اطبع هذه الصفحة


التقوى

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله على إحسانه 00000000000000000
عباد الله : قال تعالى ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) ، الزاد هو ما يأخذ المسافر معه من متاع، وكلنا في حال سفر إلى الله سبحانه وخير ما نتزود به لذلك اللقاء هي التقوى ، والتقوى مأخوذة من الوقاية ، وهو أن تجعل بينك وبين ما حرّم الله حاجبا وحاجزا ، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل ) ، وسأل عمر رضي الله عنه كعبا فقال له: ما التقوى؟ فقال كعب: يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقا فيه شوك؟ قال: نعم ، قال : فماذا فعلت؟ فقال عمر رضي الله عنه ( أشمر عن ساقي ، وانظر إلى مواضع قدمي وأقدم قدما وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة ، فقال كعب: تلك هي التقوى ، تشمير للطاعة، ونظر في الحلال والحرام، وورع من الزلل، ومخافة وخشية من الكبير المتعال 0
أخي المسلم : بالتقوى تفريج الكروب ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) ، وبالتقوى يتسع الرزق: ( ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ، وبالتقوى يقبل العمل ( إنما يتقبل الله من المتقين ) ، وبالتقوى سداد الرأي وتوفيق في النظر ( إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ) ، وبالتقوى حسن العاقبة ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) 0
أخي المسلم : التقوى هي منبع الفضائل كلها فالرحمة والوفاء والصدق والعدل والورع والبذل والعطاء كلها ثمرات من ثمار شجرة التقوى إذا أينعت في قلب المؤمن ، لأن التقوى هي التي تصحبك إلى قبرك فهي المؤنس لك من الوحشة والمنجية لك من عذاب الله العظيم ( دخل علي رضي الله عنه المقبرة فقال : يا أهل القبور ما الخبر عندكم: إن الخبر عندنا أن أموالكم قد قسمت وأن بيوتكم قد سكنت وإن زوجاتكم قد زوجت، ثم بكى ثم قال: والله لو استطاعوا أن يجيبوا لقالوا: إنا وجدنا أن خير الزاد التقوى ) ، التقوى هي خير ضمانة تحفظ بها ولدك ومستقبل أبنائك من بعدك ، قال تعالى ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ) 0
أخي المسلم : اتق الله في عقلك وفهمك وذلك بالانقياد لشرع الله سبحانه قال تعالى ( لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم ) ، ونتقي الله بالتسليم لقضاء الله وقدره : وذلك بأن يعتقد عند المصيبة بأن الله هو المالك وله أن يفعل في ملكه ما يشاء وأنه سبحانه حكيم عليم 0
أخي المسلم اتق الله في قلبك فلا غل ولا حسد:، قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان ، قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد ) 0
أخي المسلم اتق الله في تعاملك فلا غش ولا خداع ولا كذب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار ) ، أو أن يستخدم اسم الله العظيم لترويج بضاعته لحديث ( الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة ) ، أو أن يكتم عيبا لحديث ( من باع عيبا لم يبينه لم يزل في مقت الله ولم تزل الملائكة تلعنه ) ، أو يستخدم الرشوة لتيسير أمره في أمر لا يحق له لحديث ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش ) 0
أخي المسلم اتق الله في مطعمك وشربك فلا يدخل جوفك الحرام ، وإذا أكل العبد الحرام فلا تقبل منه طاعة لحديث ( وإذا خرج الحاج حاجا بنفقة خبيثة (أي حرام) ووضع رجله في الغرز ونادى: لبيك اللهم لبيك ناداه منادٍ من السماء: لا لبيك ولا سعديك زادك حرام وراحلتك حرام وحجك مأزور غير مبرور ) 0
أخي المسلم اتق الله في جوارحك في لسانك: قال عقبة بن عامر ( يا رسول الله ما النجاة؟ فقال: أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك ) 0
أخي المسلم اتق الله في بصرك: قال تعالى ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) قال ابن عباس: (هو الرجل يكون مع القوم فإذا مرت المرأة بهم نظر إليها إذا غفلوا عنه، وإذا فطنوا غض بصره وقد اطلع الله على ما في قلبه أنه يود أن يرى عورتها)، وللحديث: ((والعينان تزنيان) 0
أخي المسلم اتق الله في رحمك: لحديث: ((يقول الله عز وجل: أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته)) 0
أخي المسلم اتق الله في أهلك: فلا ظلم أو سوء عشرة للحديث: ((إن الرجل ليكتب عند الله جبارا وليس عنده إلا أهل بيته)) ، ولا بخل في الإنفاق للحديث: ((كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته)) ، وأن يعدل بين نسائه إن كانوا أكثر من واحدة للحديث: ((من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل) 0
أخي المسلم : للمسلم موقف من التقوى وهو أن تسأل الله أن يجعلك من المتقين للحديث: ((اللهم إني أسلك الهدى والتقى والعفاف والغنى)) ، وغالب النفس بالعمل الصالح لحديث: ((اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) 0
قلت ما قد سمعتم 000000000000000000


 

محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية