اطبع هذه الصفحة


ابشروا فإن الأقصى سيتحرر
(joma689) 3/ 1/ 1437هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله فالق الحب والنوى،ومحيِّ العظام بعد الموت والبِلى،أحمده سبحانه وأشكره على نعمه التترى وآلاءه العظمى،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبده ورسوله خير من وطئ الثرى،صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه الأطهار الحنفاء،ما تحقق لأمة الإسلام نصر أو بدا،وما تمسك عبد بدين الله ولنبيه اقتفى.أما بعد:فأوصيكم عباد الله بتقوى الله في السر والعلن فهي سبب المدد من الواحد الأحد بأسباب النصر على الأعداء يقول الباري جلت قدرته :{بلى إن تَصْبِروا وتتقوا ويَأْتُوكُمْ من فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ الآفٍ من الملائِكةِ مُسَوِّمِينَ}(آل عمران:125).أحبتي في الله مامن مسلم موحد إلا ويعتصر قلبه ألماً لما يحدث في القدس من اعتداءات تهدف لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً،كما يعتصر القلب ألماً على الدماء الطاهرة الزكية دماء إخواننا الشهداء هناك، ويعتصرالقلب الماً أشد لضعف أمة جاوزعددها المليار مسلم أن تطرد حفنة وشرذمة اليهود الغاصبين وتطهر المسجد الأقصى من دنسهم ورجسهم،يَعيثُ بأَرضِنا قِردٌ حَقيرٌ وخِنْزِيرٌ تَذَأَّبَ مُسْتَهِينا#يَدُوسُ القدسَ وا أسفا جهاراً#وَحَوْلَ رُبُوعها قومي عِزِينا؟ #وَثَمَّ المسجدُ الأقصى يُنادي#وَيَصْرُخُ في جموعِ المسلمينَا#ولكن لا ترى إلا نَؤُوماً# تغافلَ عن نداءِ الصَّارخينا#ولا تلقى سو لاهٍ ضحُوكٍ#كأنَّ القومَ مِنْ سُكْرٍ عَمُونا.نعم أمة العزة والإباء فإن الأعداء لا يستطيعون انتزاع الأقصى إلا في حال ضعف الأمة،ومن المفارقات أن الذي سلم مفتاح المسجد الأقصى للصليبيين هو الخائن الرافضي الباطني الفاطمي افتخار الدولة اخزاه الله،واليوم أشغل الفرس الروافض الأمة بفتن داخلية اضعفت الأمة فتمكن اليهود أن يفعلوا ما يفعلون،ومع كل هذه الظلمات جئت أبشركم بأن المسجد الأقصى سيتحرر بإذن الله فالله الذي اختار المسجد الأقصى قبلة أولى لأمة الإسلام ومسرى للنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم وخلد لنا ذلك في كتابه بقوله : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (الإسراء:1).لن يترك بيته لنجس اليهود.ولاحظ معي أخي ختام الآية فهو سبحانه سميع بصير بما يجري هناك في أرض المقدس،وهو قادر على إنزال النصر،بيد أنه امتحان واختبار لهذه الأمة،احتل الصليبيون المسجد الأقصى ودنسوه لمدة واحد وتسعين عاماً من عام اثنين وتسعين واربعمائة للهجرة وحتى عام ثلاث وثمانين وخمسمائة للهجرة،ويوم أن عادت الأمة إلى ربها ووحدت صفها هيأ الله القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي وأنزل عليه النصر، وعاد المسجد لحضن المسلمين الطاهر الدافئ،وفي زماننا هذا طال مكثه تحت نجس اليهود إلا أني أبشركم بأن عودته قد اقتربت،وحتى يتحقق ذلك يجب أن يعرف أصحاب فكر التكفيروالتفجير أنهم يساهمون في إضعاف الأمة،وليعرف من يهملون توعية أبنائهم وأجيال الأمة بأن المسجد الأقصى للمسلمين جميعاً وليس شأناً فلسطينياً خاصاً أنهم يساهمون في تأخير عودة المسجد لنا أمة الإسلام،وليعرف أتباع الشهوات ومرتكبي المعاصي والمنكرات ومحاربي التقى والصلاح أنهم يجنون على الأمة ويطيلون ليلها،فإن الله لا ينزل النصر على أمة معرضة عن شريعة ربها غافلة لاهية راقصة تبارز ربها بالمعاصي والمنكرات جهاراً بالليل والنهار واسمعوا معي لتلك القاعدة الخالدة يخاطبنا الله بها في هذه الأمة فرداً فرداً بقوله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ()وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ()ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } (محمد:7-9).
الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد : فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أن أمور الكون كلها بيد الله يصرفها كيف يشاء،وهو سبحانه وبحمده على كل شيء قدير وقد كرر هذه العبارة كثيراً في كتابه لتظل عقيدة راسخة في قلوبنا وقال مؤكداً سبحانه : {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرً} (فاطر:44). وتدمير اليهود أو غيرهم من الظالمين لا يكلفه سبحانه عناء أخبرنا عن قدرته جل جلاله بقوله : {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }(آل عمران:47).ومادام أن الأمر كذلك فعلينا أن نتقرب إلى الله أكثر بالطاعات وبترك المنكرات فكلما كنا من الله أقرب كلما كان النصر والعزة للأمة أقرب، ومن العبادات العظيمة التي تقرب من الله عبادة الصيام ويمر بنا في بداية الأسبوع القادم يوم عاشوراء وهذا اليوم صامه نبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم وحبب للأمة صيامه بقوله : ((وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ))()، وحبب إلينا صلى الله عليه وسلم اظهار تميز هذه الأمة بقوله : ((صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا))، فأقبلوا يا عباد الله على ربكم القوي القدير، وابنوا في أبنائكم وأجيال الأمة القادمة أنهم هم أهل تحرير المسجد الأقصى بإذن الله.

 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية