صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







وانتهت معركة الانتخابات

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، أَمر بِالاِجْتِمَاع وَالاِئْتِلَافِ ، وَنَهَى عَنْ التَّفَرُّقِ وَالاِخْتِلَافِ ، وَأَشهد أَنَّ لَا إلَهَ إلاَّ اللَّه وحده لَا شَرِيكَ لَهُ ، وأَشْهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلُهُ وَأَصْحَابه ذَوِي العدل وَالإِنْصَاف وَسلّم تَسْلِيمَا كَثِيرا أَمَّا بَعْدُ

{ أهل محافظتي الغالية }
شيبا وشبابا ، شيوخا وأعيانا ، وجهاء ومسؤولين ، الحَاضِرُ مِنْهُمْ وَالغَائِبُ ، الضَّيْفُ مِنْهُمْ وَالزَّائر ، جيران وأصهار، أبناء عُمُومَة ، وأصحاب وأحباب ، مِمَّنْ شَرَفنَا بِحضوره ، أو شاركنا بوجدانه ٠
يقول الشاعر :

كونــــوا جميعاً يا بني إذا اعترى ،،، خطب ولا تتفرقوا آحـــادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً ،،، وإذا افترقن تكسرت أفرادا

يَتَّفِقُ العُقَلَاءُ مِنْ النَّاسِ عَلَى أَنَّ الاِجْتِمَاعَ وَالاِئْتِلَافَ مَطْلَبٌ ضَرُورِيٌّ لَا غِنَى عَنْهُ لِأُمَّةٍ تُرِيدُ الفَلَّاحَ ، وَقَدْ جَاءَ الشَّرعُ بِالتَأْكِيدِ عَلَى هَذَا الأَصْلِ وَرِعَايَتِهِ ، وَلَكِنَّ المَوَاقِفُ وَالأَحْدَاثُ والتنافسات قد تَعْصِفُ بِالنَّاسِ، وَقَدْ تُفْرِزُ اِخْتِلَافًا فِي الآرَاءِ وَالمَوَاقِفِ ، وَهَذَا أَمْرٌ لَا بُدُّ أَنْ يَقَعَ مِنْ البَشَرِ، ولَكِنَّ الواجب علينا أن لا نجعل لهذا الاختلاف { تمدداً أو انتشارا أو اتساعا } ، بل علينا أن ندفنه في مهده ، ونكبر عليه أربعا ، ونتجاوزه ولا نلتفت إليه 0

يقَولَ الحق تبارك وتَعَالَى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) فالقُرْآنُ الكَرِيمُ يُؤَكِّدُ عَلَى مُرَاعَاةِ الاِجْتِمَاعِ وَنَبْذ الفرقة ، والأَنْبِيَاءُ عليهم السلام كانوا دُعَاةً لِوَحْدَةِ الصَّفِّ وجمع الكلمة ، فقَالَ رَسُولُكم صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللهَ يرضى لَكُمْ ثلاثاً، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثلاثاً، فَذكرَ مِنْهَا ( وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تُفَرِّقُوا ) ، وَقَالَ عَمَر الفاروق رضي الله عنه ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلِيَلْزَمْ الجَمَاعَةَ ) 0

لَقَدْ كَانَ لِأَصْحَاب النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اِعْتِنَاءٌ بَالِغٌ بِوَحْدَةِ الصَّفِّ ، وَكَانَ الخِلَافُ فِي الرَّأْيِ يَحْصُلُ بَيْنَهُمْ ، وَمَعَ ذَلِكَ كَانَتْ النُّفُوسُ صَافِيَةً نَقِيَّةً، إِنَّهَا النُّفُوسُ الَّتِي صَفَّتْ وَتَسَامَتْ عَلَى حُظُوظِهَا ، فَلَمْ يَجِدْ الهَوَى بَيْنَهُمْ مكاناً ، وإن مِنْ سِمَاتِ وصفات أَهْلِ الخَيْرِ والصلاح والفلاح حُبّ الاِجْتِمَاعُ وَالاِئْتِلَافُ ، وَكُرْه أَسْبَابِ الفُرْقَةِ وَالخِلَافِ 0

مَصَالِحُ الاِجْتِمَاعِ لَا تُقَارِنُ بمفاسد الفِرْقَةُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ( التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللهِ شُكْرٌ ، وَتَرَكَهَا كُفْر ، وَمِنْ لَا يَشْكُرُ القَلِيلُ لَا يَشْكُرُ الكَثِيرَ ، وَمَنْ لَا يَشْكُرُ النَاسَ لَا يَشْكُرُ اللهَ ، وَالجَمَاعَةُ بَرَكَةٌ ، وَالفرْقَةُ عَذَابٌ ) ٠

معركة الانتخابات { واسمحوا لي بتسميتها معركة تجاوزا } قد انتهت وقد صاحبها تنافسا نراه محمودا ، وان كان هناك بعض التجاوزات لكنها تختفي في خضم بحر من حسنات التنافس الشريف ، بل ينبغي علينا أن نتجاوز تلك التجاوزات ونجعلها في { سلة مهملات الماضي } ، لكي نقف سويا على { بر التكاتف والتعاضد والتآلف } ، مرتقين بأخلاقنا وحسن نوايانا لخدمة ديننا ثم مملكتنا ومحافظتنا0
 

فدين يجمعنا ،، ودولة توحدنا ،، وملح القريات يؤلف بين قلوبنا
فلا مناطقية تفرقنا ،، ولا قبلية تزعزع وحدتنا ،، ولا انتخابات تؤرق مضجعنا
 

وقفــــات
الوقفة الأولى :
يطيب لي أن أتقدم بالتهنئة القلبية لمن فازوا بالانتخابات البلدية داعيا الله أن يوفقهم لخدمة الدين والوطن والمحافظة 0
الوقفة الثانية : يطيب لي أن أتقدم بالشكر لجميع من شاركوا في الانتخابات ، وكانوا بعد الله سبباً في نجاحها 0
الوقفة الثالثة : أقول لمن ترشح ولم يحالفه الفوز ، أنه لا خاسر بيننا ما دامت قلوبنا بيضاء نقية ، وما الانتخابات إلا تنافس شريف
الوقفة الرابعة : نتلمس العذر لمن لم يشارك مهما كانت الأسباب ، ولا تثريب عليهم 0

هَذِهِ خَاطِرَةٌ غَزَتْ ذِهْنِي فَأَرْهَقَتْهُ ، وَتَسَلَّلَتْ إِلَى فُؤَادِي فأوجلته ، أَحْبَبْتُ أَنْ أَذْكُرَهَا وأذكر بها ، تَذْكِيرًا لِنَفْسِي ، وَلِمْنَ أحبُّ مِنْ أَخواني ، وَأَفْرَاد مُجْتَمَعِي ومحافظتي الَّذِي أعتز بِأَنَّنِي فرد فِيهِ ، دَاعِيًا الله عز وجل لمجتمعي بالتوَحد والتجمع والتوفيق والصلاح ، وأَن تَجتمع قلوبنا وآرائنا وأَهدافنا على توحيد صَفِّنَا فِيمَا يُرْضِي ربنا ، ثم عبادِهِ الصَّالِحِينَ ، وَوُقُوفًا وَتَعْزِيزًا لبلدنا وولاة أَمْرِنَا ومشايخنا وعلمائنا ، وداعيا لجنودنا البواسل على مشارف حدنا الجنوبي بالعز والنصر والتمكين 0
أطلت عليكم فاعذروني ، وإن رأيتم مني خطأً فسامحوني ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ .

 كتبه محمد فنخور العبدلي


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية