صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الشكوى وضوابطها الشرعية

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


الشكوى هي الإخبار بسوء فعل المشتكى عليه أو إظهار ما يصفك به غيرك من المكروه ، وقد تأتي بمعنى الغيبة ، والشكوى أو الاشتكاء لفظ مطروق في كتاب الله ، قال تعالى ( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) (86) سورة يوسف ، وكذلك قصة المجادلة كما في قوله تعالى ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) (1) سورة المجادلة ، وقد دلت هاتين الآيتين على جواز الاشتكاء إلى الله عز وجل 0
والشكوى لغير الله مذلة كما في الحديث الذي يرويه العجلوني في كشف الخفاء ( لأن طلب الناس والالتجاء إليهم فيه انكسار للنفس وذلة وحرج 000 ) ، و لا يعني هذا عدم جوازها لأن القرآن الكريم دل على الجواز كما في قصة الأخوين ومحاولة أحدهما ضم نعجة أخيه إلى نعاجه فاشتكاه إلى نبي الله داود ( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ 0000 ) سورة ص ، والصبر عن الشكوى أفضل ، قال رويم ( الصبر ترك الشكوى والرضا استلذاذ البلوى ) ، وقال بطرطوس ( إذا نزلت بالعباد علة فالشكوى إلى الله ) ، والنهي عنها وارد الحديث ( تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم ، فقالت امرأة لم يا رسول الله : قال تكثرن الشكاية ) ، وقال بعض الحكماء ( التوكل على ثلاث درجات أولها ترك الشكاية ) 0
ومما سبق يتضح أن الشكاية جائزة مع الكراهة ، وإذا أراد أحد أن يشتكي فليتقدم بشكواه إلى من عنده حل ونتيجة ، وأن يكون صادقا في شكواه لا يظلم أحدا مهما كان و لا يكذب ولا يقلب الحقائق ، لأن الصدق منجاة والكذب مهلكة 0
ولابد للمشتكي أن يتحلى بما يلي :
1- أن يتقدم بشكواه إلى الله أولا ، وأن يتوكل عليه ، ثم بعد ذلك يلجأ إلى من يتوقع منه المساعدة من خلق الله 0
2- أن يتحرى الصدق في الشكوى ولا يكذب مهما كانت الأسباب فالظلم ظلمات يوم القيامة 0
3- أن لا يتطرق لأمور لا علاقة لها بالشكوى لأن هذا قد يدخل في الغيبة 0
4- أن لا يكون الهدف من الشكوى إزعاج الآخرين 0
أما المشتكى إليه فلا بد أن يتبع ما يلي :
1- قبول الشكوى والنظر فيها دون أي مؤثرات 0
2- أن يمنح صاحب الحق حقه في أسرع وقت ممكن 0
3- أن يعاقب أو على الأقل يعاتب ( أي المشتكى عليه ) إذا أدين 0
4- إن كان المشتكي كاذبا فلا بد أن يعاقب ( بكتابة تعهد أو غرامة مالية أو سجن أو جلد أو 000

وقفات
الأولى : بعض الشكاوى كيدية لابد أن يعاقب أصحابها 0
الثانية : بعض الناس هوايته الشكوى فلا بد من ردعه 0
الثالثة : قد يكون التقصير من المشتكى عليه عفوي وغير مقصود ، فمثل هذا ينبه لذلك دون اتخاذ أي إجراء رسمي 0
كتبه محمد بن فنخور العبدلي المعهد العلمي في القريات

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية