اطبع هذه الصفحة


فايروس كرونا
(joma635) 4/7/1435هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله خضعت الخلائق لعظمته،وذلت الجبابرة لسطوته،أحمده جل شأنه وأشكره شملنا بعفوه ورحمته،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ولاراد لإرادته،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحابته وعترته.أما بعد:ف { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران:102).
 فايروس كرونا أصبح حديث المجالس وشغل كثير من الناس،لما يتسبب فيه من وفيات لبعض من أصابهم وقد بدأ ينتشر في البلاد. والسؤال من خلق فيروس كرونا؟. { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } (الزمر:62).
هل يتحرك هذا الفيروس ويصيب الأفراد ويقضي على من يقضي عليه منهم بإرادته أم بتصريف وقضاء الله وقدره؟.اسمع لربنا إذ يقول: { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } (هود:6).
ما العبرة التي نخرج بها من انتشار هذا الفايروس وهو مخلوق صغير لايرى حتى بالمجهر العادي،وكيف يصرع الرجل القوي المفتول العضلات الذي يزني ويسرق ويسفك الدماء ويأكل الربا ويعصي ربه وخالقه.
هل أدرك الإنسان عندها معنى قول الله { ...وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفً } (النساء:28).
ألا نحتاج أمام هذا الوباء أن نراجع أنفسنا ونقيِّم علاقتنا مع الله ومع عباد الله الصالحين خشية أن يكون انتشار هذا الفايروس نوع من عقوبة أو إنذار بقرب عقوبة أكبر فالله جل في علاه يقول: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } (الشورى:30).
هناك جهود كبيرة مشكورة تبذلها وزارة الصحة وغيرها لمواجهة خطر هذا الفايروس بيد أن السؤال: هل وضع القائمون على تلك الجهود وخطط المكافحة ضمن خططهم بند الرجوع إلى الله وعدم الاعتماد على الوسائل المادية البحتة فقط،فالله يعرض علينا عونه ورحمته فقط علينا أن نقبل عليه وندعوه فهاهو جل في علاه يقول : { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ } (النمل:62).

الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه.
أما بعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أنَّا مطالبون باتباع واتخاذ الإجراءات المادية والعلمية للوقاية من هذا الفايروس فقد قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا)) (البخاري،كتاب الطب،ح5287).
مع الإيمان الجازم بأهمية التحصين اليومي لنا ولأولادنا وأهلينا،فإذا أنت قرأت المعوذات وتعوذت بالله من شر ما خلق دخل ضمن من تعودت منهم هذا الفايروس،وفي الصحيح عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةِ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((إِذَا نَزَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلًا فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ))(مسلم،في التعوذ من سوء القضاء،ح(4882)).
ومن سبل الوقاية ياعباد الله التوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب والمعاصي حتى لا يعرض الإنسان نفسه لنقمة القوي المنتقم،وليست القضية محصورة فقط في فايروس كرونا فإن الله إذا غضب على عبد أخذه أخذ عزيز مقتدر { ..وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ.. } (المدثر:31).
وعلينا الإكثار من الاستغفار فقد جعله الله أحد أماني هذه الأمة وأخبرنا عن ذلك بقوله : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } (الأنفال:33).
ثم التوجه لله بالدعاء أن يصرف عنا وعن أهلينا وعن ديارنا السوء وربنا سبحانه قريب مجيب الدعاء كيف لا وهو القائل: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } (البقرة:186).


 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية