اطبع هذه الصفحة


فيس بوك وتويتر في مجتمعنا إلى أين ؟
(joma564) 12/5/1433هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله خلق الخلق بقدرته،وأنزل المطر برحمته،ويدبر الأمر بحكمته.فله الحمد على جزيل نعمته وعظيم منته،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له في ربوبيته ولا في إلهيته ولا في أسمائه وصفاته، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله سخر جميع نعم ربه عليه لإبلاغ رسالته ودعوته،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وطريقته.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله يمنحك ربكم فرقاناً بين الحق والباطل تميزوا به إذا اختلطت الأمور فلم يتبين منها الصالح من الطالح يقول ربنا جل في علاه:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }(الأنفال:129).بينما ثلة من الشباب يتحاورون عبر الفيسبوك إذ دخل معهم على الخط رجل أجنبي يدعي الحيرة وأنه يبحث عن الإسلام،وطلب زيارة الشباب ليدلوه على طريق الحقيقة،ففرح الشباب بذلك وجمعوا على قدر حالهم مالاً وصنعوا له طعاماً في الموعد الذي حدده لزيارتهم طمعاً في أن يفوزوا بهدايته للإسلام،فلما حضر رأوا عجباً فالرجل ليس بذاك الحائر!! يتقن اللغة العربية!يتحدث حديث الواثق من نفسه!يتحدى حجج الشيخ أحمد ديدات رحمه الله في مناظرته للنصارى!والطامة الكبرى أخبرهم بأنه نقل خمساً وعشرين صديقاً سعودياً له في جدة من الإسلام للمسيحية!!.هذا اختصار لخبر نشرته صحيفة سبق الالكترونية.شباب يتنصر،وآخر يلحد ويستهزئ ويسيء لله ورسوله وللدين،ترويج للمخدرات،فتيات وفتيان يتمردون على ضوابط الدين ويعلنون الحرية المطلقة،علاقات آثمة بين الشباب والفتيات وابتزاز وانحراف حتى للمتزوجات في البيوت،ذكر لي رجل قال أهديت لزوجتي جهاز (آي باد) ثم بعد فترة وجيزة أخذت أقلب فيه فإذا لها أصدقاء من الشباب تحادثهم عبر الشات!!. زلزلة وخلخلة ليس فقط للبيوت ولثوابت الدين والمجتمع والأخلاق بل حتى لأمن البلاد،فهناك التنادي للتجمعات والتجمهرات،والمظاهرات،وكم من بلد مجاور انطلقت شرارة إسقاطه من هنا من فيسبوك وتويتر.فنقول:كفى فيسبوك.كفى تويتر إلى أين تذهبان بمجتمعنا؟.فلا إله إلا الله هل بلغ من قوة هذا النظام الإلكتروني أن يخلخل ثم يهدم معتقدات وقيم وأخلاق مجتمعات وأمم راسخة كأمة الإسلام؟.هل بلغ من قوته أن يسقط نُظُمَاً سياسية ما كان يخطر على بالهم وعلى بال المراقبين أنها تسقط ؟. يقف المرء في حيرة من أمره أين يكمن الخلل هل هو في قوة هذا النظام أم في ضعف بناء أفراد الأمة وجهلها بالعاقبة؟. أخي الحبيب إني لأخشى أن يقع ابني أو ابنك،أو ابنتي أو ابنتك،أو زوجتي أو زوجتك في هذا الفخ الكبير الذي ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب؛والله يحذرنا بقوله:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }(التحريم:6).والسؤال:هل الحل في الحجب والمنع؟.فأقول:قد مضى زمن الحجب، ومضى زمن الاستعباد الفكري والجسدي،ومضى زمن لا أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، فقد هتكت التقنية بكل قوة وقسوة خصوصيتنا،وأصبحت تلج مع أبنائنا وأهلينا حتى في غرف نومهم،بل حتى في دورات المياه معهم أعزكم الله،إذاً ما المخرج؟. أقول أحبتي إن تعلية الأسوار مهما كان ارتفاعها وقوتها يوماً ستهدم،فإن لم يكن من خلف الأسوار يتقن السباحة لا نلومه إذا غرق. وقد فُتح على أجيال الأمة المعاصرة طوفان وليس سيل من الفتن المحيرة المربكة ولا مخرج لنا إلا بالالتجاء إلى الله نطلب منه العون والتثبيت لنا ولأولادنا وأزواجنا وأمة الإسلام عامة،ثم أن نجتهد في التربية على مستوى الأسرة،وعلى مستوى المجتمع،نجتهد في التربية الإيمانية القوية التي تولد الرقابة الذاتية والمخافة العظيمة من الله الجبار سبحانه،فالرقابة الخارجية مهما عظمت تظل لا تساوي شيئا أمام الرقابة الداخلية،نربيهم على أخذ الدين عن اقتناع لا عن تقليد،حتى يستطيعوا أن يدفعوا الشبهات عن أنفسهم وعن مجتمعهم، نشعرهم بدورهم الخطير في ثبات الأمة والدفاع عن الدين ونجعلهم جزء من منظومة الدفاع عن عقيدة ومبادئ وأخلاق الأمة،كل هذا يحتاج لجهد مضاعف، ولا يكفي أن يتبناه فرد بل لابد وأن تتبناه الدولة وجميع المؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية في المجتمع،وكم أتمنى أن تتبنى ذلك أحد المؤسسات الدعوية أو الاجتماعية لتقديم خطة واضحة المعالم،محددة الأهداف،وخطوات التطبيق، بآليات قابلة للتنفيذ،وإني من هذا المكان أحذر إن لم يتم تدارك الأمر،ويتداعى العقلاء والمخلصون في بلاد الحرمين لوضع الحلول لهذا الخطر،الداهم فإني أخشى ان يدخل الفساد جميع البيوت بلا استثناء،وأن ننام ونفيق وقد تحول مجتمعنا من مجتمع تجمعه عقيدة وقيم ومبادئ واحدة لمجتمع يمور بالصراعات الفكرية والعقدية والتي قد تتطور لنزاعات عسكرية،ياقوم احذروا،ياقوم احذروا،ياقوم احذروا،واسمعوا لربكم إذ يقول:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ()وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }(الأنفال:24-25).

الخطبة الثانية:
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أمابعد:فاتقوا الله عباد الله وأتمنى على كل واحد منكم أن يدخل بعد عودته لبيته على تويتر أو قوقل ويكتب "وداد خالد" ليرى مثالاً عملياً على ما يحدث لأبنائنا ومدى الاستهداف والمكر الذي تمر بها بلادنا الحبيبة،عباد الله إن خير وسيلة للدفاع الهجوم،ومن يتعلم السباحة للإنقاذ خير ممن يتعلمها لمجرد السباحة؛فلنغرس في أولادنا أمرين الأمر الأول: أهمية العلم الشرعي وأنه ليس قصراً على طلاب الشريعة فقط،بل لابد أن بتعلم المرء من الشرع ما يستطيع أن يدفع به الشبه ويعينه على عبادة الله على بصيرة،الأمر الثاني: أن يكون دخولهم في الفيسبوك أوتويتر هو بهدف هداية الناس ومواجهة الأفكار الضالة والدعوة إلى الله بما يعلمون وإن أشكل عليهم شيء يعودوا للعلماء فيه،وكم أتمنى على قادة الفكر الشرعي أن يُكَوُّنوا مرجعية شرعية إلكترونية لهذه الوسائل التقنية،عباد الله التقنيات الجديدة سلاح ذو حدين،وكم من الشباب من استخدمها في الدعوة إلى الله وتبصير الناس بأمور دينهم ، وكما يهدف الأعداء من خلالها لإفساد أبنائنا لم لا نستثمرها نحن لإصلاح أولادنا بل إصلاح العالم،وأرى والله أعلم أنه أصبح من الواجب على حملة العلم الشرعي وأعلام الدعوة النزول للميدان عملاً بقول الله تعالى:{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (آل عمران :104).

 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية