اطبع هذه الصفحة


نعمة الأمن

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
إن الإنسان بلا وطن هو كيان بلا روح ، و جسد بلا إحساس ، والفاقد للوطن فاقد للأمن والاستقرار ، والفاقد للأمن والاستقرار فاقد للاطمئنان ، والوطن بلا أمن واستقرار غابة يعيش فيها القوي ويهان فيها الضعيف ، ونحمد الله على الأمن الذي نعيشه في بلادنا أدام الله أمنها واستقرارها ، فأين المرجفون الإرهابيون من نعمة الأمن التي هم الآن يفتقدونها ، إن الارهاب انتحار فكري ، وإفلاس منهجي قبل أن يكون انتحاراً بدنياً ، إنها تراكمات جاهلية ، وآثام إجرامية نتيجة لاختلال الفكر ، فكانت النتيجة مخرجات شوهاء ، لا تنصر ديناً ولا تعمّر دنيا ، و لا تستردّ حقاً ، بل تعود على الجميع بالتشويه والخراب والتدمير ، إن دم المسلم له عصمة لم يقدرها الإرهابي 0
نعمة الأمن
إن نعمة الأمن أعظم من نعمة الرزق قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ) فبدأ بالأمن قبل الرزق لسببين :
السبب الأول : أن استتباب الأمن سبب للرزق ، فإذا شاع الأمن ضرب الناس في الأرض طلبا للرزق ، ولا يكون ذلك إذا فُقِدَ الأمن 0
السبب الثاني : لا يطيب طعام ولا يُنتفع بنعمة الرزق إذا فقد الأمن 0
حكمـــه
لذا فإن حرمة هذه الأفعال وشناعتها من الأمور المحكمة والقضايا القطعية التي دلت عليها نصوص الشريعة وقواعدها الكلية والفرعية ، ودلت عليها البداهة العقلية ، والفطرة السوية ، والفكر السليم ؛ فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، ونفى كمال الإيمان عمّن نقض العهد ، وانتهك الأمانة ، فلا إيمان لمن لا أمانة له ، و لا دين لمن لا عهد له ، والإيمان الصحيح يحجز صاحبه عن التخوّض في الدماء المعصومة والذمم المحفوظة ، ويحجزه عن الفتك والقتل ، وإذا انحرف الفكر ، واختل التفكير ، وانصدع الإيمان خرج علينا من لا يخاف الله فيسفك الدماء ويروع الآمنين ، فيختل الأمن ولا حول ولا قوة إلا بالله 0
دورنـــــا
في مقابل هذا الفكر المنحرف لابد من أن نعي دورنا (علماء ودعاة وطلبة علم وأمراء ووجهاء ، وآباء وأمهات ومدرسين ومثقفين ومفكرين ) ( أفرادا وجماعات ومؤسسات تربوية ودينية وأمنية ) ، ونخطط لمرحلة تتأكد فيها العناية ببناء العقول على الوسطية المنضبطة ، وتوجيه الفكر توجيهاً سليما يرتكز على الأدلة الشرعية ، وتوجيه الشباب خاصة وإرشادهم إلى المنهج الصحيح منهج أهل السنة والجماعة ، والتحذير من الدعوات المضللة والأفكار المنحرفة ، والمؤامرات الماكرة التي تحاك لبلاد المسلمين ، والرجوع إلى الأمراء والعلماء وأهل الاختصاص فيما يشكل عليهم أو يثار عليهم أو يقع من الأمور المهمة والقضايا العامة 0
أمانة الكلمة
إن أمانة الكلمة وفقه المرحلة يحتم على صُنّاع الرأي وحملة العلم والفكر أن يتوافروا على حماية الثوابت الشرعية والفكرية والمكتسبات الوطنية من خلال عطاءاتهم وأطروحاتهم وحضورهم الفاعل والمتجدد ، إذ أن هذا العنف الداخلي الارهابي نوع من الانفراد بالتفكير وضيق النظر وعدم إدراك الإنسان للخارطة التي يعيش فيها ، وللمجتمع الذي يحيا فيه ، وكيفية الإصلاح الصحيح ، فضلاً عما فيه من الإخلال بالأمن وتدمير للحياة ، إن الإنسان بدون أمن لن يصلي بهدوء ، وبدون أمن لن يعمل ويبني ويصنع حضارة لأمته ودينه ، فالاستقرار في المجتمعات الإسلامية ضرورة0
الموقف الشرعي من الارهاب
أكد سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء على أن ما تقوم به الفئة الضالة من عمل إجرامي آثم لا يمكن أن يقدم عليه مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر يعتقد حرمة التعدي على الدماء المعصومة والأموال المحترمة ، فقال سماحته لقد تابعنا بأسى وحزن بالغ ما أقدمت علية الفئة الضالة من أعمال وتدابير عدوانية تستهدف عقيدة وأمن هذا البلد المبارك وأهلها واستقرارها ومقدراتها فكانوا أدوات طيعة في أيدي أعداء الدين والوطن ، فإن ما تقوم به هذه الفئة الضالة من عمل إجرامي آثم لا يمكن أن يقدم عليه مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر يعتقد حرمة التعدي على الدماء المعصومة والأموال المحترمة ، وقد قال الله تعالى { وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ } وقوله ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) وقال النبي  ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام )، وقوله  ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) وقال  ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ) ، إن الإقدام على هذه الجرائم النكراء والتخطيط لها لا يكون إلا من شخص تأصل الشر في نفسه ، والعدوان في طبعه ، واستولت عليه الغفلة ، وانتزعت من قلبه الرحمة ، وانعدم ضميره وتخلى عن دينه وقيمه ومثله ، فأشبه بالحيوانات الضارية والوحوش المفترسة ، إن هذه الفئة بأفعالها لا تريد للدين نصرة ، ولا للإسلام رفعة ، بل تريد زعزعة الأمن والاستقرار ، وترويع الآمنين وتخريب المنشآت العامة والخاصة ، وتسليط الأعداء على بلاد المسلمين ، وليكن ما يحدث في بعض البلدان عبرة وعظة
موقف المملكة والملك من الارهاب
المملكة العربية مثلها مثل غيرها من الدول عانت ومازالت تعاني من الارهاب والارهابيين ، تلك الفئة التي لم تستشعر نعمة الأمن الذين يريدون لوطننا أن يكون كغيره من البلدان التي تفيق وتنام على صوت المدافع والرصاص والصواريخ ، لقد تبنت المملكة العربية السعودية ممثلة بقائدها خادم الحرمين الشريفين فكرة إنشاء مراكز تحارب الارهاب ومنها مركز الملك عبد الله لمكافحة الإرهاب ، وقد قدمت الدولة مشكورة الدعم المالي السخي له لكي يؤدي رسالته المرجوة منه في تقويض الإرهاب ، رغبة منها في حفظ الأمن والاستقرار لكي يعيش الناس آمنين على أعراضهم وأموالهم وممتلكاتهم ويمارسوا حياتهم بشكل طبيعي 0
كتبه
محمد فنخور العبدلي
المعلم الشرعي بالمعهد العلمي بالقريات
والخطيب الاحتياطي



 

محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية