صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







متى ننتهي من هذ الدوامة؟
(joma617)20/12/1434هـ )

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله الذي لا يُرد أمره ،ولا يُهزم جنده،ولا يُخلف وعده،أحمده جل شأنه وأشكره الذي أنعم علينا بنعمة الأمن والإيمان منحة من عنده،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً رسوله وعبده،صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله، واعلموا رحمني الله وإياكم أن من أخذ بالتقوى فاز ونجا ومن أعرض عنها وعصى ربه فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً؛قال الله في محكم التنزيل{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا()وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا()إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا } (النساء:131-133). أخي الحبيب إذا كنت منهمكاً في إنجاز أعمالك المهمة ثم جاءتك بعوضة أزعجتك بطنينها كلما دفعتها عادت فما الحكمة أتتركها حتى تلهيك عن إنجاز مهامك؟ أو أنك تخشى أن تلدغك لا قدر الله وإن كانت لدغتها خفيفة في البداية لا تلقي لها بال،بيد أنها قد تنقل لك مرضاً مميتاً.إذا كنت منهمكاً في عملك وإذا بذبابة تقع على القاذورات ثم تحاول الالتصاق بجسدك وكلما أبعدتها عادت ما العمل الأفضل معها؟ هل تسمح لها بنقل القاذورات إلى جسدك أو طعامك؟. أوليس من الحكمة أن تضع حداً لأذيتها وتنتهي من شرها؟.أخي الفطن اللبيب هل فهمت ما أريد ؟. هناك فئة امتصت وتغذت على الفكر العلماني الخبيث فجاءت لتلدغ مجتمعنا الطاهر وتنقل إليه عدوى تميت الأخلاق والقيم و قبل ذلك الدين!.فهل نسمح لها بذلك؟.هناك فئة تشبعت من قاذورات الغرب وجاءت لتقع وتلوث جسد هذه الأمة الطاهرة!.فهل نسمح لها بذلك؟.أحبتي في الله إن أخطر ما في المجتمعات أن تعيش فيها حيات تنتظر لحظات ضعف أو غفلة لتلدغها لدغة مميتة؛عباد الله إن من يدَّعون المناداة بحقوق المرأة ما هم إلا فئة مندسة تهدف لخلخلة هذه البلاد التي قامت على أساس الدين والشريعة،وهاهم يستغلون فترات يظنون فيها أن الدولة تمر بمرحلة ضعف ليبرزوا رؤوسهم وينفثوا سمومهم؛ فهذه الفئة في عام 1411هـ وأثناء انشغال البلاد بحرب الخليج الثانية خرجت سبع وأربعون امرأة وقدن السيارة بأنفسهن في شوارع الرياض؛وفي عام 1432هـ وبينما الدول من حولنا تمور بما عُرف إعلامياً بالربيع العربي حيث بدأت تهتز دول وتتساقط أنظمة؛خرجت الأفاعي مرة أخرى تحت شعار سأقود سيارتي بنفسي وقدن النساء السيارات،وتمت مخالفتهن من قبل الجهات الرسمية،وفي هذا العام وفي ظل توتر علاقات مملكتنا الحبيبة مع بعض الدول العظمى بدأ التحريض للمرة الثالثة والتنادي لكسر هيبة الدولة ومخالفة أنظمتها جهاراً وتحدي فتاوى كبار العلماء،وكان المقرر لها أن تكون غداً يوم السبت القادم. وهذا السلوك يعرف في التنظيمات الدولية بإعلان العصيان المدني،يتم كل هذا رغم تحذيرات الدولة المعلنة والمعممة للجميع بتجريم التحريض والتجمعات التي تهدف للمساس بوحدة أو أمن البلاد،وفي كل مرة نرى أن الأمر يزداد خطورة ويتضخم وتتعدد وسائله؛فكم اشترك في الحملة الأخيرة من وسائل الإعلام وكتاب الأعمدة في الصحف اليومية لإقناع الناس بعدالة هذه المطالب،وحبس الناس في مجتمعنا انفاسهم خشية حدوث فتنة وصراع ينتقل للشوارع بين دعاة إفساد المرأة والمدافعين عن قيم وأعراض المجتمع،بيد أنه من فضل الله العظيم أن وفق هذه البلاد لتؤكد تمسكها بالفضيلة ومحاربة الرذيلة،ووقوفها بجانب الفتاوى الشرعية المعتبرة التي أكدت على خطورة إقرار مثل هذا العمل،فكان بيان وزارة الداخلية بمواجهة أي تظاهرة تكون يوم غداً بكل حزم.ومن هنا نقول لولاة أمرنا نعم سيروا ونحن معكم يداً واحدة ضد كل من يهدف لزعزعة أمن هذه البلاد أو محاولة المساس بدينها ومبادئها،أحبتي في الله إن بلادنا الحبيبة تمر بمرحلة دقيقة من عمرها وتحتاج من الجميع أن يقف معها وقفة صادقة ، فقد كشر الأعداء عن أنيابهم ، وكثر من يريد الشر والسوء بها،ولن نُعَز وننصر إلا إذا تمسكنا بديننا وعقيدتنا وهويتنا الإسلامية،ونصرنا دين الله في أنفسنا وفي مجتمعنا،وقد وعد ربنا وربنا لا يخلف الميعاد بقوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ()وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ()ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ()أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا()ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ } (محمد:7-11).

الخطبة الثانية :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل الله ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أنه لاسعادة لنا ولا تقدم ولا أمن ولا رخاء إلا إذا تمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا ليس من عندي بل هي سنة ربانية قررها ربنا في كتابه بقوله:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(الأعراف:96). والحاقدون الذين يريدون زوال ما نعيشه من نعم يعلمون أنه لن يتغير ما بنا من نعم إلا إذا غيرنا في علاقتنا مع الله وشرَّعنا للفساد لأن الله يقول:{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (الأنفال:53). أحبتي في الله إن النار إذا تركت عَظُمَت وعَظُم خطرها وقد يصعب السيطرة عليها،ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين،وهذه هي المرة الثالثة التي تكرر فيها هذه الفئة محاولتها لكسر هيبة الدولة ونشر الفتنة في البلاد،وأتصور أن بلادنا التي نجحت بفضل الله في معالجة فتنة الإرهاب والتكفير أنها قادرة على معالجة هذه الفئة من خلال المناصحة ومن لم يستجب فإن شرع الله موجود للحكم عليه،ويجب أن يحاكم كل من يهيج الفتنة من كتاب الأعمدة ورؤساء تحرير الصحف وغيرهم ممن أيد فئة تريد كسر هيبة الدولة وإثارة الفتن في بلادنا الآمنة وفي ظروف أحوج ما يكون فيه المجتمع للتماسك والتآزر.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية