الحزم والحزم فقط ‎

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الحزم يولد الانفجار ، نعم يولد الانفجار ، لكنه انفجاراً عكسيا إيجابياً ، إلى الانضباط والخوف من العقاب ، لأن حزم سلمان أرعب كثيرا من بني الإنسان ، يُمسي مسؤولاً ويصبح مواطناً مجرداً لا يقدم ولا يؤخر ، حزم بعدل ، وعدل بلا ظلم ، فالحزم يفعله ، والعدل بتوفيق من الله يضلله .
كان فيما مضى يتقدم المواطن أو المراجع بشكوى ضد أي مسؤول أو موظف عادي أو حتى أقل من عادي في وظيفته وموقعه وترتد الشكوى ضد المواطن المسكين ، وقد يعاقب بأي عقوبة تخطر على البال .
إلا إذا وقعت الشكاية بيد من يخاف الله من المسؤولين فيقوم بإيصالها لأحد أصحاب القرار في المراتب العليا في الدولة كالملك أو ولي عهده أو ولي ولي عهده أيدهم الله بتأييده ووفقهم لكل خير ، فيتخذ بشأنها قراراً حازماً .
مع تغير الحياة وانتشار التقنية والتصوير ومواقع التواصل وخصوصاَ ( تويتر والفيسبوك والواتس ) ، وهذا التغير أدى إلى سرعة وصول الشكوى لأعلى مسؤول في الدولة خلال ساعات قليلة يعقبها قراراً قوياً وحازماً كأنه يقول ( إياك أعني وأفهمي يا جاره ) فلسان حاله يقول إياك أعاقب وبشدة وافهم أيها المسؤول الآخر ، فإن لم تؤد عملك كما ينبغي فأنت القادم ( إما إعفاء أو نقل أو طرد أو تهميش أو تحقيق أو, أو, أو ) الخ .
نعم نحن في زمن إما أن تعمل بإخلاص ، وإما أن تغادر بصمت ، وإلا فسوف تغادر مطروداً { تطرد شر طرده } غير مأسوفاً عليك .

للشكوى ضوابط وحدود لا بد للمشتكي من الالتزام بها ومنها :
1- يجب على المشتكي أن يتقِ الله ولا يتقدم بشكوى أو يقوم بتصوير مخالف للواقع لأن هذا افتراء والافتراء محرم لأنه ظلم .
2- يجب على المشتكي أن يكون صادقاً في شكواه ولا يكذب مهما كانت المبررات ، لأن الكذب من الظلم المحرم .
3- يجب على المشتكي أن يوثق شكواه قدر الامكان حتى لا يكون عرضة للتكذيب ورد شكواه .

تعامل المسؤول مع الشكوى
1- يجب على المسؤول أياً كان موقعه وكذلك الموظف أن يتق الله في عمله ويؤد الأمانة التي أؤتمن عليها بما يرض الله ، وليستشعر أن العمل أمانة يسأل عنه في الدنيا والآخرة .
2- يجب على المسؤول أياً كان موقعه تقبل أي شكوى ترد إليه ولا يردها وينظر فيها ، ثم يتخذ القرار الذي ينجيه أمام الله عز وجل.
3- يجب على المسؤول أياً كان موقعه إذا ثبتت له صحة الشكوى أن يتخذ القرار المناسب حيالها ولا يجامل أحد .
اللهم وفق خادم الحرمين وأعوانه لما فيه خير للبلاد والعباد والحمد لله رب العالمين.

كتبه
محمد فنخور العبدلي