اطبع هذه الصفحة


عن الإفطار في المدرسة:
لماذا يسمح للطلاب ويحرم المعلمون؟

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم

عن الإفطار في المدرسة:
لماذا يسمح للطلاب ويحرم المعلمون؟
جريدة الجزيرة : العدد 8619 – 16/12/1416هـ
عزيزتي الجزيرة :
لقد اطلعت على العدد ( 8605 ) في : 2/12/1416هـ ويحمل بين طياته مقالا للأخ عبد العزيز الغريبي من حائل ردا على بعض الأخوة حول التعليم وهمومه فرأيت في المقال همزا ولمزا أربأ بأخينا عنهما وخصوصا إن كان معلما ولكن وقع ما وقع والخطأ يتدارك ويرجع عنه ولي مع هذه الأسطر التي سطرها أخونا الكريم عدة وقفات موجزة وهي :
الأولى : حول أسلوب المقال الذي كتب حيث يلحظ كل قارئ له نبرة غضب وسخرية وعدم احترام لشريحة كاملة من المجتمع ألا وهي شريحة المدرسين وهذا الأسلوب ينافي الأدب الإسلامي الذي تأدبنا به وتربينا عليه , فاقدا مقاله لروح النقد البناء و الصادق حيث قال مستهزئاً ( انصحه بأن ينضم إلى أحد الأندية ويسجل في المصارعة 000 ) ، فأقول للكاتب هداك الله ما هكذا علمنا الإسلام أدب الحديث والمناقشة 0
الثانية : الضرب من التربية وهو مطلوب شرعا وعرفا عند الحاجة إليه , ألم يقل الحق تبارك وتعالى في حق الزوجة الناشز والرافضة لأوامر الزوج ( 000 فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن 0000 ) وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم ( واضربوهن ضربا غير مبرح ) , وقال أيضا 000 واضربوهم عليها لعشر )000 الخ من النصوص الدالة على جواز الضرب عند الحاجة , كما أن الفقهاء قد نصوا على جواز الضرب والتأديب عند التعليم حيث جاء في حاشية الروض ( 7/235 ) ما نصه ( 000 أو أدب معلم صبية ولم يسرف لم يضمن ما تلف به أي بتأديبه لأنه فعل ما له فعله شرعا ) , إذاً يا أخي الحبيب الضرب وسيلة تربوية نُص عليها شرعا وإجماعا ولكن بلا تعد وإسراف بشرط أن يكون لحاجه وبلا إسراف
الثالثة : لا يستمر الإنسان في الحياة إلا إذا أكل وقد قال الأطباء أن وجبة الإفطار أهم الوجبات الثلاث فكيف يطالب أخونا بمنع الإفطار في مقر العمل فهذا غير مقبول شرعا ولا عرفا ولا عقلا , ثم ما المانع من أن يفطر المدرس في مقر العمل خلال وقت فراغه أم ترى أن يصوم فلا يأكل ولا يشرب حتى يعود إلى منزله هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كيف يسمح للطلاب بالإفطار في المدارس ويمنع من ذلك المدرسون ، فهل الأكل مناف للحياء ، أم مخالف للأعراف ، أم ماذا ؟ فلا بد من التسوية 0
الرابعة : الأنظمة والقوانين الوضعية قابلة للتغيير والتبديل في كل زمان ومكان فقد تصلح في وقتنا ولكن لا تصلح لزمن قادم والعكس ، وهذا واقع مشاهد لا يخفى عليك وعلى أمثالك
الخامسة : قولك ( فلم يبق إلا تعين الوزارة لكل مدرس سائقا حتى تكتمل الرفاهية ) أقول ختامها مسك وأنت ختمتها بعكسه فأسأل الله لك ولنا الهداية والحقيقة أن المدرس المخلص يستحق كل تقدير وإجلال والحمد لله رب العالمين

 

محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية