اطبع هذه الصفحة


العصبية بأنواعها

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد

أبي الإسْلامُ لا أَبَ لِي سِوَاهُ ،،،،، إِذَا هَتَفُوا بِبَكْرٍ أَو تَمـــــــيمِ
بدعوى الجاهلية لـــم أجبهم ،،،،، ولا يدعوا بها غير الأثيـــم
دَعيُّ القَـوْمِ يَنْصُرُ مُـــدَّعِيهِ ،،،،، فيُلْحقُهُ بذي النَّسَبَ الصَّميمِ
وما كَرَمٌ ولو شَرُفَتْ جُـدُودٌ ،،،،، ولكنَّ التَّقِيَّ هــــو الكَرِيـــمُ


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعوها فإنها منتنة ) ، إن من أعظم الأسباب التي أدت إلى تأخر الأمة وتخلفها عن ركب التقدم والحضارة ، نشوء النعرات القبلية والعرقية والقومية والمذهبية والطائفية والجغرافية والسياسية والاقتصادية والطبقية واللغوية والعلمية , لقد تناسى هؤلاء أن الأمة العربية كانت أمةٌ مشتتةٌ متفرقة إلى أن جاء الإسلام فَلَمْلَمَ شتاتها ووحد صفوفها , قال تعالى ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) 0
إنها قضية اجتماعية ، بسببها انتشرت البغضاء ، ومنها انبعثت الأحقاد ، ولأجلها رفعت شعارات الشيطان ، ولها تعددت الحزبيات ، ومع كل أضرارها وَجَدَتْ رَواجاً عند ضِعاف الإيمان ، واستغلها الأعداء أبشع استغلال ، لم تدخل في مجتمع إلا فرقته ، ولا في صالح إلا أفسدته ، ولا في كثير إلا قللته ، ولا في قوي إلا أضعفته ، ما نجح الشيطان في شيء مثلما نجح فيها ، شب عليها الصغير ، وشاب عليها الكبير ، تبرز من خلال فلتات اللسان ، وَتَلَوُن الوجوه ، والكتابة على الجدران ، وطاولات الطلاب ، ودعوات الأفراح ، وحملات الانتخابات ، مجالس الدهماء تُرَوِجُها ، وأشعار الجهلاء تُرَدِدُها ، كلما خَبَتْ نارها جاء مَنْ يُسَعِرُها ، ويحذر من نسيانها ، أو الغفلة عنها ، إنها العصبية القبلية المقيتة ، إنها الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب ، إنها الفخر بالأرض والتراب ، إنها الفخر بالعرق واللون ، إنها الفخر بالبلد والجنس ، إنها التعصب للرأي أو العمل أو التخصص ، تعددت ألوانها ، وتنوعت أشكالها ، وساءت تَبِعاتُها ، وقَبُحَتْ دعواتها ، إنها دعوى الجاهلية ، تأصلت فيمن رَقَّ إيمانه ، وضعف يقينه ، وطُمِسَ على قلبه ، وغَفَل عن أصله وحقيقته ، إنها نعرات جاهلية مذمومة ، قال تعالى ( إِذْ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَة الجاهلية وفخرها بالآباء ، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي ، الناس بنو آدم ، وآدم خلق من تراب ، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب ، ولينتهين قومٌ يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجُعلان ) صححه الألباني ، فماذا بعد هذه النصوص أنتم قائلون ، وعلى أي نهج بعدها أنتم سائرون ، وبأي عمل واعتقاد أنتم يوم القيامة على ربكم تقدمون 0
إن ترك التعصب يجعل المسلم يفتخر بإسلامه :
أنا مسلم وأقولها مِلء الورى ،، وعقيدتي نور الحياة وسؤددِ
إن العقيدة في قلوب رجــالها ،، مـــن ذرة أقوى وألف مهندِ
المسلم أخو المسلم ، ولو كان في أقصى الأرض :
أخي المسلم في كــــل مكان وبلد ، أنت مني وأنا منك كروح في جسد
وحدة قد شادها الله أضاءت للأبد ، وتسامت بشعار قل هو الله أحــــد
فالإسلام جمع بين صهيب الرومي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي وأبا بكر العربي تحت راية واحدة ، إن الأخوة الإسلامية تفوق جميع الصلات ، وتتجاوز الحدود ، والروابط الأرضية ، قال تعالى ( إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان ) ، هذا هو الشعار الذي يجب أن يرفع 0
لقد جعل الله البشر شعوباً وقبائل لأجل التعارف لا لأجل التفاخر ، قال تعالى ( وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِل لتعارفواَ ) ، فقد حسمت هذه الآية موضوع التفاخر، فالتعارف المقصود بالآية ليعرف الفرد أهله وفصله وحسبه لا ليفاخر فيه وإنما ليعرف نسبه الذي يرجع إليه فيصل رحمه ، لكن الخطأ حينما يعتقد أن هذا ميزان التفاضل أو يتخذه سبباً للتعالي على الآخرين والتكبر عليهم ، وتقسيم المجتمع إلى طبقات ، فلا يحل لمسلم أن يحقر أخاه المسلم لقبيلته أو لمهنته أو لجنسه أو لجنسيته أو للونه أو لبلده أو لفقره أو لشهادته فالمسلم أخو المسلم ، فربّو أنفسكم وأبنائكم على المبادئ الكريمة ، والخصال الحميدة التي دعانا إليها ديننا القويم ، والحذر الحذر أن تُنْشِئُوْا صغاركم على التعصب أو الافتخار بغير الإسلام والحمد لله رب العالمين 0

كتبه
محمد فنخور العبدلي

 

محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية