اطبع هذه الصفحة


يا أيها الأب زوج بنتك ولا تتركها في بيتك عانساً

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


أيها الأب
يا أيها الأب اتق الله ولا تظلم ابنتك في معيشتها ، فلا تكن تاجراً ترخص بضاعتها ، ولا تكن ممن يتباهى بارتفاع مهرها ، فإنك على خطأ ، ولا تكن ممن ينظر إلى من يدفع أكثر لكي تزوجها له ، ولا تكن ممن يقف يوم القيامة وقد أمسكت به ابنته تحاسبه والمحاسب هو الله 0
يا أيها الأب المسكين إن ابنتك ليست قطعة أثاث ، وليست سيارة ، وليست بيت ، إنها لحم ودم وروح وعواطف ، إنها المخلوقة من ضلع أعوج ، إنها ممن قيل فيها رفقا بالقوارير ، إنها النصف الثاني في المجتمع ، إنها ناقصة العقل والدين ، فأحسن إليها ، وابحث لها عن زوج يسترها ، ويعزها ، ويعلمها ، ولا تبحث لها عن زوج يدفع أكبر قدر ممكن من المال ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) رواه الترمذي ، أيها الأب إن المقياس الشرعي في الزواج هو الزوج الصالح ، الذي إذا رأى منها خيرا أحسن إليها ، وإذا رأى منها غير ذلك لم يظلمها ،
الزوج الذي إن أخطأت عدلّها ، وقوّمها ، و فق الضوابط الشرعية0
يا أيها الأب الذي لا يدري على ماذا يبعث يوم القيامة ، لا تتباهى بكثرة المهر الذي سوف تأخذه على بنتك ، واعلم هداك الله أن أفضل النساء أقلهن مئونة ومهرا 0
أيها الأب إن الذهب والفضة والمهر الذي تثقل به كاهل الزوج سيكون له مردود سيئ على بنتك ، وعلى معيشتها ، ورفاهيتها ، أما أنت فذلك الأب الشجع الذي لا يخاف الله في ابنته 0
أيها الأب : اعلم هداك الله إن أحد الصحابة تزوج امرأته وأصدقها القرآن ، والصحابي الآخر أصدق زوجته خاتما من حديد 00الخ 0
أيها الأب لا تكن ألعوبة بيد النساء وعلى رأسهن زوجتك التي لا تخاف الله وتنظر إلى خطيب ابنتها نظر عداء ، وانتقام ، ولؤم ، فإحداهن تطلب من الذهب ما لا يطاق ، ومن أين لهذا المسكين أن يؤمن قيمة هذه الطلبات التعجيزية من لدن حرم صهره المصون ، إضافة إلى غرفة النوم وتجهيز المطبخ 0000الخ 0
يا أيها الولي لا تنظر إلى مال الخاطب ، ولكن أنظر إلى دينه وخلقه إن ماله لا ينفع ابنتك بقدر ما ينفعها خلقه ودينه ، لأن المال يذهب ويختفي ، كما أنه لا يحسّن الأخلاق ، فالخلق ينفع ولا يضر ، سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة تتزوج الرجلين والثلاثة , مع من تكون منهم يوم القيامة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : تـُخير فتكون مع أحسنهم خلقا 0 متفق عليه ، ولم يقل مالاً ، إن المال الذي تبحث عنه عند الزوج قد يذهب ، أو يحترق ، أو يخسره في تجارة ، أو حادث 0000 الخ ، كما أن الزوج ذو المال في الغالب يهمل زوجته في كثير من أمور حياتها ، لأنه منشغل عنها بجمع المال ، والسفر ، والتجارة ، والسياحة 0000 الخ ، قال النبي صلى الله عليه وسلـم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) رواه الترمذي ، لاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل ترضون ماله 0
أيها الآباء إن بناتكم لأولادكم ، وأولادكم لبنات أقربائكم وأصدقائكم وأرحامكم ، فأنت تزوج هذا ، وهو يزوج ابنك وهكذا ، فاتقوا الله ويسروا زواج أبنائكم وبناتكم 0

أيها الزوج
أيها الشاب المقبل على الزواج ما هي شروطك في الزوجة ، هل شرطك المال ، أم الجمال ، أم الحسب ، أم النسب ، كل هذا لا ينفع فالمال تخسره ، والجمال تغيره الأيام والسنين ، والحسب والنسب لا يسمن ولا يغني من جوع ، والحسب : هو الفعل الجميل للرجل وآبائه ، والدليل قول الحق تبارك وتعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ، وعَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال ( تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها : فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ ) مُتّفَقٌ عَلَيْهِ ، إذن الزوجة المتدينة هي المأمور بالبحث عنها ، والحث عليها ، وهي أفضل من ذات المال والحسب والنسب والجمال ، لأن صاحبة المال سوف تذله بمالها ، وصاحبة الجمال تترفع عليه بجمالها ، وصاحبة الحسب والنسب تتعالى عليه بحسبها ونسبها ، أما ذات الدين فتخضع لزوجها وتحفظه في نفسها ودينها وبيتها 0
أيها الزوج المقبل على الزواج ، عندما ذهبت إلى مأذون الأنحكة ليعقد لك بدأ عقدك بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله ، ودعا لكما الله أن يجمع بينكما بكل خير ، فهل يليق بك أن تختم زواجك بمزامير الشيطان عند الرجال و النساء 0
لقد أصبح الأزواج ضعفاء ومعدومي الشخصية ، حتى أصبح الزواج تتحكم فيه امرأة ، ناقصة في عقلها ودينها ، والرجال أصبحوا أصنام لا تحرك ساكنا ولا حول ولا قوة إلا بالله 0
فهل يليق بكم أن تجمعوا الشياطين في فرحكم وتطردوا الملائكة ،
هل يليق بكم أن تبتدئوا فرحكم بما يغضب الله عز وجل 0
أيها الزوج الذي ضعف كاهله من الدين ، وزادت عليه المصاريف ، اتق الله عز وجل في الطعام ، ولا تكن من المسرفين الذين قال فيهم الله عز وجل ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) ، وانتبه أن تكون ممن قال الله فيهم ( إن المسرفين كانوا إخوان الشياطين ) ، إن المزابل امتلأت من الأطعمة ، ولكن من فضل الله أن قامت جمعية البر بفتح فرع لها يعنى بجمع فائض الطعام فخفف من رمي الأطعمة ، ولكن هذا لا يعني أن نتساهل ، بل علينا أن نقتصد بالطعام قدر الإمكان وعلى قدر الحاجة أو الزيادة قليلا احتياطا للحضور ، وتذكروا قول الله عز وجل ( ولأن شكرتم لأزيدنكم ولأن كفرتم إن عذابي لشديد ) ، وعن معاذٍ رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخذ بيده وقال ( يا معاذ ، والله ، إني لأحبك ، ثم أوصيكَ يا معاذ لا تدَعَنَّ في دبر كل صلاةٍ تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك ، وحسن عبادتك) رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح 0

أيها المجتمع
أيها المجتمع الذي تعوّد على عادات لا يقرها شرعنا الحنيف ، أسأل وأقول لما نكثر من وجبات الطعام إلى حد الإسراف ، أليس الهدف من الوليمة هو الإعلام بالزواج ، إن إكثار الولائم دليل على تفاخر الجاهلية ، إن الناس ليسوا بجوعى ، بل إن البعض منهم لا يأكل من تلك الولائم لأسباب صحية ، أو أنه في الغالب يأتي للزواج وهو قد أكل في منزله وووو 0
أيها الناس اتقوا الله عز وجل ، ويسروا ولا تعسروا ، وأرفقوا بالناس وتمثلوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما كان الرفق في شيءٍ لإزالة وما نزع من شيء إلا شانه ) 0


 

محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية