اطبع هذه الصفحة


اللحظة الرهيبة

عبدالله بن أحمد الحويل
@alhaweel

 
مات (فلان)!!!
عبارةٌ تقرع أسماعنا كل يوم، وكلمةٌ توسّع أحداق أعيننا فزعاً عندما تتهادى إلى شاشات هواتفنا كل حين
فتلف أرواحنا هيبةٌ عظيمةٌ، وتسكن قلوبنا رهبةٌ أليمةٌ
إنها رهبةُ الموت، وكفى بالموت رهبة
نخشى الموت بقدر تعلقنا بالحياة
ونفر منه بسرعة لهاثنا على الدنيا
ونكره لحظته بقدر حبنا للعيش
لكن تعلقنا بالحياة لن يبدد خشية الموت
وفرارنا من التفكير فيه لن يحمينا من ملاقاته
وكرهنا له لن يبعدنا عن لحظته
هو مصيرٌ محتوم لا بد أن تلاقيه، وقدرٌ مكتوب لا يمكن توقّيه
لحظةُ الموت لحظة الرهبة المفجعة لأنه ينقلنا إلى مصيرٍ مجهول، وعالمٍ غير متصور بالعقل، ودارٍ لا ندرك كنهها على الحقيقة
لحظةُ الموت هي البوابة التي تنقلنا من دار الدنيا إلى دار البرزخ وكل إنسان كان ميتاً في
عالم العدم ( الغيب ) ، ثم انتقل إلى عالم الرحم بكلمة كن ، ثم انتقل إلى الحياة الدنيا بالولادة ، وسينتقل إلى عالم البرزخ بالموت ، ثم ينتقل إلى عالم الآخرة بالبعث
لحظةُ الموت هي لحظة رفع التكاليف وبدء الحساب وهنالك (توفى كل نفس ماكسبت)
لحظةُ الموت هي لحظة تبصر فيها_ لأول مرة_ الملائكة يستقبلون انتقالك إلى عالم البرزخ ببشارةٍ أو وعيدٍ.
لحظةُ الموت هي اللحظة التي ستقطعك عن عالم الدنيا ثم ستتمنى بعدها الرجوع إليها صارخاً ( رَبِّ ارْجِعُونِ (99)لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ) فيأتي الجواب ويا له من جواب يفجر الحسرات ( كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
لحظةُ الموت هي أخطر لحظة ستمر بك
فيا ليت شعري كيف سيكون حالنا وقتها
اللهم أحسن ختامنا، وتوفنا على الإسلام والسنة، ووفقنا للتوبة النصوح قبل الموت، وثبتنا عليها

عبدالله بن أحمد الحويل
1436/5/12

 

عبدالله الحويل
  • مقالات
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية