحضُّ عليه في السُنَّة النبوية المطهرة ، و كذلك يصرِفُهُم عن طلب العلم النافع ، و الدعوة إلى الله سبحانه ) [العدد الثاني من مجلة الأصالة ، الصادر بتاريخ 15 جمادى الآخرة 1413هـ ، ص : 73 ] ، و قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله : ( الأناشيد الإسلامية مثل الأشعار؛ إن كانت سليمة فهي سليمة ، و إن كانت فيها منكر فهي منكر 0000 و الحاصل أن البَتَّ فيها مطلقاً ليس بسديد ، بل يُنظر فيها ؛ فالأناشيد السليمة لا بأس بها ، والأناشيد التي فيها منكر أو دعوة إلى منكرٍ منكرةٌ ) [ شريط أسئلة و أجوبة الجامع الكبير ، رقم : 90 / أ ] ، و قال الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله : ( الأناشيد الإسلامية كثُرَ الكلام حولها، و أنا لم أستمع إليها منذ مدة طويلةٍ ، و هي أول ما ظهرت كانت لا بأس بها ، ليس فيها دفوف ، و تُؤدَّى تأديةً ليس فيها فتنة ، و ليست على نغمات الأغاني المحرمة ، لكن تطورت و صارَ يُسمع منها قرع يُمكن أن يكون دُفاً ، و يمكن أن يكون غيرَ دُفٍّ ، كما تطورت باختيار ذوي الأصوات الجميلة الفاتنة ، ثم تطورت أيضاً حتى أصبحت تؤدى على صفة الأغاني المحرمة ، لذلك : أصبح في النفس منها شيء و قلق ، و لا يمكن للإنسان أن يفتي بأنها جائزة على كل حال و لا بأنها ممنوعة على كل حال ، لكن إن خلت من الأمور التي أشرت إليها فهي جائزة ، أما إذا كانت مصحوبة بدُفٍ ، أو كانت مختاراً لها ذوو الأصوات الجميلة التي تَفتِن ، أو أُدِّيَت على نغمات الأغاني الهابطة ، فإنّه لا يجوز الاستماع إليها ) [ انظر : الصحوة الإسلامية ، ص : 185 ] ، و اعتَبَرَت اللجنةُ الدائمةُ للإفتاءُ الأناشيدَ بديلاً شرعيّاً عن الغناء المحرّم ، إذ جاء في فتاواها ( يجوز لك أن تستعيض عن هذه الأغاني بأناشيد إسلامية ، فيها من الحِكَم و المواعظ و العِبَر ما يثير الحماس و الغيرة على الدين ، و يهُزُّ العواطف الإسلامية ، و ينفر من الشر و دواعيه ، لتَبعَثَ نفسَ من يُنشِدُها ومن يسمعُها إلى طاعة الله ، و تُنَفِّر من معصيته تعالى ، و تَعَدِّي حدوده ، إلى الاحتماءِ بحِمَى شَرعِهِ ، و الجهادِ في سبيله ، لكن لا يتخذ من ذلك وِرْداً لنفسه يلتزمُه ، و عادةً يستمر عليها ، بل يكون ذلك في الفينة بعد الفينة ، عند و جود مناسباتٍ و دواعيَ تدعو إليه ، كالأعراس و الأسفار للجهاد و نحوه ، و عند فتور الهمم ، لإثارة النفس و النهوض بها إلى فعل الخير ، و عند نزوع النفس إلى الشر و جموحها ، لردعها عنه وتـنفيرها منه ، و خيرٌ من ذلك أن يتخذ لنفسه حزباً من القرآن يتلوه ، و وِرداً من الأذكار النبوية الثابتة ، فإن ذلك أزكَى للنفس ، و أطهر ، و أقوى في شرح الصدر، و طُمأنينة القلب 000 00و قد كان دَيدَن الصحابة و شأنهم رضي الله عنهم العناية بالكتاب و السنة حفظاً و دِراسةً و عملاً ، و مع ذلك كانت لهم أناشيد و حداء يترنمون به في مثل حفرِ الخندق ، و بناء المساجد ، و في سيرهم إلى الجهاد ، و نحو ذلك من المناسبات ، دون أن يجعلوه شعارهم ، و يعيروه جلّ همهم و عنايتهم ، لكنه مما يروحون به عن أنفسهم ، و يهيجون به مشاعرهم ) [ فتاوى إسلامية جمع وترتيب محمد بن عبد العزيز المسند : 4 / 533 ] ، و في فتوى اللجنة إشارةٌ إلى ما رواه مسلم و ابن كَانَ يَقُولُ (ماجة و أحمد عن أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخِرَةِ ) ‏ قَالَ شُعْبَةُ : أَوْ قَالَ (‏ اللَّهُمَّ لاَ عَيْشَ إِلاَ عَيْشُ الآخِرَهْ فَأَكْرِمِ الأَنْصَارَ ‏قَالَ :وَالْمُهَاجِرَهْ ) و ما رواه الشيخان ‏ عَنْ ‏ ‏الْبَرَاءِ ‏ ‏ ‏ ‏يَوْمَ ‏ ‏الْخَنْدَقِ ‏ ، ‏وَ هُوَ يَنْقُلُ‏رَأَيْتُ النَّبِيَّ ‏ ‏ التُّرَابَ حَتَّى ‏وَارَى ‏التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ ، وَ كَانَ رَجُلاً كَثِيرَ الشَّعَرِ ، وَ هُوَ ‏ ‏يَرْتَجِزُ ‏ ‏بِرَجَزِ ‏ ‏عَبْدِ ‏ اللَّهِ : اللَّهُمَّ ‏ لَوْ لا أَنْتَ ‏ مَا اهْتَدَيْنَا ‏وَ لا ‏ تَصَدَّقْنَا وَ لا صَلَّيْنَا فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ‏وَثَبِّتْ ا لاقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا إِنَّ ا لأعْدَاءَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا يَرْفَعُ ، و لمبِهَا صَوْتَهُ ) ، و نحو ه ما رواه البخاريّ أيضاً عن ‏ ‏سلمة بن الأكوع ‏ شيئاً من ذلك ، فكان بمثابة إقراره ، بل يؤخذ منه اسْتِحْبَابيُنكر رسول الله الرَّجَز فِي الْحَرْب ، كما قرّره النووي في شرح صحيح مسلم ، و قال الحافظ في ( الفتح ) بعد أن ذكر أقوال العلماء في الغناء عند شرح حديث البراء المتقدّم : ( نَقَل ابنُ طاهر في " كتاب السماع " الجوازَ عن كثيرٍ من الصحابة , لكن لم يثبت من ذلك شيء إلا في النصب ( و هو الحداء ) المشار إليه أولاً ، قال ابن عبد البر : الغناء الممنوع ما فيه تمطيط و إفساد لوزن الشِعر طلباً للطرب وخروجاً من مذاهب العرب ، و إنما وَرَدت الرخصة في الضرب الأول دون ألحان العجم ، و قال الماوردي : هو الذي لم يزل أهل الحجاز يُرَخِّصُون فيه من غير نكير إلا في حالتين : أن يُكثِرَ منه جداً ، و أن يصحبه ما يمنعه منه ،و احتج من أباحه بأن فيه ترويحاً للنفس , فإن فعله ليقوى على الطاعة فهو مطيع ، أو على المعصية فهو عاص , و إلا فهو مثل التنزه في البستان و التفرج على المارة ،و أطنب الغزالي في الاستدلال , و مُحصَّله أن الحِداء بالرَجَز و الشعر لم يزل يُفعل في الحضرة النبوية , و ربَّما التمس ذلك , و ليس هو إلا أشعار توزن بأصوات طيبة و ألحان موزونة , و كذلك الغناء أشعار موزونة تؤدى بأصوات مستلذة و ألحان موزونة ) ، و الخلاصة أنّ الأناشيد منها ما هو مشروع و منها ما هو محظور ، فما خالطه المنكر حُرّم لأجله ، و ما سَلِم من المنكر بكافّة صُوَره ، و صَفَت نيّة صاحبه ، فلا بأس فيه ، و الله تعالى أعلم ، انتهى كلام الدكتور أحمد وفقه الله لكل خير 0
النقطة السابعة : قال العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله : ( الأناشيد الإسلامية تختلف فإذا كانت سليمة ليس فيها إلا الدعوة إلى الخير والتذكير بالخير وطاعة الله ورسوله والدعوة إلى حماية الأوطان من كيد الأعداء والاستعداد للأعداء ونحو ذلك فليس فيها شيء ، أما إذا كانت فيها غير ذلك من دعوة إلى المعاصي واختلاط النساء بالرجال أو تكشف عندهم أو أي فساد فلا يجوز استماعها ) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ( 3/437 ) ، وقال الشيخ عبد الله الجبرين حفظه الله ) النشيد هو قراءة القصائد إما بصوت واحد أو بترديد جماعتين، وقد كرهه بعض المشايخ، وقالوا: إنه من طرق الصوفية، وأن الترنم به يشبه الأغاني التي تثير الغرائز، ويحصل بها نشوة ومحبة لتلك النغمات ، ولكن المختار عندي : جواز ذلك - إذا سلمت من المحذور- وكانت القصائد لا محذور في معانيها ، كالحماسية والأشعار التي تحتوي على تشجيع المسلمين على الأعمال ، وتحذيرهم من المعاصي ، وبعث الهمم إلى الجهاد ، والمسابقة في فعل الخيرات، فإن مصلحتها ظاهرة، وهي بعيدة عن الأغاني ، وسالمة من الترنم ومن دوافع الفساد ( موقع نداء الإيمان ( ، وقال الدكتور سفر الحوالي : كثير من العلماء قد تكلموا فيه ، وما أظن الفتاوى في هذا إلا معلومة لديكم ، وما عندي فيها جديد ، لكن أحب أن أنصح بشيء بهذه المناسبة : إذا لم يطعك أحد الأشخاص في مركز صيفي أو في مدرسة في ترك سماع الأناشيد لا تتهمهم في عقائدهم ، فإذا رأيت أحداً يعمل مثل هذا العمل من إخوانك من أهل السنة من مريدي الحق، لا تقول: أنت أصبحت صوفياً أو أنت من الصوفية ، فتلحقه بطائفة مبتدعة لأنه خالف بهذا فربما كان له اجتهاد، فهو يرى أنه جائز وأنت ترى أنه محرم، 000000والاختلاف الذي يصحبه الهوى، الاختلاف في الأناشيد والتمثيليات في كثير من الأحيان أنا أرى أنه يصحبه نوع من الهوى ، أما مجرد معرفة حكم الله فيها فهذا سهل يمكن أن نتفق عليه، ويمكن أن نفترق فيه على قولين، والغالب أن الحق مع من يُفَصِل، وليس مع من يُحَرِم مطلقاً، ولا من يثبت مطلقاً، بل لابد من فصل الحرام من الحلال في هذه الأمور وستجد الخير - إن شاء الله- أما أن يحرم شيئاً من أساسه وغيره يخالفه من أساسه فلا بد أن ذلك الغير له نظر، فما دام هو داخل في دائرة الاجتهاد فليقدرها قدرها 0
النقطة الثامنة : الخلاصة التي خلصت إليها :
1- جواز الأناشيد الإسلامية بضوابطها الشرعية والضوابط هي ( الكلمة الهادفة – اللحن المتزن – عدم التميع أو التغنج – خلوها من المعازف – خلوها من تهييج الغرائز - 00000000 الخ ) 0
2- الاتزان في الاستماع إلى الأناشيد وعدم الإكثار منها 0
3- أن لا يطغى الاستماع إليها على قراءة أو الاستماع لكتاب الله 0
4- أن لا تشغله الأناشيد عن طاعة الله 0
5- أن لا تشغله الأناشيد عن طلب العلم الضروري 0
إن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت وهذا طبعي وطبع البشر فمن نفسي ومن الشيطان قبحه الله فأستغفر الله والحمد الله رب العالمين 0
كتبه
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في محافظة القريات

المقال الذي على نشر على صفحة عزيزتي الجزيرة
يوم الثلاثاء 27/12/1427هـ بالعدد رقم ( 12528 )
رفقا بالمخالفين يا دكتور عبد الله فالأناشيد فيها خلاف
اطلعت مثل غيري على مقال الأخ الدكتور عبد الله البدراني، وفقني الله وإياه لكل خير، والمعنون ب(قناة المجد والأناشيد) في العدد (12522) فوجدته مقالا جيدا ولكن أخي الكريم ذكر قولا واحدا يراه هو الصحيح، فكان لزاما علي أن أتناقش معه رغبة بالحق ليس إلا، لأهمية الموضوع، كما أن الخلاف لا يفسد للود قضية إذا كان الهدف هو طلب الحق، كما ينبغي علينا كمسلمين نعتز بأننا حملة أفضل وآخر شرع ابتغاه الله لنا ففضلنا على غيرنا به، ويشهد الله أنني بمناقشتي لأخي الدكتور عبد الله البدراني لا أطلب إلا الحق الذي هو أيضا يبحث عنه، ولا أهدف إلى الإلزام برأيي لأني بشر أخطئ وأصيب، ومثلي قول الشافعي رحمه الله (قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب)، وقد تعرض أخي في مقاله لقناة شدى للأناشيد التي تسوق عبر باقة قناة المجد، ناقدا لها ومحذرا من الأناشيد جملة وتفصيلا واستدل بأدلة قوية مباركة لفضلاء مباركين، رحم الله من قضى وبارك بعمر من بقي، والمسألة كما لا تخفى على الكثير من عامة الناس دون طلبة العلم منهم أنها مسألة خلافية الخلاف فيها قوي، وقد كتب وألف كل فريق منهم ما يسر الله له أن يكتب حول الأناشيد الإسلامية ما بين مؤيد ومنكر.
فأقول مستعينا بربي مناقشا لأخي من خلال النقاط التالية:
النقطة الأولى: المسألة خلافية بين العلماء والخلاف فيها قوي ومعتبر كما سيتضح بعد قليل، فكان الأجدر بأخي أن يبين الخلاف في المسألة ثم يرجح ما يراه صحيحا مبينا ومدللا.
النقطة الثانية: وصف المتابعين للأناشيد بالجهال والسذج، وكنت أربأ بأخي أن يصف إخوانه المسلمين بمثل هذه الصفات التي ينتج عنها النفرة من كلامه وعدم الاستماع له بل ومعاداته، ومن أراد النصح للآخرين لزمه حسن الملاطفة معهم حتى يسمعوا كلامه، قال تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}.
النقطة الثالثة: قال الدكتور عبد الله ما نصه (وألا يخدعوا الناس بكلام سلمان العودة، هداه الله)، فيظهر للقارئ من هذا الأسلوب أن بين أخي الدكتور عبد الله والدكتور سلمان العودة خلافاً شخصياً، علما بأن الخلاف لا يفسد للود قضية والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أنزلوا الناس منازلهم) رواه الترمذي، وشيخنا الشيخ ابن باز أسكنه الله فسيح جناته كان إذا رد على المخالف قال (أخونا) ومثلها من الألفاظ اللطيفة، ولطافة النبي صلى الله عليه وسلم مع المخالفين خير دليل على أهمية إنزال الناس منازلهم.
النقطة الرابعة: إن الأصل في الأشياء الإباحة إلا بدليل يحرمها، وهذه الأناشيد على هذا الأصل أي الحل إلا بدليل ينقلها إلى التحريم، وليس هناك دليل شرعي قاطع يحرمها.
النقطة الخامسة: كل ما هو مباح يجوز اتخاذه وسيلة من وسائل الدعوة، لأن وسائل الدعوة ليست توقيفية على الصحيح، والله أعلم.
النقطة السادسة: وهو لب الموضوع:
قال الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب ما نصه جوابا لمن سأله عن الأناشيد الإسلامية؟ فقال: النشيد عبارة عن شعر ملحن، والشعر كلام حسنه حسن، وسيئه سيئ، فإذا كان الكلام حسنا، واللحن خاليا من الخضوع والخنوع، وغير مصحوب بمحرم كالاختلاط وأصوات المعازف على تنوعها ونحو ذلك؛ فلا بأس في أدائه ولا في سماعه إن شاء الله، أما ما ذهب إليه بعض
( من هنا بدأ السقط في المقال وهو الصفحة الثانية والثالثة )
من كان له اجتهاد، فهو يرى أنه جائز وأنت ترى أنه محرم،.. والاختلاف الذي يصحبه الهوى، الاختلاف في الأناشيد والتمثيليات في كثير من الأحيان أنا أرى أنه يصحبه نوع من الهوى، أما مجرد معرفة حكم الله فيها فهذا سهل يمكن أن نتفق عليه، ويمكن أن نفترق فيه على قولين، والغالب أن الحق مع من يفصل، وليس مع من يحرم مطلقا، ولا من يثبت مطلقا، بل لا بد من فصل الحرام من الحلال في هذه الأمور وستجد الخير - إن شاء الله - إما أن يحرم شيئا من أساسه وغيره يخالفه من أساسه فلا بد أن ذلك الغير له نظر، فما دام هو داخل في دائرة الاجتهاد فليقدرها قدرها.
النقطة الثامنة: الخلاصة التي خلصت إليها:
1- جواز الأناشيد الإسلامية بضوابطها الشرعية والضوابط هي: (الكلمة الهادفة - اللحن المتزن - عدم التميع أو التغنج - خلوها من المعازف - خلوها من تهييج الغرائز -.. إلخ).
2- الاتزان في الاستماع إلى الأناشيد وعدم الإكثار منها.
3- أن لا يطغى الاستماع إليها على قراءة أو الاستماع لكتاب الله.
4- أن لا تشغله الأناشيد عن طاعة الله.
5- أن لا تشغله الأناشيد عن طلب العلم الضروري.
إن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت وهذا طبعي وطبع البشر فمن نفسي.
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في محافظة القريات
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية