اطبع هذه الصفحة


اللبيب بالإشارة يفهم

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على سيد خلق الله وبعد
ذكر في غافر الزمان قصة قد تكون من نسج الخيال ولكني أرى فيها عبرة وعظة وفائدة
وذكري لها لي فيه مغزى اقصد به اللبيب الذي يفهم بالإشارة 0
والقصة : قيل فيها أن رجلا ( راعي أغنام ) يقف على أحد مشارف مدينة ما ، يرعى غنمه حولها مما أنبتت الأرض من خيرات ونعم وأعشاب ألوان وأشكال من فضل الباري عز وجل ، هذه النعم لها وفرة عندما كان الحسد قليل أو شبه معدوم ، الناس يتوافدون إلى هذه المدينة من كل حدب وصوب يطلبون الرزق فيها وهو وفير وفره الباري عز وجل ، فجال في خاطره ( أي الراعي ) أن يكذب كذبة على من يمر عليه من الناس من باب التسلية والضحك على الدقون كما يقال ، فمر به رجل فقير الحال فقال له إن في هذه المدينة التي أمامك رجل ثري يوزع الدنانير والدراهم بلا سبب وبلا شرط أو قيد ، فهرول ذلك المسكين مسرعا إلى تلك المدينة طالبا للمال كما هو حال البعض منا ، وجاءته ( أي الراعي ) امرأة فقال لها ما قال للأول فهرولت تلك المسكينة مسرعة لا تلتفت خلفها تطلب ما عند ذلك الرجل الثري ، هكذا حتى توافد الناس على المدينة يطلبون ما يوزع فيها من الذهب والفضة ، والراعي ينظر لأولئك الناس ويضحك عليهم ، فلما رأى الناس قد تكاثر عددهم وتناقلوا الخبر فيما بينهم يهرولون مسرعين إلى المدينة صدّق الراعي كذبته التي كذبها وقال في نفسه قد يكون الأمر حق ويذهب الناس بالذهب والفضة وأنا أرعى غنماتي ، فترك الغنم بفلاتها وهرول إلى المدينة مسرعا لا يلتفت يمنة ولا يسرة ، ولكنه لن يجد إلا كذبة هو الذي كذبها على الناس ثم صدّقها 0000000هذه القصة أسقطتها على حال بعض الناس في زمننا حيث يكذبون على أنفسهم ثم يصدقون كذبتهم على أنفسهم مقتنعين بذلك ، ثم يجتهدون في إقناع الناس بذلك ، واللبيب بالإشارة ( المعني بهذه القصة ) يفهم في كيفية التعامل معهم والحمد لله رب العالمين 0

كتبه
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في محافظة القريات



 

محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية