اطبع هذه الصفحة


مؤشرات خطر هل نتبه لها ؟
(joma691) 17/1/1437ه)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم،أحمده سبحانه وأشكره على نعمه وخيره العميم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له الملك الحق المبين،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صادق الوعد الأمين صلى الله وسلم على هذا النبي وعلى آله وصحبه الغر الميامين،أمابعد:فاتقوا الله عباد الله تفوزوا بأمانين نفسي ومعيشي وعدكم بذلك ربكم بقوله : {..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا () وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا }(الطلاق:2-3).أحبتي في الله إذا ظهرت علامات المرض على شخص فإن العاقل يسارع للعلاج قبل أن يستفحل الأمر ويصعب العلاج وقد يستعصي تماماً،وفي ظل الأوضاع الحالية التي تعيشها بلادنا وتربص الأعداءالواضح بناتظهرعلامات مرض خطير في طائفة محدودة بفضل الله في المجتمع، يجب علينا أن ننبه عليها وأن نفكر في كيفية المبادرة لعلاجها قبل أن تتمدد ويستفحل أمرها ، فهناك شريحة من الشباب(ذكوراً وإناثاً )اسرفوا في متابعة قنوات الشهوات فتمكنت منهم الشهوات وتحولوا عياذاً بالله إلى كائنات تحركها الشهوة فقط بل أخذوا يتفنون في ذلك من استئجار الاستراحات وتوفير الخمور والمخدرات،وهكذا عياذاً بالله يوم أن تتحكم الشهوة في الشخص تحجب عقله؛ فبدلاً من أن تكون جريمة واحدة تتحول القضية إلى سلسلة متشعبة من الجرائم وكبائر الذنوب ولذلك انظروا للتحذير الإلهي العظيم يقول ربنا في الآية الثانية والثلاثين من سورة الإسراء{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا }. حينما تسيطرالشهوة على عقل الرجل أوالمرأةيرتكب كبائر الذنوب وكأنه يشرب الماء البارد وينسى قول النبي صلى الله عليه وسلم (يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ)(البخاري،الصدقة في الكسوف،ح(986)).البعض قد ينسى تحت سكرة الشهوة أن النعم التي نعيشها هي بفضل من الله فمن يمنعنا من غضب الله –عياذاً بالله إن نحن عصيناه-،يعمى عن مجتمعات إسلامية انتشرت بهاجريمةالزنا وغيرها من المنكرات والعلاقات الآثمة بين الجنسين فنزلت بهم عقوبات مؤلمة،يأتي ممثل لسوق في بلادنافتندفع النساءحوله كالذباب حول الحلوى للتصور معه بلا عقل ولارادع من أخلاق،وتنسى مايترتب على ذلك من عصيان لربها وعلى سمعة مستقبلها وعلى أهلها،وأيضاهناك شريحة أخرى أسرفوا على أنفسهم في متابعة قنوات الشبهات التي تثير الشبه حول عقيدتهم وحول دينهم وحول بلادهم وقادتهم،فسيطرت عليهم الشبهات حتى انسحبوا من نور الحق الواضح إلى ظلمة الشبهات ووحلها وعلقوا فيها فمنهم من ارتد عن دينه بالكلية وألحد،ومنهم من تنصر ومنهم من تشيع،ومنهم من اتبع منهج الخوارج فكفر أهله ومجتمعه واستحل الدماء المعصومة وأوغل في ذلك حتى استباح المساجد ودور العبادة ودماء المصلين يهلك نفسه ويوبق دنياه وآخراه لأنه أعرض عن أئمة الهدى واتبع رؤساء جهالاً لم يشهد لهم أحد من أمة الإسلام بالرسوخ في العلم،ومن فقد النور فإنه يسير في الطريق الخطأ وهو لايشعر ويظن نفسه على الصواب وكم من الشباب من يَقْتُل ويُفَجِروهو يتقرب إلى الله بهذا العمل،ياقومي ..ياقومي إننا وبخاصة في الظروف التي نمربها حالياً يجب أن نكون يداً واحدة وأن نتكاتف في مواجهة الأخطار التي تهدد أمننا ورغد عيشنا،وأن نكون لربنا أقرب ونبتعد عما يسخطه علينا سبحانه حتى لا يتحقق فينا –عياذاً-بالله قول ربنا جل في علاه في الآية الثانية عشر بعد المائة في سورة النحل : {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه ، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أن لظهور مثل هذه الأعراض الخطيرة في المجتمع أسباب لعل من أبرزها ضعف التربية الدينية للأولاد فالعود يستقيم من بدايته ، فهل يتصور من شاب أو فتاة نشأ في أحضان حلقات تحفيظ القرآن أن يصدر منه مثل ذلك؟.والله يقول في الآية التاسعة من سورة الإسراء{إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } هل يتصور من شاب أو فتاة نشأت على العلم الشرعي وعلى قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم وأصبحت الرؤية الإسلامية لديهم واضحة أن يلتبس عليهم الأمر؟.لا والله .ومن الأسباب حجم الفراغ الهائل الذي يعاني منه الأولاد وعدم إشغالهم بالنافع والمفيد مما يدفعهم لخوض بحر قنوات التواصل أو القنوات الفضائية فتغرقهم بطوفانها الجارف ، ومن الأسباب عدم وجود أهداف واضحة المعالم يسعى الشباب أو الفتيات لتحقيقها وتستثمر طاقاتهم ، ومن الأسباب قلة المحاضن التربوية الصالحة ، ومن الأسباب انشغال الآباء والأمهات بمشاغلهم الخاصة وتركهم للسائقين والخادمات واهمال متابعة وحوار الأولاد ومعالجة أمورهم من شبهات أو شهوات أولاً بأول وسيسألون أمام الله عن ذلك فالحبيب صلى الله عليه وسلم أعلنها بقوله : ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))(البخاري،العبد راع..،ح(2232)).أحبتي في الله نصيحة أسديها لكم واغرسوها في أولادكم من الصغر لا تجرب نفسك في موطنين فقد تزل ، لا تجرب نفسك في موطن شبهة ، ولا في موطن شهوة فإنها مظنة الزلل


 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية