اطبع هذه الصفحة


الأمانة العلمية عند النقل

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم

 
الأمانة فريضة شرعية حملها الإنسان ، قال تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعمّا يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) وهذا اتصال بين ( الأمانة والحكم ) وهناك من صور الحكم ( الحكم العلمي ) ومن رتب الأمانة ) الأمانة العلمية ) وهذا متصل بعامة العلوم لأن ثمة اتصالا بين الأمانة والحقوق الآدمية التي حفظتها الشريعة ، وقال سبحانه ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولاً ) فالإنسان الذي حمل الأمانة فيه قابلية لمادتين تنازعان الأمانة : هما ( الظلم والجهل ( جريدة الاقتصادية الجمعة 02 مارس 2007 العدد 4890 0

ويقول يوسف القبلان في جريدة الرياض الخميس 13 رمضان 1427هـ - 5أكتوبر 2006م - العدد 13982 : أطلعني طالب جامعي على عدد من التصميمات التي يعدها كجزء من دراسته وبتوجيه وإشراف من أساتذته ، وبعد أن أبديت له إعجابي بما يقوم به، وأشدت بمستوى مهاراته سألته عن مصير هذه المشاريع فأجاب بمرارة إن الأستاذ يقدمها باسمه كاستشارة بحكم انه يعمل مستشاراً لإحدى الجهات ، وهكذا يعتمد الأستاذ على الطالب ويكلفه بمشاريع بحثية ثم ينسبها إلى نفسه ويكافأ عليها في غياب الضمير والأمانة العلمية ،الأمانة العلمية تقتضي أن يحترم الحقوق الفكرية، وأن ننسب الرأي والجهد، والنجاح لصاحبه وأهله، وأن نشير كأساتذة إلى طلابنا بفخر واعتزاز والطالب المتميز هو عنوان لأستاذ متميز، مثلما أن الابن المتميز هو عنوان لأب متميز أو أم متميزة 0

وقال الشيخ الدكتور محمد بن عبد العزيز المسند في موقع شبكة نور الإسلام : كنت مرّةً أستمع إلى برنامجٍ إذاعي لأحد الدعاةِ الفضلاء ، فإذ به يسوقُ في ضمن حديثهِ كلاماً للإمام ابن القيم رحمه الله وانتظرت أن ينسب القول إليه ، لكنَّهُ مضى وكأنَّهُ هو قائل ذلك القول ، وقد كبُر عليّ صنيع هذا الداعية الكريم ، لكني التمستُ له العذر ، فلعلَّ النسبة موجودة في الأوراق التي بين يديه ، وفاتهُ أن يذكرها ، إنَّ الأمانة العلمية تقتضي نسبةَ كلِّ قولٍ إلى قائله ، وكلَّ جهدٍ إلى باذله أياً كان الجهدُ أو القائل، وإنّ تعمد الإخلال بذلك دليل على الإفلاس ، وحبُّ الشهرة والظهور على حساب الآخرين ، وقد ورد في الحديث الشريف ( المتشبع بما لم يُعط ، كلابس ثوبي زور) ، وصور الإخلال بالأمانة العلمية كثيرة جداً ، فمنها أن يعمد الإنسان إلى كتاب ما ، فينقل منه نصاً أو فصلاً دون أن يُشير إلى ذلك في موضعه ، وأقبح منه أن يعمد إلى عدة كتب ، أو أجزاء من كتابٍ واحد ، فينشرها مع غيرها في كتاب واحد باسمه هو ، وبعنوانٍ مقارب ، دون أن يُشير إلى ذلك ، وربما أضاف إليها صفحاتٍ معدودة من عنده ، نقلها من هُنا أوهناك ليبرر لنفسه هذا العمل ، أو ليوهم القارىء أنَّهُ بذل جهداً 0

الدوافع لمثل هذا العمل من أهمها حبِّ الظهور والشهرة على حساب الآخرين ، ومنها الحسد الذي يقعُ كثيراً بين الأقران ، فيحملُ ذلك على كتمان جهودهم وإخفائها، ومنها الإفلاس ، فيلجأ إلى سرقةِ جهودِ الآخرين بشكلٍ فج ، ثم يغفل الإشارة والإحالة إليها في موضعها حتى لا يفتضح أمره ، ويعلم الجميع إفلاسه ، والمقصود أنَّي أوصي نفسي وجميع الإخوة الدعاة ، والكتّاب ودور النشر، أن يحرصوا أشدَّ الحرص على الأمانة العلمية ، وعدم الإخلال بها ، مع نسبةِ كل جهدٍ إلى صاحبه ، والحذر من سرقةِ جهود الآخرين ـ بأيِّ شكلٍ من الأشكال ـ والمتاجرة بها ، فإنَّ ذلك من الظلم المبين، والاعتداء المشين ، ولستُ أبرىء نفسي، فلربما وقع مني شيءٌ من ذلك سهواً أو بلا قصد ، فإن كان قد حصل شيءٌ من ذلك ، فإنِّي أبرأُ إلى الله منه 0

 

محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية