اطبع هذه الصفحة


التاسع والسبعون ،،،، اليوم الوطني

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد
غداً الأربعاء الرابع من شهر شوال يصادف يوما جميلا لطيفا ألا وهو توحيد هذه البلاد وجَعْلِها تحت حكم واحد ، بعد أن كانت قبائل متناحرة ، وعصابات متقاتلة ، الحاج لا يأمن على نفسه إن أراد الحج ، وطالب الرزق لا يأمن على نفسه إن أراد طلب رزقه ، فكانت الجزيرة العربية لا تعرف للأمن اسما ، فقيض الله لهذه البلاد المقدسة بقدسية حرميها ( مكة والمدينة ) المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز طيب الله ثراه فجعلها كيانا واحدا وقبيلة واحدة وأرضاً واحدة أخذ ذلك منه وقتا وجهدا ومالا وأنفسا ، فتغير اتجاه الناس من القتل والنهب والتناحر إلى البناء والتطوير والإنتاج ، فأصبحت أيادي الأمس المتقاطعة اليوم متصافحة تسعى لرقي هذا البلد وأهله 0
إن الإنسان بلا وطن هو كيان لكنه بلا روح ، والإنسان بلا وطن هو جسد لكنه بلا إحساس ، إن الفاقد للوطن هو بالضرورة فاقد للأمن والاستقرار، والفاقد للأمن والاستقرار لابد أنه فاقد للاطمئنان 0
الوطن بلا أمن واستقرار هو غابــة يعيش فيــها القـوي ويهان فيها الضعيف كما كان سالف هذه البلاد ، ونحمد الله على الأمن الذي نعيشه في بلادنا أدام الله أمنها واستقرارها 0
فأين المرجفون الإرهابيون المنتحرون من نعمة الأمن التي هم الآن يفتقدونها0
حب الوطن كحب النفس والمال ونحوه ، قال أحدهم : سمعت أعرابياً يقول : ( إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه ، وتشوقه إلى إخوانه ، وبكاؤه على ما مضى من زمانه ) ، وقيل ثلاث خصال في ثلاث أصناف من الحيوان : الإبل تحن إلى أوطانها ، وإن كان عهدها بها بعيداً، والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدباً ، والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر نفعاً ، ولما أشتاق النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة محل مولده ومنشئه أنزل الله تعالى عليه قوله ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) أي إلى مكة ، وفي الأثر قَدِم أُصيل الغفاري ( بالتصغير ) على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قبل أن يضرب الحجاب ، فقالت له عائشة كيف تركت مكة ؟ قال : أخضرت جنباتها ، وابيضت بطحاؤها وأغدق أذخرها وانتشر سلمها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حسبك يا أصيل لا تحزني ) وفي رواية ( وبها يا أصيل تدع القلوب تقر) ، فألفة الموطن الأول والحنين إليه مركوزة في الفطر وإليه يشير قول الشاعر:
وكم من منزل في الأرض يألفه ،،،،،، الفتى وحنينه أبداً لأول منزل
همسة :
جاءت في عصورنا المتأخرة وطنية مقيتة ، وطنية لا تنظر إلى المسلمين نظرةً شاملة بل وطنية حزبية تريد أن تقسم الأمة إلى أمم ، فأصبحنا نسمع بالأمتين العربية والإسلامية ، وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل انقسمت كل أمة على نفسها فإذا بالأمة العربية أصبحت أمماً على عدد دولهم ، وليت الأمر وقف عند هذا الحد ولكنه شد وامتد حتى أطلت الإقليمية في البلد الواحد ، فهذه وطنية مقيتة مغلفة مبنية على الحزبية أو القبلية أو الفكرية أو ما شذ من الآراء والأفكار المدمرة ، فنحمد الله أن وطنيتنا في بلدنا هذا مبنية على طاعة الله عز وجل وحبه ، كوطنية السلف الصالح لربهم ودينهم وبلدهم الإسلامي ، ونريد لوطنيتنا ولبلدنا المسلم أن تبقى مادامت السماوات والأرض 0
كتبه
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في محافظة القريات
ALFANKOR@HOTMAIL.COM

 

محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية