اطبع هذه الصفحة


قصص قصيرة مع طلابي ( دفتر يومياته )

فهد بن محمد الهاجري

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 

بوجهه الطفولي وقلبه الأبيض كالثلج بدأت حكايتي معه .

كان الجميع على مقاعدهم الدراسية ، وكانت حصتي الأولى ، وكنت أتجول خلالها في أنحاء الفصل أطمئن  على سير الدرس .

أنت تتحدث عن بداية الصباح الباكر ودائماً بدايات الصباح ما تحمل معها القصص والأشياء الجميلة .

عندما لاحظت أن بطلي في القصة يضع بجانب كتابه المدرسي شيئاً أخر ملاصقاً له تماماً ، شيئاً يمكن أن يشبه أي شيء إلا أن يكون دفترا مدرسياً ، ربما مفكرة ، ربما ملزمة ، أي شيء !

توقفت ، دنوت منه ، وبصوت خافت سعود ما هذا الذي تضعه بجانبك وأنا أشير بأصبعي إليه ؟ ! رفع رأسه وهو ينظر إللي مباشرة ، دفتر يومياتي يا أستاذ ، تخيل أن تكون هذه إجابة تلميذك وأنت أصلا شخص مهتم بعالم الكتابة ، بهذا العالم الفسيح .. بهذا العالم المليئ بالإثارة .

دفتر يومياتك ... ؟! قلتها بتعجب وغرابة .

أعدت طرح السؤال مرة أخرى لاتأكد بأنني قد سمعته بشكل جيد . هز رأسه وهو يؤكد إجابته السابقة .

أكيد بأن تلميذي قد لاحظ ملامح الفرح تظهر على وجهي . في تلك اللحظة ، " دفتر يوميات " يحمله طالب في الصف السادس فعلى غير العادة أن يحدث هذا !

مباشرة أشرت إلى هناك بإتجاه طاولتي حيث " الدفتر الأزرق " وخاطبته بتلك الجملة : " وأنا أيضاً ياسعود عندي دفتر يوميات ، أنا أشبهك .. أنا مثلك .. أنطلقت مسرعاً وأحضرته وقفت مقابلة تماما وأخذت أقلب صفحاته أمامه وأنا أطلعه على بعض أفكاري التي أكتبها .

أراقب حركة عينيه التي كانت تدور مع كل صفحة .

كلانا تقاسم الفرحة في تلك اللحظة ، وجه البشوش كان يحكي كل شىء !

وجدت رفيقاً يشاركني إهتماماتي ، رجعت معه كطفل ، ذات الفئة العمرية هكذا شعرت بنفسي ، تحدثت بحب عن دفتر يومياتي أمامه " كل شىء أكتبه هنا ياسعود " .

الجميع كانوا يراقبون هذا الحدث ، وتعمدت أن أرفع صوتي هذه المره أردت أن يكون الجميع طرفاً في هذه القصة ، وما قد يمكن أن يكون حوار مغلق فيما بيننا جعلته في العلن .

فلربما قد تصيبهم عدوى " دفتر يوميات سعود باطرفي "

قد تكون بذرة فأنا من المؤمنين بمبدأ البذرة ، لأنه هكذا تحدث الأمور ، وأحيانا قد تكون النجاحات الكبيرة من تلك البدايات الصغيرة !

وما زلت أتذكر ذالك الطفل الذي منحه أبواه دفترا يوما ، فأصبح مؤلف الكتاب الذي أقرأه ( متعه القراءة – دانيال بناك) .

 

...
 

15/06/1446هـ

شاركوني أراؤكم وقصصكم :

fmh0021@gmail.com

 



 

فهد الهاجري
  • مقالات
  • قصص قصيرة مع طلابي
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية