اطبع هذه الصفحة


التكفير يلغي التفكير ويولد التفجير

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
إذا طغى المنهج التكفيري على المنهج العقلي الفطري ، فإن المساجد التي أعدت للعبادة ، ومُنِعْنا من إنشاد ضالتنا فيها ، ( من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل : لا ردها الله عليك ) ، ونُهِينا من أن نجعلها مقراً للتجارة ، ( إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا : لا أربح الله تجارتك ) ، سوف تتحول المساجد من التهليل والذكر والتكبير ، إلى التخويف والتكفير والتفجير ، إننا نواجه مشكلة مجتمعية خطيرة ، ألا وهي حماية الدين والوطن ، ولكن ممّن نحميه ، أنحميه من العدو الخارجي ، أم نحميه من العدو الداخلي ، الأشرس والأخطر من العدو الخارجي ، فالعدو الخارجي معلوم باسمه ورسمه ، أما العدو الداخلي فيتكلم بلساننا ، ويلبس من ملابسنا ، ويأكل من أكلنا ، ويسكن بيننا ، إنه من أبنائنا الذين استغفلوا وغرر بهم ، فهل نحن مضطرون لحماية الوطن من الأبناء بدلاً من حمايته من الأعداء ، هل نحن مضطرون أن نحميه من تلك العقول المشوشة التي تلبسها الشيطان ، فأقنعها أن الجنّة فوق جثث المسلمين ، وسلم منها المجوس وبني صهيون ، تلك العقول التي لم تفهم نهي النبي صلى الله عليه وسلم من المرور بين يدي المصلي فكيف بقتله ، تلك العقول التي لم تدرك حرمة سفك الدماء ، وعقوبة القتل بلا حق ، قال تعالى ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) ، تلك العقول التي لم تعِ قول الحق تبارك وتعالى ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) فحولت تطهير المساجد إلى التخريب والتفجير ، ألم يدرك هذا المفجر المنتحر ، أنه عندما قتل المسلمين المصلين ، قد شابه أبا لؤلؤة المجوسي قاتل الخليفة الفاروق عمر رضي الله عنه وهو يؤم المسلمين في صلاة الفجر بالمدينة ، وشابه عبد الرحمن بن ملجم الخارجي قاتل الخليفة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه في صلاة الفجر بمسجد الكوفة 0.

إن التفجير الإرهابي الذي حدث الخميس 21/10/1436هـ في مسجد القوات الخاصة بأبها وأدي إلى استشهاد مجموعة من أفراد الأمن والعاملين بالموقع ، فعل لا يقوم به إلا جاهل بالدين ، أو حاقد على أمته ، قد أعمى الحقد قلبه ، وانحرف فكره ، فاستباح حرمة المساجد التي أعدت للعبادة ، قال تعالى ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم ) 0.

نعم إننا أمام مشكلة عظيمة وخطيرة يجب أن تُسْتَثار لها جميع طاقات الوطن والمواطن ، فعلينا نحن كمسلمين ومواطنين أن نحمي بلدنا ، لأنه أمانة في أعناقنا ، ووطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه ، اللهم انتقم من المحرضين والمفجرين والإرهابيين وكل من أيدهم أو تعاطف معهم من الخونة والمنافقين يا رب العالمين .


كتبه
محمد فنخور العبدلي

 

محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية