اطبع هذه الصفحة


هل عرفت حبل الإنقاذ من بحر الظلمات
(joma699) 5 / 4 / 1437هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله ذي الجلال والجمال والكمال،الرحيم بخلقه في كل حال،أحمده جل شأنه وأشكره أنقذنا بالدين من ظلمات الضلال،وأشهدأن لاإله إلاالله وحده لاشريك له،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله أرسله الله على حين فترة من الرسل فبصَّر به من العمى وأسمع به من الصمم وهدى به من الضلالة صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله تكونوا من المفلحين.معاشر المؤمنين لو أن أحدنا كان في بحر متلاطم الأمواج يصارع شدته فيطفو أحيانا ويخوص أحيانا ومرت بجواره سفينة ضخمة عظيمة تسير في ثبات لا تتأثر بالأمواج من حولها على متنها قوم يعيشون في أمان ورخاء وسعادة ثم مدوا له حبلاً للنجاة هل يستمسك به أم يتردد؟.ذلك هو مثل البشر جميعاً مع هذا الدين،نحن نستمسك بهذا الدين لأنه حبل رحمة من الله رحمنا بها ومده إلينا من السماء لينقذنا والبشرية جمعاء من الهلاك والضياع والعذاب؛أخبرنا سبحانه عن ذلك بقوله في الآية التاسعة من سورة الحديد:{ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }فمن رحمة الله بنا أن بعث لنا نبينا صلى الله عليه وسلم ،ومن رحمة الله بنا أن أنزل إلينا هذا الكتاب الخاتم المهيمن الذي نتلذذ بتلاوته،ومن رحمته بنا أن شرع لنا هذه الشريعة الغراء التي بها نحفظ أمننا وأعراضنا وأموالنا وأرواحنا فلا إله إلا الله هل أدركنا عظيم رحمة الله بنا؟.من أراد أن يعرف قدر هذه النعمة فلينظر إلى ما نعيش فيه وما تعيش فيه المجتمعات الكافرة.نستمسك بهذا الدين لأنه حبل الله المتين الذي يخرج من تمسك به من الظلمات إلى النور أخبرنا عن ذلك ربنا بقوله في الآية السادسة والخمسين بعد المائتين ومابعدها من سورة البقرة {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ()اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} أسمعتم ياعباد الله إن الله أعطى الخيار للعبد إما أن يستمسك بحبل الدين فينجو إلى بر الأمان والنور،وإما أن يلتفت لتزيين الشيطان ونزغاته وبقدر ما يلتفت لذلك تبدأ قبضته تضعف في التمسك بحبل النجاة حتى يفلت فيهوي عياذاً بالله في بحر الظلمات الذي يدفعه إلى جهنم إلا من تنبه لنفسه وتاب فإن الله يتوب عليه،خلاصة القول أحبتي أن التمسك بهذا الدين سبب للسعادة في الدارين أخبرنا عن ذلك ربنا بقوله في الآيةالثالثة والعشرين وما بعدها من سورة طه {..فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى()وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.

الخطبة الثانية :
الحمدلله على إحسانه والشكرله على توفيقه وامتنانه،وأشهدأن لاإله إلاالله تعظيماً لشأنه، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ورضوانه.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموارحمني الله وإياكم أن فهم النظرة الحقيقية للدين هوسبيل السعادة،فمن أخذ هذا الدين بحب ويقين أنه طريق السعادة والنجاة وطريق الخروج من الظلمات إلى النوروأنه رحمة من الله بنافاز وسعد،ومن نظرإليه أن كبت وتعقيد وتخلف ورجعيه وتقييد للحرية فقد سلك طريق الشقاء وغرق في بحر الظلمة والغفلة حتى يصل عياذاً بالله إلى مرحلة العمى الكامل فلا ينفعه قلبه ولا سمعه لا بصره أخبر الله عن ذلك في الآية التاسعة والسبعين بعد المائة من سورة الأعراف بقوله : {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}،وأقول أحبتي لمن أكرمه الله بنعمة الدين أنه ينبغي أن ننظر لمن تفلت من دين الله نظرة المريض فنرحمه لانظرة المجرم فنسحقه،أقول إن في عنقناجميعاً أمانه أن نمد لمن ابتعد حبال النجاة بتبليغ دين الله تلك الأمانة وضعهافي أعناقنا حبيبنا ونبينا صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح:((بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً))،وأن نسعى لتصحيح نظرةاهلينا وجيراننا ومن حولنا والناس أجمعين لدين الله تعالى وأنه سفينة وطوق النجاةمن بحرالظلمات الذي تعيشه البشرية .ياقومي..ياقومي..قوموا لننادي بأعلى أصواتنافي كافة فئات وأفراد المجتمع رجالاً ونساء شيباًوشباناًبنداءملؤه الرحمةوالشفقةعليهم ليركبوامعنا سفينة النجاة سفينة التزام هذا الدين بحب،هيا لنناديهم بنداء نوح لابنه: {..يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ } (هود:42).
 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية