صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







( رفاق الدبلوم )

فهد بن محمد الهاجري

 
بسم الله الرحمن الرحيم


أتصفح قبل أيام دفاتري القديمة فوقع بين يدي ملزمتي الجلدية بلونها الأزرق المتميز والتي كانت ترافقني في محاضراتي فتحتها فإذا بالذكريات تعود سريعاً للوراء حيث دراسة الدبلوم العالي للتوجيه والإرشاد كما هو مسمَّى الوثيقة عام 1432هـ .
كانت تلك التجربة من أثرى التجارب في حياتي. ومن شدة حبي لها فإن المشاعر فيها مختلطة فمن أول لمحة قرأت فيها طلبكم بالحديث عن ذكريات الجامعة والأفكار أخذت تتقافز إلى ذهني حتى كادت تخطف مني صلاتي، جمال تلك التجربة والشعور تجاهها بالامتنان إنما كان مرتبطاً بجمال نتائجها والتي أضافت لحياتي الشي الكثير فالحقيقة أنها كانت أكثر من كونها (مشروع تعليمي) بالرغم من أهميته، كانت شيئاً فريداً عشته وللحديث عن ذلك الطموح فإن الذاكرة هي الملاذ لاستدعاء تلك الذكريات الجميلة .

أهمية الصديق في حياتي من أهم الدروس التي تلقيتها من تلك التجربة ذلك الصديق الذي يحفزك دائماً لتكون الأفضل، الذي يحب لك النجاح كما يحبه لنفسه، صديقي مهدي القحطاني كان من هؤلاء النوعية من الأصدقاء فهو من أخبرني عن برنامج الدبلوم فأنا لم أكن أعلم عنه شيئاً وشجعني عليه حيث كنا نعمل سوياً في مهنة واحدة "التعليم" فوافقت وأنا أجهل كل التفاصيل لثقتي الكبيرة فيه ومن هناك كانت البداية.

وقبل أن أتجاوز الحديث عن صديقي الإيجابي حصلت لي معه قصة ملهمة هي المرة الأولى التي أتحدث عنها ففي يوم تخرجنا وبعد حفل توزيع وثائق التخرج وبعد أن ودَّع الجميع بعضهم البعض خرجنا سوياً وأتذكر تلك اللحظة بتفاصيلها عندما أوقفني وكنا نسير على أحد ارصفة الكلية، التفت إلي، أمسك بيدي، نظر إلي وقد كان لنظرته بريقاً خاصاً وقال بنبرة يملؤها الطموح : فهد ما رأيك أن نؤلف كتاباً عن الطفل ..؟ فكل المعلومات الأكاديمية التي تلقيناها عن خصائص تلك المرحلة يمكن أن نستثمرها في مؤلف وبلا تفكير ومن دون تردد وافقت على الحُلم المشترك، ومن تلك الليلة تم الاتفاق على مشروع ثقافي (كتاب يتحدث عن الطفل) تخيلوا يمكن أن تُصاغ الأحلام بهذه البساطة، عملنا سوياً لسنوات لتحقق الحلم وبالرغم من كل التحديات التي واجهتنا نقدم اليوم خبراً حصرياً لحساب ⁦جامعات الشرقية بصدور النسخة الأولى من الكتاب: (الطفولة حياة تستحق أن تعاش) في صيف هذا العام 1441هـ جمال التجربة مرتبطاً بنتائجها
‏وتلك هي النتيجة الأولى.

الأصدقاء الجدد الذين دخلوا حياتي كنت أود الحديث عنهم منذ زمن بعيد أصبحت الآن الفرصة مواتيه لأعبر عن مشاعري تجاههم "أحبهم، أحترمهم، أقدرهم" وتغمرني السعادة بوجودهم وبالانتماء إلى هذا المستوى الراقي من الصداقة وممتن كثيراً بالتعرف عليهم، ‏وألهمني ما قاله مارك توين: ( أصدقاء جيدون وكتب جيدة وضمير نائم تلك هي الحياة المثالية ) اصطلحنا سوياً على تسمية تلك المجموعة الدراسة برفاق الدبلوم .
الدارسون: وتطلق على الذين عادوا لصفوف الدراسة بعد انقطاع لظروف الوظيفة والعمل، الذي خفف وطأة العودة تلك الأرواح الإيجابية التي احتشدت في قاعة التدريس لم نشعر بأننا غرباء عن بعضنا فمنذ الوهلة الأولى تآلفت الأرواح المحاضرون كانوا يعبرون عن تلك الروح التي كانت تسود المكان .
كان لدي وصف تجاه تلك المجموعة المتطلعة، كان لا يمكن إلا تنجح مع هؤلاء الأفراد كان لديهم سلوك روحي يلهمك بأننا هنا لننجح سوياً لنحقق طموحاً واحداً كان سلوكاً بلا تعالي .. بلا حسابات أخرى!
‏ لكل منهم دوره المجتمعي البارز حديثي عنهم لا يوفيهم حقهم، كانت أكثر من مجرد دراسة كانت هناك صداقة حقيقية .
‏جمال التجربة مرتبطاً بنتائجها
‏وتلك هي النتيجة الثانية .

رسالتي بعد هذا السرد حاول ألا ترفض كل تجربة جديدة قد تأتيك وأنت تسير في دروب الحياة، ماجد أبا الخيل أحد الأصدقاء الذين تعرفت عليهم في الدبلوم والذي كان له دور بارز في إنشاء ⁦مشروع العناية بالمصاحف المستعملة ( تعظيم ) اقرأ
مقال: أجمل قصة كتبتها في حياتي عبر الرابط :
‏‪almeshkat.net/book/14815‬
‏جمال التجربة مرتبطاً بنتائجها
‏وتلك هي النتيجة الثالثة
الإرث الأهم من تلك التجربة المعرفه، التطوير، الخبرة، اكتساب علاقات جديدة مع هيئة التدريس فكانوا مرجعاً للاستشارة حتى بعد تحقق الحلم .
‏وثيقة التخرج توَّجت تلك التجربة بكاملها .
‏جمال التجربة مرتبطاً بنتائجها
‏وتلك هي النتيجة الرابعة .
قبل مغادرتي حديث الذكريات ما رأيكم بالعودة سريعاً إلى ملزمتي الجلدية لأنقل لكم بعض المعرفة التي دونتها من قاعة الدراسة
معلومات أقرب إلى الأكاديمية عنوانها الرئيس الإنسان وعالمه النفسي :
‏• الذات: نظرة الفرد عن نفسه .
‏• السعادة الراجعة: يعوض لحظات الحزن .
‏• فارق النضج: الحقائق الذي يطرحها صاحب الستين وصل إليها ذو الأربعين .
‏• البساطة لا تعني السطحية إنما تعني تفهم لجميع الناس .
• الثقافة تحترم لأنها نتاج إنساني .
‏( د. عبدالعزيز المطوع )
‏• هناك فرق بين أنا فاشل / طريقتي فاشلة
‏طريقتي يعني الفعل هذه أدق .
‏• إذا أردت أن تمتلك أي إنسان حسِّسه بآدميته . (د. منصور حسنين )
‏• حتى في الوداع الأخير يكون الإنسان اجتماعياً حيث يحمل نعشه مجموعة من الناس .
• النقد مقصده: الذي يعجبني والذي لا يعجبني .
‏• أنا أباك بما أقدمه لك من حب من اهتمام وليس من خوف ورعب . (د. منصور حسنين)
‏• كن متفرداً فلا أحد يشابه تكوينك في الحياة .
شعرت الآن بأن ذكرياتي عادت لها الحياة عندما دونتها .



 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فهد الهاجري
  • مقالات
  • قصص قصيرة مع طلابي
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية