اطبع هذه الصفحة


فقه فهم الاختلاف

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الاختلاف من طبيعة البشر ، فهو أمر صحي وطبيعي ، ولا إشكال عندي في ذلك ، ولكن الإشكال هو توظيف هذا الاختلاف لأمور شخصية أو مصالح دنيوية ونحو ذلك ، أو الفهم الخاطئ للاختلافات الفقهية فهما خاطئا يسيء لسماحة الإسلام ، والأصل في المسلمين الاجتماع وعدم الاختلاف ، ولكن بعض الأمور لابد فيها من الاختلاف لاختلاف فهم المتلقي أو أن كلا الفهمين مقبول وله حظ شرعي 0
ولعلي أقسم الخلاف إلى قسمين : الأول : الخلاف المردود : هذا الخلاف أو الاختلاف لاحظّ له في الشرع ، بل ليس له قاعدة يستند إليها ، لأنه يخالف أصول وقواعد الشرع الثابتة التي لا مجال فيها للاختلاف ، أو يخالف مقتضى العقول السليمة مثل وجود الله ورفع السماء والبعث والجنة والنار 00000 فهذا أمر مرفوض مردود لا يقره من له أدنى ذرة من عقل أو فهم 0
الثاني : الخلاف المعتبر : هذا الخلاف له حظّ ونصيب في الشرع وأدلته كثير متعددة ومتواترة ، خلاف ظهر مع ظهور النبوة ولن ينتهي إلا بقيام الساعة ، ينبغي علينا في مثل هذا الخلاف المعتبر أن لا نتشنج أو أن لا نقبل رأي المخالف لأن كلا الفهمين أو الرأيين مبني على أصل شرعي أو فهم سليم يقره الشرع ولا يحرمه واليك أخي القارئ دليل واحد فقط :
( لا يصلين أحدكمقال النبي العصر إلا في بني قريضة ) فتحرك الجيش وجد في المسير ولكن وقت صلاة العصر دخل والجيش لم يصل إلى بني قريضة فاختلف الركب هل يصلون أم يستمرون في المسير ، قسم صلى هو الحث على السرعة في المسير ، أما القسم الآخر فلمالعصر لأنهم فهموا من قوله إنيصلوا العصر إلا عندما وصلوا لبني قريضة وقد خرج وقت العصر لنهم فهموا من قوله الفريقان وصحت صلاتهمالا يضعوا الرحال ويصلوا إلا في الموقع المحدد ، فاقر النبي 0
هذا الدليل وغيره الكثير يدل على صحة الخلاف المعتبر وهي رسالة لكل مسلم أن يعي ويفهم أن الخلاف المعتبر لا يفسد للود قضية وليس من حقي أن ألزمك بما أرى وليس من حقك أن تلزمني بما ترى إذا كان خلافنا له أصل معتبر في الشرع ، فلتتسع صدورنا لآراء مخالفينا ولنتحاور ونتناقش ونجتهد للوصول للرأي الأقوى فان تساوت الأدلة فلا حرج فيما فعلت أو بأي رأي أخذت ما دام في إطار الشرع المطهر ، قال الشافعي عبارة تستحق أن تكتب بماء الذهب حيث قال ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ) هكذا هم ورثة الأنبياء ، ومن صفات الأدب عند الخلاف عبارة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز عند شرحه لموضوع أو جواب عن فتوى فيها خلاف يقول بأسلوب المؤدب ( في أصح قولي العلماء ) فيبين للقارئ والمستمع أن في المسألة خلاف والصحيح عنده كذا دون إلزام أو غضب أو تعنت فلله دره ، فهل نعي مثل هذا الأدب ونتأدب به ، كي نرتقي بديننا إلى أعلى المراتب وهو كذلك ولله الحمد 0
كتبه الراجي عفو ربه
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في محافظة القريات
alfankor@maktoob.com

 

محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية