اطبع هذه الصفحة


الأقصى بين ظلم الغاصبين وعجز المسلمين
(joma654)28/1/1436هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله القوي الأعلى ، أحمده جل شأنه وأشكره على نعمه التترى وآلائه العظمى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تفرد بالأسماء الحسنى والصفات العلى،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أمابعد:فاتقوا الله عباد الله،واسمعوا معي هناك صوت ينادي،هناك صوت يستغيث، هل علمتم صوت من هو ؟. إنه صوت القدس صوت المسجد الأقصى الجريح ، يا أمة الإسلام رمز عظيم من رموز الإسلام يهان وتنتهك حرماته وقد تجد من أمة الإسلام من يعيش وكأن الأمر لا يعنيه ، ويحاول اليهود أن يسوقوا من خلال إعلامهم المتصهين شبهات حول هذه القضية ومن الأسف هناك من تشربها من أمة الإسلام ، يحاولون تسويق حقهم التاريخي ومعبد الهيكل، ونحن نقول لهم إن جميع حقوق الأمم من قبلنا في هذه الأرض المباركة عامة وفي المسجد الأقصى خاصة قد انتهت منذ أن اختار الله جل في علاه لنبي هذ الأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يؤم الأنبياء والرسل بها فهي دليل على تسليم راية الهداية والمسؤولية عن هذه الأرض المباركة لكم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم وكعادة اليهود الذين كذبوا على ربهم وحرفوا كتبه يريدون أن يسوقوا على أبناء الإسلام أن الفلسطينيين قد باعوا أرضهم للصهاينة ، والدليل الذي يدحض ذلك أنهم لا زالوا هناك صامدين يدافعون عن المسجد الأقصى بصدورهم العارية وبطونهم الخاوية وأقدامهم الحافية، وأكبر سلاح هناك يرهبهم وتستخدمه النساء ضدهم هو التكبير ..الله أكبر ..الله أكبر.فيلقي الرعب في قلوبهم وتفر قطعان خنازير الصهاينة مذعورة، ومما يحاولون تسويقه على أمة الإسلام أن القضية والحرب بيننا وبينهم هي حرب سياسية وأنها بين الفلسطينيين واليهود فقط ، وأنها ليست حرباً دينية !. فنقول أحبتي بل هي حرب دينية بين صهاينة يسعون للاستيلاء على مقدسات أمة الإسلام العظيمة ، وبين مسلمين صابرين صامدين يحاولون الدفاع عنها، ومحور الحرب بين الصهاينة اليوم وبين أمة الإسلام قاطبة هو المسجد الأقصى أول قبلة لأمة الإسلام ومسرى نبيها صلى الله عليه وسلم يا أمة الإسلام إن ربكم خلد لكم أية في كتابه تتلونها إلى يوم القيامة تذكركم دائماً بأهمية هذا المسجد وهذه الأرض لكم فقال سبحانه {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الإسراء:1).

الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلى على الظالمين وأشهد أن لاإله الله وحده لاشريك له تكفل بنصر دينه وعباده المضطهدين والمظلومين ولو بعد حين، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صادق الوعد الأمين صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه الغر الميامين وعلينا وعلى عباد الله الصالحين .أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، و قد يسأل البعض ماذا استطيع أن أقدم للقدس والمسجد الأقصى وأنا هنا بعيد عنهم ولا سبيل للدخول الدفاع عنه ؛ فأقول: إنك تستطيع الكثير ، وإن الحرب التي تدور رحاها حالياً بيننا وبينهم هي حرب الوعي ، وقد نجح فيها الخبثاء نسبياً ، أتريدون دليلاً على ذلك؟. إذاً تعالوا وتأملوا الفرق بين المرة الأولى لما حاول الهالك شارون دخول المسجد الأقصى ماذا حصل؟. هبت فلسطين في انتفاضة عارمة وهب معها شعوب العالم الإسلامي عامة تعبر عن غضبها ، واليوم يغلق المسجد الأقصى لأيام وتمنع الصلاة فيه ، اليوم يدخل فيه يومياً قطعان من خنازير الصهاينة لتدنيسه، اليوم يحرق مسجد في الأرض المباركة ويمزق فيه المصاحف والعالم الإسلامي مع الأسف كمريض مخدر يستعد لعملية كبرى، وقد يتساءل البعض لماذا هذا الفرق ؟. أقول لو تأملتم لوجدتم أنه أزمة وعي في المقام الأول ثم الوهن الذي أصاب أمة الإسلام من كثرة ما صُب عليها من البلايا والفتن والحروب والاقتتال الداخلي ، أقول أخي أنت وأنا وهو وهي كلنا مسؤولون أن نسعى بكل ما أو تينا من قوة لنشر الوعي الصحيح في أبنائنا وزوجاتنا وأمة الإسلام قاطبة حتى إذا تهيأت الظروف المناسبة كان هناك من يقف بقوة وحزم مع قضيتنا الكبرى قضية المسجد الأقصى المبارك، ولنغرس فيهم أن هذه القضية هي جزء من عقيدتنا من هويتنا من إسلامنا، وأضرب لكم مثالاً عملياً على أهمية الوعي ؛ تناقلت الأجيال حديث فتح القسطنطنية فتسابق قادة الإسلام لتحقيقه وكم أريقت تحت أسوارها من الدماء الطاهرة حتى قيض الله محمد الفاتح ليكون من تحقق فيه الحديث،وتناقلت أمة الإسلام أهمية المسجد الأقصى فظهر من بين أجيال أمة الإسلام صلاح الدين الأيوبي وطهره من رجس الصليبيين، واليوم لتتناقل الأجيال أهمية المسجد الأقصى وإني على يقين أنه سيظهر قائد قرب وقته لتطهيره من رجس اليهود الغاصبين بإذن الله وقد وعد الله بقوله : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون } (الأنبياء:105)

 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية