صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







كيف نحصن بلادنا ؟
(joma730) 4/ 2 / ن1438هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الملك الديان،خالق الأكوان،ومقلب الأزمان،أحمده جل شأنه وأشكره على نعمة الأمن والإيمان،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تنزه سبحانه عن الشركاء والأعوان،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله للثقلين الإنس والجان صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى الآل والصحب ومن تبعهم إلى يوم القيامة بإحسان.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله تفوزوا بنجاة من النيران وعدكم بذلكم ربكم بقوله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا () ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا }(مريم:71-72).معاشر المؤمنين أحداث الأسبوع الماضي من تحركات لضرب أمن البلاد من أذناب الفرس في الداخل والخارج، والذي تطور لمحاولة ضرب بيت الله الحرام وهدم الكعبة وقتل الطائفين والمصلين فيه في صورة إرسال الصاروخ من أحفاد القرامطة وعبيد الفرس يستهدف البيت الحرام، تفرض علينا سؤالاً مهماً كيف نحمي أمن بلادنا التي نعيش فيها؟.كيف نحمي أرض الحرمين وقبلة المسلمين؟.فالحديث عن ضلالة الحوثيين وزيغهم وكبر جرمهم، ومن أصبحوا لعبة في يد الفرس من القاعدة أو داعش تم إشباعه من قبل وسائل الإعلام وأصبح من المعلوم بداهة،إلا أنني أود أن أتحدث هنا عن سلوك قذر ليس من ديننا و يؤثر سلباً على أمننا وبلادنا وهو من فضل الله من فئة قليلة،تمثل ذلك السلوك في رسائل وتحليلات وبعض أحاديث المجالس أطلقها مغرضون وتبعها من في قلبه مرض،تهدف إلى تخويف الناس وأن أمننا بدأ في الاهتزاز ونحو ذلك وقد حذر الله من الإرجاف ونشر الأخبار المحبطة في المجتمع المسلم وتوعد عليه بقوله: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا()مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا()سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلً} (الأحزاب:60-62) فالإرجاف وتخويف الناس يجب أن يحارب في كل ميدان سواء في وسائل التواصل الاجتماعي أو في غيرها.وأقف مع سلوك إيجابي تمثل في الأدب مع الله ففي تصريح المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية حينما أعلن عن إحباط العملية الإرهابية التي استهدفت ملعب الجوهرة بدأ بإضافة الفضل إلى الله ولم ينسبه لجهودهم وتخطيطهم،ونحمد الله أن لدينا رجال أمن يقظون وموفقون بتوفيق الله لهم واعتمادهم عليه،فلا يجلب الخير للأفراد والدول إلا الله،ولا يدفع الشر عن الأفراد والدول إلا الله خلدها لنا سبحانه في كتابه لتظل عقيدة قوية في قلوب المسلمين بقوله: { وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ () وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (هود:106-107).وحين يمتلئ القلب بهذه العقيدة تتفجر في الجسد قوة وعزة فيصبح المرء لا يخشى إلا الله الواحد الأحد،أحبتي في الله يجب علينا أن نعرف وأن نغرس مصادر قوتنا الأساس في الأجيال وأن نشيعها في المجتمع،نحن أقوياء لأننا نطبق شريعة الله،نحن أقوياء لأننا نقوم على خدمة بيت الله الحرام،نحن أقوياء لأننا لا نخشى إلا الله،نحن أقوياء لأننا نعلم أن النصر من عند الله،نحن أقوياء لأننا ننصر دين الله،نحن أقوياء لأننا نثق بوعد الله يوم أن قال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ () وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ }(محمد:7-8).

الخطبة الثانية : الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تعظيماً لشأنه وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أن لتحقيق الأمن أسباب وضعها الله سبحانه لابد من الأخذ بها، منها قوة الإيمان بالله والاستقامة على دين الله وإن أي مجتمع كائن من كان إذا عصى الله وجاهر بالمعاصي وفشت فيه فهو يقترب من انتقام الله وانتقام الله عياذاً بالله يتنوع أخبرنا الله عمن عصاه من الأمم السابقة بقوله: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}(العنكبوت:40).ومن أسباب تحقيق الأمن امتلاك القوة العسكرية التي ترهب العدو أن يتعدى على بلادنا أمرنا الله بذلك بقوله: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} (الأنفال:60).ومما يحقق الأمن وحدة الصف بأن يتلاحم الشعب مع القيادة في مواجهة مخططات الأعداء،ومما يحقق الأمن أن يستشعر كل مواطن أو مقيم في هذه البلاد أن عليه مسؤولية حماية المقدسات الإسلامية،فجنودنا الأبطال على الحد الجنوبي يقدمون أرواحهم ودماءهم لحماية قبلة الإسلام والمسلمين،ونحن هنا في الداخل يجب أن نكون عيوناً ساهرة لأفاعي تعيش بيننا وأن نخبر الجهات الأمنية فور الريبة من أي تصرف أو موقف،وقبل هذا وكله ومعه أن نلجأ لله بالدعاء أن يحفظ علينا أمننا وإيماننا وأن نردد دائماً لنغرس في قلوبنا قول يعقوب لأبنائه: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }(يوسف:64).

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية