اطبع هذه الصفحة


مواقف في حياتي   : كبير السن في جامع الملك فهد

فهد بن محمد الهاجري

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 

كنت في الصف الثاني وكان هو في طرف الصف الأول ،  مكانه المعتاد دائماً،  نظرت إليه طويلا وكان أمامه كيساً أصفر شفاف يحمل بداخله بذور الشعير  وامامي مباشرة علب الماء الذي  يحضرها إلي المسجد بإنتظام، فكان هذا عمله في الحياة " يطعم الحمام الحب ويسقي الناس الماء ".

هذا ما لاحظته عليه من سنوات طويلة .

إقتربت منه ودعيت له من كل قلبي ( جزاك الله ، كتب الله أجرك ) لست أنا وحدي من يحضر الماء ، الجميع يشاركون في سقيا الماء،  كان هذا رده علي .

المشهد الذي أراه كل صباح وفوج الحمام الذي يتجمع حوله وهو يبث لهم البذور وتراه وهو في قمة سعادته " كان يشدني هذا المنظر دائماً  ومدعاة للتأمل " يوجد هناك خيرون على هذه الأرض "حتى وإن أخذ البعض يردد بنقص خيرية الناس وإتهام هذه الحياة والدنيا ما فيها خير ( الخير في أمتي إلى يوم القيامة ) ... إلى أخر يوم في الحياة !

أحب الحياة بمثل هؤلاء البشر، عندما يقدم هؤلاء شيئاً غير المال ، يقدمان الحب  والإهتمام .

جزماً بأن هناك لكل منا مشهداً عالقاً في ذاكرته لمثل هذا الإحسان، من يلتقطه ويوظفه لصالح خيرية الناس  و الحياة .

كنت ولا زلت ضد النزعة المتطرفة للناس والحياة  وهذا سر كتاباتي في سرد قصص هؤلاء .

ها أنا أراه الأن وهو يحمل كيسه ليخرج ويطعم الطيور الجوعانة وربما أنها هى تنتظره فى الخارج الأن وبالمناسبة تذكرت الحديث : ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا – يعني جوعانة – وتعود بطانا – يعني شبعانه ) .

...

تنويه :

كتبت هذه القصة وأنا أراه أمامي بعد صلاة الفجر .

صباح الخميس 02/07/1446 هـ

شاركوني أراؤكم وقصصكم :

fmh0021@gmail.com



 

فهد الهاجري
  • مقالات
  • قصص قصيرة مع طلابي
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية