اطبع هذه الصفحة


الكرم جود أم هياط
شر الطعام الوليمة ؟

 

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


الكرم :
صِفَةُ تَحْمِلُ صاحِبَها على بَذْلِ الخَيْرِ قَلِيلاً كان أو كَثِيراً بِطِيبِ نَفْسٍ دون مُقابِلٍ ، والإنفاق عن طِيب خاطر ، والجود دون انتظار مقابل ، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كانَ يؤمِنُ بالله واليومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضيفَهُ ( البخاري ) ، والكَرَمُ مِن صِفاتِ النُّفُوسِ العَظِيمَةِ ذَوُوا الهِمَمِ العالِيَةِ ، وهو صِفَةٌ نَفْسِيَّةٌ تَحْمِلُ صاحِبَهَا على بَذْلِ ما يَنْبَغِي مِن الخَيْرِ بِغَيْرِ عِوَضٍ ، وقد تكون صِفَةُ الكَرَمِ جِبِلِيَّةً ، أيْ : فُطِرَ عليها الشَّخْصُ ، وقد تكون مُكْتَسَبَةً قابِلَةً لِلتَّحَلِّي بِها ، وليس الكَرَمُ مُقْتَصِراً على بَذْلِ المالِ فَحَسْبُ ؛ بل إنَّ مَفْهومَهُ أَوْسَعُ وأَشْمَلُ ، فهو يَعُمُّ الكَرَمَ بِالمالِ وبِالجاهِ وبِالوَقْتِ وبِالنَّفْسِ وغيرِ ذلك (موقع الجمهرة) ، كالجود بالعلم والمشاعر والعواطف والكلام الطيب والابتسامة المشرقة ، ونقيضها البخل بها ، إذن فالكرم ليس مقصورا على تقديم الطعام فقط 0

للأسف في زمننا تغير مفهوم الكرم أو حُرِّف عن معناه الحقيقي ، فأصبح الكرم في زمننا أنواعاً كثيره ، منها ما هو الأصل ، ومنها ما هو مستحدث وفق مصالح معينه ولعلي أوجزها فيما يلي :


١-
الكرم الجبلي أو الطبيعي أو الكرم العربي الإسلامي وهذا هو الأصل ، وهذا هو تقديم الطعام حسب المتيسر بشكل يومي او اسبوعي او شهري دون تفريق بين الحاضرين بل هو لجميع من علم به وحضر 0

٢-
الكرم الاجباري وهو من حضره ضيوف لمنزله فقام بتكريمهم وتقديم الطعام لهم وهما نوعان :
أ = مجبر على تقديم الطعام ولكن بطيب نفس وقبول 0
ب = مجبر على تقديم الطعام ولكن بدون طيب نفس 0

٣-
الكرم الوظيفي وهو تكريم ضيوف الإدارة ، أو فيما بين الموظفين ، وهو من لوازم العمل 0

٤-
الكرم النفاقي وهو دعوة أناس معينين لأجل مصالح دنيوية بحتة ، وهذا هو مصيبة المصائب : فتقديم الطعام لا يراد به وجه الله ، وإنما هو نفاق اجتماعي ( هياط ) 0

٥-
الكرم الوجاهي وهو طلب السمعة والجاه فقط ، ولا يريد بذلك وجه الله وإنما المراد حتى يقال أنه كريم ، أو لكي يصل لمآرب في نفسه 0

6-
الكرم للمصلحة وهو التكريم لأجل الحصول على مصلحة معينة 0

7-
كرم التقليد وهو القيام بالتكريم من باب تقليد الآخرين 0
وبعض هذه الولائم تندرج تحت الحديث المتفق عليه ( شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الوَلِيمَةِ ، يُدْعَى لَهَا الأغْنِيَاءُ ويُتْرَكُ الفُقَرَاءُ ، ومَن تَرَكَ الدَّعْوَةَ فقَدْ عَصَى اللَّهَ ورَسولَه ، صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ) 0

همسة

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ ) ( البخاري ) ، وقد حثَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أتباعَهُ على الجُودِ والكرمِ وبشَّرَهم بالجائزة العظمى والقِيمَةِ المُثْلَى ، ألا وهيَ حُبُّ اللهِ تعالى للكَرَم والكُرَمَاءِ ، والجُوْدِ والأَجْوَادِ الأسخياء ، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنَّ اللهَ كريمٌ يحبُّ الكرم ، ويحبُّ مَعَالي الأخلاق ، ويكره سَفَاسِفَهَا ( مصنف عبد الرزاق ) (موقع الألوكة)
 

كتبه
محمد فنخور العبدلي

 

محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية