الحمد لله
(joma652) 21/1/1436هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين،الرحمن الرحيم،أحمده جل شأنه وأشكره على نعمة الهدى والدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له الملك الحق المبين،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صادق الوعد الأمين صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجة إلى يوم الدين. أما بعد:فأوصيكم أحبتي ونفسي بوصية الله للأولين والآخرين حيث قال سبحانه: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدً} (النساء:131).عباد الله عبادة عظيمة وكلمة جليلة بدأ الله بها كتابه بقوله {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الفاتحة:1).هذه العبادة هي منهج حياة للمسلم ينال بها الزيادة من خير الدنيا،وينال بها رضوان ربه.تعالوا نتأمل أحبتي من الذي جعل لنا أرض ندب عليها وسماء تظلنا وظلمة الليل لنسكن فيها وننام ونور النهار لنضرب في الأرض نبتغي من فضله؟.إنه الله فله الحمد {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } (الأنعام:1).من الذي خلق الملائكة رسلا ًبين السماء والأرض تدبر أمور الخلق بإذن ربها؟.إنه الله فله الحمد {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (فاطر:1).من الذي بث آيات عظمته ووحدانيته في الكون ليعتبر بها أولى الأبصار والعبر؟ إنه الله فله الحمد {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (النمل:93).من الذي يقصم الجبابرة والظالمين في الأرض؟إنه الله فله الحمد {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام:45). من الذي ينجي المؤمنين من العباد الظالمين؟.إنه الله فله الحمد:{فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (المؤمنون:28).من الذي تنزه عن الولد والشريك؟من أهل التكبير والتمجيد؟إنه الله له الحمد:{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا } (الإسراء:111).
الخطبة الثانية :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .أما بعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن من أفضل ما تتقربون به إلى الله حمده والثناء عليه بالنعم التي أنعم بها عليكم،بل إن شكر النعم والثناء بها على المنعم جل في علاه من أسباب استمرارها وزيادتها وكفرها والعياذ بالله وعدم حمد الله عليها من أسباب زوالها وقد وضع الله لنا قاعدة خالدة في كتابه العظيم بقوله سبحانه وبحمده: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (إبراهيم:7).ياعبد الله ماذا تنتظر هيا..هيا ياعباد الله جميعاً لنحمد الله وللننشر بين الناس هذه العبادة العظيمة..فالحمد لله على نعمة الأمن الحمد لله على نعمة الإيمان، الحمد لله على نعمة الغنى الحمد لله على نعمة الصحة ..الحمد الله بكل نعمة أنعم بها الله علينا في قديم أو حديث أو سر أو علن أو خاصة أو عامة،يا أمة الإسلام هذا نبينا وحبيبنا  يدعونا لحمد ربنا ويبين لنا سعة رحمة الله جل في علاه؛ فعَنْ أَنَسِ رضي الله عنه قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :((إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا))(مسلم،باب حمدالله،ح4915).فاحمد الله على أكلك على شريك على زوجتك على أولادك على صحتك وكم من النعم التي لا نحصيها ،ومن الناس من يحب أن يأخذ من الأجر أعظمه فيشكر الله على نعمه عليه وعلى غيره من البشر؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَنَّامٍ الْبَيَاضِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ((مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ يَوْمِهِ وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ))(أبوداود،مايقول إذا أصبح،4411)، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى وذكره صاحب كتاب جامع العلوم والحكم ياعباد الله لنربي أنفسنا وأزواجنا ومجتمعنا على عبادة الحمد لله رب العالمين ونحببها إليهم فقد شرع للعبد أن يحمد الله بعد أكله وبعد شربه ، وبعد اللباس الجديد وعند استيقاظه من النوم وعند كل نعمة أنعمها الله عليه.