صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







انتبه حتى لا يسقط السقف
((joma705) 24 /5/1437

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله يجيب من ناداه ، ويعطي الطالب مبتغاه أحمده جل شأنه وأشكره أكرمنا بنعمة الصلاة،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ولا ند سواه،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا ًعبد الله ورسوله وصفيه ومجتباه صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه ومن والآه أما بعد:فهذا ربكم يخاطبكم يا عباد الله بقوله {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ () يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }(الحج:1-2).
أحبتي في الله نحن الآن في هذا المسجد لو أزحنا أعمدته ماذا سيحدث؟.لا شك أن السقف سيسقط ولا يعود هناك بناء،وكذا لو دخل رجل لخيمة وسحب عمودها ماذا يحدث؟ لاشك أنها ستسقط وتفقد مقومات قيامها أظن أننا استوعبنا ان لا بناء بلا أعمدة،في ظل هذه النتيجة أريد منك أخي أن تتأمل معي قول نبيك وحبيبك صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه :((..أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ فَقُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَأْسُ الْأَمْرِ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ..))(مسند الإمام أحمد،ح(21008)).تأمل معي مادامت الصلاة عمود الدين فمن قصَّر فقد أضعف العمود وإذا ضعف العمود أوشك السقف على الوقوع أما من ترك الصلاة بالكلية فقد حذف العمود وسقط السقف وخرج هو خارج هذا السقف الذي هدمه بتقصيره وتفريطه ، واسمع معي لنبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم يصف لك كيف يخرج من ترك الصلاة من تحت السقف بقوله : ((الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ))(الترمذي،ماجاء في ترك الصلاة،ح(2545)[ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ]). إذاً التفريط في الصلوات الخمس قد يبدأ تدريجياً ثم ينتهي بالإنسان للكفر عياذاً بالله تعالوا لنأخذ مثلاً آخر : إذا كان لك جار لا يغتسل من القاذورات هل تكون رائحته طيبة؟. هل تتوقع أن أصحاب الروائح الطيبة يقبلون عليه؟. الإجابة بلا شك لا.هل تعلمون أحبتي أن القلب تتراكم عليه قاذورات الخطايا والذنوب المنتنة حتى تغطيه فلا يتأثر بالموعظة ويعمي سواد تلك القاذورات القلب عياذاً بالله حتى أنه لا يبصر الحق كما وصف لنا ذلك العليم الخبير بقوله : {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }(المطففين:14)وقد يكون ذلك من خطايا وذنوب يراها المرء صغائر و يغفل حتى عن الاستغفار منها، أتعلمون ما يغسل عن القلب تلك القاذورات ويزيل عنه نتنها؟. إنها الصلاة واستمع معي لخير الورى صلى الله عليه وسلم وهو يضرب لنا مثلاً يقرب به الأمر بقوله : ((إِنَّمَا مَثَلُ الصَّلَاةِ كَمَثَلِ نَهْرٍ غَمْرٍ عَذْبٍ بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَقْتَحِمُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ فَمَا تَرَوْنَ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ))(موطأ الإمام مالك ،باب جامع الصلاة،ح(601)).أخي الحبيب ارع سمعك فإن المتحدث هو الله ربك يخبرك عن أثر الصلاة في تكفير الذنوب بقوله : {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }(هود:114).

الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله و اعلموا رحمني الله وإياكم أن ضياع الصلوات والتفريط فيها هو بداية الانزلاق في وحل الشهوات المهلك ثم العاقبة النار عياذاً بالله أخبرنا عن ذلك ربنا بقوله جل في علاه : {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا () إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا () جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا }(مريم:59-60). وانظر وتأمل فيمن حولك فلا تجد شخصاً فرط في الصلوات إلا وقد وقع في وحل الشهوات على اختلافها وتنوعها ، وقد توعد الله من فعل ذلك بغي قيل في تفسيره أنه واد في جهنم من قيح وصديد –أجارنا الله وإياكم منه- أيها الفضلاء الكرام هذه الرسالة ليست لهذه الوجوه المتوضئة المصلية لكن أتمنى أن يحملها كل منكم لمن يخاف عليه من زوجه أو أولاد ذكوراً وإناثاً أو إخوان ومن يحب من جيرانه ممن ظهرت عليه أمارات التفريط في الصلوات ، فإذا أراد لهم النجاة فليكن دائم التذكير لهم بأهمية أمر الصلاة وحثهم وتحبيبهم في المحافظة عليها واخبروهم أن الكريم الرحيم فتح باب التوبة لمن قصَّر منهم فليدخل قبل أن يغلق الباب

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية