اطبع هذه الصفحة


هبه أخر رمضان في حياتك فما أنت فاعل ؟
(joma678)2/9/1436هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ذي العظمة والإحسان،الرحيم الرحمان،أحمده جل شأنه وأشكره أن بلغنا بفضله وكرمه شهر رمضان،وأشهدأن لاإله إلاالله وحده لاشريك له الملك الديان،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله فصيح اللسان قوي الجنان صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله وأعدوا للرحيل عدته فهذا ربكم يخاطبكم بقوله:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(الحشر:18).أخي الحبيب لو قال لك الأطباء -لا قدر الله–إن رمضان هذا هوآخر رمضان في حياتك ولن تعمر حتى تدرك رمضان القادم فكيف سيكون عملك في هذا الشهر العظيم؟.هل تجد وقتاً لمتابعة الفوازيرالماجنة ؟ هل تجد وقتاً لمتابعة مسلسلات الإفساد والانحطاط ؟ هل تجد في نفسك رغبة أن تتابع قنوات العهر والتعري والفجور؟. كأني أسمعكم تجيبون بصوت رجل واحد أن لاوالله لاوقت لذلك إنما هواغتنام لكل دقيقة من دقائق هذا الشهرالعظيم. أحبتي مارأيكم أن أدعوكم ونفسي أن نعتبر رمضان هذا هو آخر رمضان في حياتنا،فوالله ماندري أندركه العام القادم أم نكون تحت التراب أسراء أعمالنا.فكم ممن نعرف وتعرفون من الرجال والنساء شيباً وشباناً كانوا يأملون أن يدركوا هذا الشهر العظيم بيد أنهم انتهى أجلهم وماتوا وهم الآن يتحسرون على رمضان الماضي ويقولون ليتنا كنا نعلم أنه آخر رمضان في حياتنا.يا عباد الله شهر رمضان هدية من ربكم فافرحوا واقبلوا هدية ربكم فمن رحمته جل في علاه بنا أن جعله يتكرر كل عام ولم يجعله مرة في العمرحتى يتدارك من فرط في الأعوام الماضية أمره في رمضان هذا.رمضان رحمة من ربنا بنا جعله الله فرصة لنا لنصقل قلوبنا من ران ذنوب عام كامل تراكمت عليه وتزداد تقوانا له فنفوز قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة :183).رمضان منجم وكنز وفرصة لأن نغترف فيه من الحسنات الشيء الكثير ألم تسمعوا لقول ربنا في الحديث القدسي الذي رواه حبيبنا صلى الله عليه وسلم بقوله:((قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ..))..))(البخاري،هل يقول إني صائم إذا شتم،ح(1771)).هذه العبادة العظيمة الصيام في هذا الشهرمحببة إلى ربنا جل في علاه وهو الغني عنا وعن صيامنا يخبر صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله:((وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ))(الحديث السابق).لذلك أحب لنا ربنا أن نحافظ على هذا الصيام من كل ما يخدشه أو ينقص منه وأخبرنا عن ذلك نبين صلى الله عليه وسلمبقوله:((وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ))(الحديث السابق).هل تخيلت أخي هذه العبادة العظيمة وهي تصعد باسمك إلى ربك،أتدري من وفقك لأدائها وكثير من البشر وقد يكونوا من المسلمين يفطرون في هذا الشهر؟.إنه الله ربك الرحيم بك.أتدري من أصح جسدك حتى تؤدي هذ العبادة العظيمة وكم غيرك يتمنى الصيام منعه المرض؟.إنه الله ربك الرحيم بك.أتدري من رزقك ماتفطر عليه وتتسحرعليه وغيرك يحمل هم اللقمة لا يجدها؟.إنه الله ربك الرحيم بك.أتدري من أمنك فتصوم وأنت آمن وغيرك الكثيرممن يصوم وهوخائف؟. إنه الله ربك الرحيم بك.أخي الحبيب فإني أرجوك ثم أرجوك ثم أرجوك أن لا تتبع هذه العبادة العظيمة بقول حرام،أونظرحرام أوسمع حرام،أو فعل حرام.أو غفلة عن الله،ياعبد الله قلي بربك كيف تجتمع الظلمة والنور، كيف تطيع ربك الرحيم بك في النهار ثم تعصيه بالليل،هل علمت ياعبدالله أن الإفطار بالليل شرعه لك ربك رحمة بك لتتقوى به على صيام اليوم التالي لا لتعصي من رحمك وهو ينظر إليك .أخي ..أخي إني أظنك أكبر وأفضل من أن تدخل ضمن من قال الله فيهم : { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }(الزمر:67).

الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسلمياً كثيراً.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله واحفظوا صيامكم مما ينقص من أجره أو قد يفسده لا قدر الله وقد حذركم من ذلك نبيكم الرؤوف بكم بقوله : ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ))(البخاري،من لم يدع قول الزور..،ح(1770)).وقد يقول قائل:هل من الإسلام أن تُدْخِلَ الرعب في قلوبنا وأن نستشعر أن رمضان هذا هو آخر رمضان في حياتنا ، فأقول نعم إن منهج المسلم في الحياة أن يكون مستعداً دائماً لملاقاة ربه وقد عاب الله على من فرط حتى جاءته سكرة الموت فقال سبحانه عنه : { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ () لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }(المؤمنون:99-100). وكان الحبيب صلى الله عليه وسلميوصي ابن عمر رضي الله عنهما بقوله : ((كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ))(البخاري،قول النبي صلى الله عليه وسلم كن ..،ح(5937)).ففقه ابن عمر رضي الله عنهما تلك الوصية وكان يوصي الناس بقوله :" إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ "(المرجع السابق).فالله الله ياعبد الله في شهرك وفي صومك ولا تسمح لشياطين الأنس ولا لشهوات النفس أن يفسدوا عليك صومك أو أن يضيعوا عليك شهرك وأعتبره آخر رمضان في حياتك

 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية