اطبع هذه الصفحة


التحذير من كرتون 99
(joma627) 9/2/1435هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، أحمده جل شأنه على نعم متتابعة فاقة الحصر والعدد،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ولايرجى من سواه العون والمدد،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.أمابعد:فأوصيكم ياعباد الله ونفسي القاصرة المذنبة أولاً بوصية الله العظيمة التي أوصانا بها بقوله جل في علاه :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران:102).

أمة الإسلام العظيمة إني أود الحديث اليوم عن جريمة عظيمة بشعة يقف لها شعر الرؤوس وتتفطر من أجلها كمداً القلوب الحية.عباد الله أمانة عظيمة وضعها الله في أعناقكم وأمركم بالحفاظ عليها،فماذا فعلتم تجاهها؟.أتدرون ما تلك الأمانة إنها المحافظة على أجيال الأمة المقبلة وعلى من يقوم على تربيتهم ليس في مجال الطعام والكساء والدواء فقط بل فيما هو أهم من ذلك وهي الأفكار والمعتقدات؛فخاطبكم سبحانه جل في علاه بخطاب عظيم فارعوا آذان قلوبكم لخطاب ربكم إذ يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(التحريم:6).وإن أهم ما يقي العبد النار توحيد الله صحة العقيدة الإسلامية الصافية،لذا كان الأنبياء عليهم السلام حريصون على ذلك مع ذرياتهم حتى وهم في سكرات الموت؛إني سمعت ربي وربكم يخبرنا بأمثلة من ذلك منها قوله جل في علاه وتقدس{أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}(البقرة:133).أحبتي في الله قد يقول قائل ما بال هذا الخطيب يحدثنا وكأننا نعيش في بيئة شرك!.فأقول أحبتي إن أولادكم خاصة وأولاد المسلمين عامة مستهدفون في عقيدتهم وفي توحيدهم،ونحن اليوم في عالم أصبحت فيه أفكار الإلحاد والانحراف والشرك تتقاطر على بيوتنا من كل حدب وصوب من وسائل التواصل الاجتماعي لمواقع الإنترنت للقنوات الفضائية،وإني اليوم أقف محذراً من جريمة عظمى ترتكبها قناة فضائية مع الأسف قل أن يخلو بيت من مشاهدين لها لأنها مخصصة في معظمها للأطفال والشباب في سن المراهقة،وتزداد خطورة هذه القناة في ظل تسيب في بعض البيوت فلا الآباء ولا الأمهات يراقبون ماذا يشاهد أطفالهم،وأصبحت أسهل وسيلة للتخلص من إزعاج الأولاد وكثرة حركتهم في البيت أن نفتح لهم قناة لأفلام الكرتون ونتركهم يشاهدونها،والجريمة التي ترتكبها هذه القناة أنها تبث حالياً فلماً كرتونياً باسم تسعة وتسعين هذا الفلم القذر الذي تجرأ على ذات الله جل في علاه وجسد تسعة وتسعين اسماً لله في صورة رجال ونساء وأطفال،بل وبدأ يشكك في صفات الله العظيمة فجعل اسم عليم لطفل فهذا الطفل يعلم بالشيء قبل وقوعه ثم في حوار ينقصون من نسبة ذلك العلم شيئاً يسيراً والله يقول في كتابه :{ أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ()قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}(النمل:63-64). وهذا الفلم في مقابل أنه يشكك في قدرة العظيم سبحانه،فهو يدعو للوثنية حيث يعيد تلك القدرات التي أكتسبها الأبطال التسعة والتسعون على حد زعمهم إلى حجارة،أيها الفطناء ماذا يريدون من أنتجوا هذا الفلم وروجوا له أيريدون أن يسابقوا النصارى الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة،ليغرسوا في قلوب وتصورات أولادنا أن الله يتكون سبحانه من تسعة وتسعين من أخلاط الرجال والنساء والولدان؟.{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبً}(الكهف:5).عباد الله احذروا ..ثم احذروا..ثم احذروا من أن ندع عقول و قلوب أولادنا مفتوحة لتلك القناة المجرمة البائسة؛وأبشروا بالنقمة عليهم من الله القوي المقتدر فإني سمعت ربي وربكم يقول:{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ()مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} (إبراهيم:42-43).

الخطبة الثانية
الحمد لله ولي الصالحين وقاصم الجبابرة والمعاندين ، أحمده سبحانه وأشكره تكفل بنصرة هذا الدين ولو بعد حين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له الملك الحق المبين،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صادق الوعد الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الغر الميامين.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أن سني الطفولة الأولى هي أخطر مراحل العمر فإما أن ينشأ فيها الطفل على الخير وإما أن يغرس فيه الشر والسوء والانحراف أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله:((مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ (وَيُنَصِّرَانِهِ)أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً (بَهِيمَةً جَمْعَاءَ) هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه [فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ]))(البخاري،ح(1359)). أحبتي في الله دعوني أذكر لكم قصة وقعت معي شخصياً لترون أثر الإعلام على الكبار فضلاً عن الصغار : كنت يوماً ومعي رجلاً نسير وسمعنا الآذان فقال الرجل معجباً ومعلقاً على صوت المؤذن الندي كم يشبه آذان هذا الرجل أذان بلال رضي الله عنه فالتفت إليه وقلت أين رأيته!.وكيف سمعت صوته!.فقال:شاهدت فلماً يُمثل فيه بلال رضي الله عنه ، لكم أن تتخيلوا أحبتي إذا كان رجلاً كبيراً عاقلاً رسخ في عقله الباطن من فلم أن هذا أذان بلال رضي الله عنه ، فكيف بطفل صغير ماذا سيرسخ في ذهنه من معتقد باطل عن الله قد لا يستطيع بعد ذلك أن يمحوه أحد إلا إذا أراد الله،أحبتي في الله المشروع أكبر من فيلم فهناك مجلة ستصدر بنفس الفكرة،وسلسلة من المطبوعات وغيرها،وقد صفق لهذا الفلم وأثنى عليه رئيس دولة كبرى!.والمشروع مقدم تحت هدف ساذج يدعي البراءة وهو تصحيح صورة المسلمين أمام الغرب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، سبحان الله نصحح صورتنا ونخرب عقيدتنا،أحبتي في الله بعد أن سمعنا ما سمعنا وهو غيض من فيض يبقى السؤال المهم ما دورنا؟. أقل ما في الأمر أن تعود لبيتك وتحذف هذه القناة القذرة من الرسيفر وهي (Mbc3)، وتسعى جاهداً مع أقرباءك وزملاء العمل وأصدقائك وجيرانك لحذفها والتحذير منها.فقلي بربك إن لمن تغضب لربك فلمن تغضب؟.

 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية