اطبع هذه الصفحة


الجوال والطلاب

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


الجوال جهاز حديث الصنع والاكتشاف ومع ذلك فهو مهم جدا لا غنى عنه لأحد ، فليس ثمة شك في أهمية الجوال ، بل الجميع يدرك ذلك ويعرفه ، فله فوائد جمة إذا أحسن استخدامه ، والعجب أنه انتشر بين الناس انتشارا عجيبا كانتشار النار في الهشيم ، فهو بيد الغني والفقير ، والرجل والمرأة ، والكبير والصغير ، فهو بيد الجميع ، حتى أصبح بيد الطلاب يأتون به لمدارسهم ، بعضهم من يحسن استخدامه ، وجلهم عكس ذلك ، مما سبب حرجا وإزعاجا كبيرا للمدارس ، ونحن كمربون وتربويين مسئولين أمام الله أولا ثم أمام أمانة العمل التي تحملناها 0
الجهات العليا ومدراء المدارس ووكلائها ومرشديها ومدرسيها يصدرون التعاميم والتحاذير والعقوبات للطلاب الذين يأتون به لمدارسهم ، ولكن لا حياة لمن تنادي 0
كما أنه لا ينبغي أن نغفل حاجة بعض الطلاب الماسة له أثناء تواجده بالمدرسة لأسباب مقنعة تقتنع بها إدارة المدرسة ، ومن هنا يجب النظر في الموضوع بعين الاعتبار والبصيرة لأجل إيجاد الحلول المناسبة لهذه الظاهرة والمشكلة التي تعاني منها المدارس على حد سواء ، فهي ليست مشكله مدير أو وكيل أو مدرس أو مرشد لوحده بل مشكلة تعم التعليم بأسره 0

قد تصدر بعض العقوبات الفردية بحق الطلاب ، ومع ذلك لا يرتدع الطلاب فيأتون به إلى مدارسهم ، كما أنه لا يوجد حسب علمي نظام صارم للتعامل مع جوالات الطلاب ، وهنا يجب النظر للموضوع من زوايا أخرى تبحث في الحلول ووضع المقترحات والبدائل ، يجب علينا كتربويين التفكير ولو قليلا مع نوع من العقلانية والحيادية لعلنا نجد حلا مناسبا لهذه المشكلة المتكررة ، ولعلي أقدم بعض المقترحات والآراء تتلاقح :

المقترح الأول :

المنع منعا باتا ومتابعة ذلك بجدية ودقة واتخاذ عقوبات تدريجية بحق الطالب وهي :
أ‌- المرة الأولى يكتب على الطالب تعهد بعدم إحضاره مرة أخرى
ب‌- المرة الثانية يكتب على الطالب تعهد وعلى ولي أمره بعدم إحضاره مرة أخرى ويجلد أمام الطلاب 0
ت‌- المرة الثالثة يصادر الجوال لمدة أسبوع مع كتابة تعهد عليه وعلى ولي أمره مع تثبيت مصادرة الجوال ، وجلد الطالب أمام زملائه الطلاب
ث‌- المرة الرابعة يصادر الجوال نهائيا مع كتابة تعهد عليه وعلى ولي أمره مع تثبيت مصادرة الجوال ، وجلد الطالب أمام زملائه الطلاب
ج‌- بعد ذلك يصادر الجوال كلما تكرر الفعل مع الجلد وكتابة تعهد عليه وعلى ولي أمره مع نقله في نهاية العام الدراسي لمدرسة أبعد 0

المقترح الثاني :

أن يسمح للطلاب بإحضار الجوال إلى مدارسهم ولكن وفق التنظيم التالي :
1- تخصيص موظف لهذا العمل
2- غرفة في مكان مناسب
3- تجهيز صناديق حديدية ذات أدراج ومفاتيح مثل صناديق البريد ، وصناديق الأمانات الموجودة في الحرم المكي ، بشرط أن تكون صغيرة الحجم ، وتوضع في الغرفة المذكورة وتسلم الغرفة بما فيها من صناديق للموظف المخصص لهذا العمل ، على أن يكون عدد الصناديق كافي وشكلها جميل وأنيق وترتب حسب السنوات الدراسية ، وترقم ويجعل لها سجلات وفهرسة وسجل استلام وتسليم 00000 الخ 0

آلية التطبيق

1- على الموظف التواجد في الغرفة قبل بداية الطابور الصباحي بربع ساعة لأجل استلام الجوالات والأشياء الأخرى التي يرغب الطالب بحفظها في الصندوق ، ثم يذهب لحضور الطابور 0
2- بعد ذلك تغلق الغرفة ولا يسمح لأحد بدخولها سوى المختصين بها فقط 0
3- يسمح للطالب بعد موافقة الإدارة والموظف المختص بفتح الطالب لصندوقه في الفسحة الأولى إذا قدم أسباب مقنعة لذلك 0
4- بعد انتهاء الدوام تسلم الأمانات لأصحابها وفق تنظيم معين 0
5- تسليم نسخة من مفتاح الصندوق للطالب ، يلتزم بإعادته نهاية العام 0

ملحوظات تخص الموظف

1- مراعاته في الدوام لأجل العدل مع زملائه الموظفين
2- تعدد الموظفين إذا دعت الحاجة لذلك 0
3- بالإمكان جعل أكثر من موظف يتقاسمون العمل بالتساوي ( الموظف الأول يستلم الغرفة نصف الدوام الأول ، والموظف الثاني يستلم الغرفة النصف الثاني من الدوام ) 0
4- لا يحق للموظف فتح الصناديق إلا بوجود الطالب صاحب الصندوق ، فإن خالف فيعاقب بعقوبات مناسبة 0

ملحوظات على المقترحات

تم عرض المقترح على بعض المعنيين بالأمر فأفادوا بما يلي :
1- رفض المقترح الأول والمقترح الثاني وهما المنع بالكلية أو السماح بالكلية ويرون تطبيق آلية خاصة وهي السماح للطالب ذو الظرف الخاص بإحضار الجوال للمدرسة وتسليمه للوكيل أو المرشد ولفترة محدودة تقدر بأيام حسب ظرف الطالب 0
الرد : هنا سوف تحصل مشكلة ألا وهي أن الطلاب سوف يحضرون الجوالات إلى المدرسة بالخفية ولن يبلغوا الإدارة بذلك ، ولأجل المنع من ذلك يتطلب تفتيش الطلاب يوميا وهذا أمر شبه مستحيل لأنه إشغال للكادر الإداري في المدرسة وخصوصا المدارس الكثيرة العدد 0
2- رفع المقترح الثاني بحجة أن هذا التنظيم يحتاج إلى عدد هائل من الموظفين على مستوى الوزارة أو المعاهد العلمية 0
الرد : أولا هذا التنظيم يتطلب عدد من الموظفين لتفعيل التنظيم مما يفتح مجال لإيجاد وظائف لحملة الشهادات الدنيا لأن طبيعة العمل لا تحتاج إلى تخصص أو دراسة معينة ، وثانيا تؤدي إلى ضبط الوضع واستخدام الجوال أثناء الدراسة ، وثالثا يخص المعاهد العلمية فحسب علمي الكثير من المعاهد لديها زيادة في عدد الموظفين 0
3- وضع رسوم على الصندوق يدفعها الطالب 0
الرد : أتوقع أن الرسوم سوف تجعل الطلاب يعزفون عن استخدام الصناديق مما تسبب تجاوزات الطلاب في إحضار الجوال مما يربك الإدارة في المتابعة 0

أنظمة سابقة حول الموضوع

من خلال تداولي للموضوع مع بعض الزملاء في العمل ، فاجأني أحد الأخوة بتعميم صادر من وكالة جامعة الإمام للمعاهد العلمية حول تنظيم استخدام الجوال داخل المعهد ملخصه :
1- تأمين صناديق أمانات صغيرة تمنح للطلاب مجانا 0
2- أو تأمين صناديق أمانات صغيرة تمنح للطلاب برسم رمزي لا يتجاوز عشرة ريالات للفصل الواحد 0
3- إذا أحضر الطالب الجوال ولم يودعه في الصندوق فيكتب عليه تعهد ، ويحسم عليه درجة من السلوك 0
4- إذا تكرر التجاوز بإحضار الجوال الثانية فيحجز الجوال لمدة أسبوعين ، ويحسم عليه درجة ثانية من السلوك ويسلم الجهاز بعد ذلك لولي أمره 0
5- إذا تكرر التجاوز بإحضار الجوال للمرة الثالثة فيحجز الجوال إلى نهاية الفصل الدراسي ، ويحسم عليه درجة ثالثة من السلوك ويسلم الجهاز بعد ذلك لولي أمره مع كتابة تعهد على ولي الأمر0
لكن للأسف أن هذا التنظيم غير مطبق في أغلب المعاهد العلمية حسب علمي القاصر والله أعلم


 

محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية