صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







السرطان الحوثي والتصدي له
(joma668)7/5/1436هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله القوي العزيز ما تمسك بدينه أحد إلا عز،ولا أعرض عن دينه أحد إلا ذل،أحمده جل شأنه وأشكره أن هيأ لنا بلداً قويةًعزيزةً بتمسكها بدين الله وتحكيم شرعه،وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد : فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أن النصر يكون مع التقوى إذا خالطها الصبر يعدنا بذلك ربنا سبحانه بقوله {.. وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط }(آل عمران:120). معاشر المؤمنين إن مرض السرطان من الأمراض التي تفتك بحياة الأنسان بعد إرادة الله ، وله ثلاث مراحل المرحلة الأولى إذا ما اكتشف مبكراً يمكن علاجه من خلال الأدوية المتعددة ، أما المرحلة الثانية فلابد من استئصال الورم وكيِّ مكانه بالأشعة حتى لا يعاود الظهور ثانية والمرحلة الثالثة إذا اكتشف متأخراً فإنه يخرج عن السيطرة ويظل الأطباء ينظرون إليه وهو ينهش في جسد المريض جزءاً جزءاً حتى يقضي عليه أجارنا الله وإياكم من كل سوء . وهذا بالضبط ما يحصل مع سرطان التمدد الصفوي الفارسي تمدد في بلاد العراق والشام ولبنان حتى خرج عن السيطرة وبدأت الأمة العربية والإسلامية تنتظر حلاً عالمياً لإيقاف تمدده ، ثم إذا به ينبت من جديد في جنوب الجزيرة العربية ويبدأ في التمدد والإفساد في جسد اليمن الحبيب فكم هدم من دور العلم والمساجد وكم سفك من دماء الأبرياء، وقد حاولت بلاد الحرمين الشريفين مراراً احتواء الأمر من خلال السبل السياسية إلا أن الأمر بدا وكأنه قد وصل لمرحلة تحتاج لاستئصال فكان العلاج في المستشفى السعودي وكانت العملية بإشراف سلمان بن عبد العزيز ، وكان الجراح محمد بن سلمان وكان المعاونون جنودنا البواسل . معاشر الفطناء إننا أمام خطر يتهدد عقديتنا وقيمنا وأجيالنا قبل حدودنا وأمننا، والعالم شاهد أن هذه الفئة الفارسية الصفوية باتت تجبر الناس بالترهيب والترغيب على اعتناق معتقداتهم الباطلة وكم سفكوا من دماء الأطفال والنساء والأبرياء في سبيل ذلك ، وأعداء الملة والدين لا يفقهون إلا لغة القوة لدى كان الأمر الإلهي العظيم لأمة الإسلام بقوله جل في علاه { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }(الأنفال:60-61).

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لاإله إلا الله تعظيماً لشأنه وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه . أما بعد : فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أن النصر على الأعداء لا يكون بالقوة المادية فقط بل هناك ما هو أعظم القوة الإيمانية ، فقلة من العرب المؤمنون أطاحوا بعرش كسرى الفرس القوي مادياً، وقد يسأل سائل ما دورنا نحن وماذا نستطيع أن نقدم لبلادنا في هذه الظروف ؟. فأقول : أول ما نقدم لهم أن نشحن أنفسنا ومجتمعنا بقوة الإيمان ؛ وذلك من خلال الإقلاع عن الذنوب والمعاصي لمن هو مدمن على ذنب معين ، ثم كثرة الصلاة والاستغفار والدعاء والابتهال إلى الله أن ينزل نصره على عباده المؤمنين ، وكذا الإكثار من الصدقات،وعلينا أن نسعى لنشر ذلك في أوساط المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة الأمر الثاني اليقظة ثم اليقظة فقد يكون في ثياب الرجل حيات،أو عقارب ، وقد يكون في ثنايا مجتمعنا حيات مختبئة تحتاج للتفطن واليقظة معها ، فكل منا عباد الله على ثغرة وأمن الوطن أمانة في عنقه فليتنبه وليبلغ الجهات المختصة عن كل ما يشعر فيه ريبة أو إخلال بأمن البلاد ، وعلينا الحذر من الشائعات الكاذبة والمسارعة في نقل الأخبار قبل الثبت منها ومن مصادرها ، ولا بد لنا أن نكون يداً واحدة وصفاً واحداً خلف قيادتنا المباركة ، وإنا نقول من هذا المكان سر خادم الحرمين الشريفين وجندك البواسل ونحن معكم وتحت قيادتكم نبذل أرواحنا رخيصة للحفاظ على عقيدتنا وديننا ثم وطننا ، فقد شعرنا بالعزة التي طالما افتقدناها ، عباد الله إن الله يحب من عباده أمراً صرح به في كتابه الخالد بقوله : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ }(الصف:4). عباد الله إن عاصفة الحزم كانت قراراً موفقاً مباركاً شهد التفاف كافة أطياف الشعب حوله من العلماء والعامة ، بل وحتى من علماء ودول إسلامية ومن فضل الله على هذه البلاد وعلى نسورها البواسل أن وفقهم لإصابة أهدافهم باحترافية عالية أذهلت العالم وحقنت دماء الأبرياء فهي لا تستهدف إلا المواقع العسكرية والمقاتلين على الأرض ، ونرجو من الله أن تكون عاصفة الحزم بداية استيقاظ العالم السني لمواجهة الأطماع الصفوية الفارسية، فهاهي دول العالم الإسلامي تتداعى لتدافع عن بلاد الحرمين وتحت قيادة ولواء خادم الحرمين أحبتي في الله كم نحن بحاجة لاستحضار وعد الله لنا بقوله جل في علاه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }(محمد:7).

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية