اطبع هذه الصفحة


حرائق إسرائيل
(joma735) 25 / 2/ 1438هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله ذي القوة المتين،لا تعجزه قوة الظالمين ولا بطش الجبارين،أحمده جل شأنه وأشكره وعد بنصرة عباده المؤمنين،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ولا ند ولا معين،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صادق الوعد الأمين، صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه الغر الميامين.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله فإن التقوى إذا خالطها الصبر كانت الحصن الحصين من مكر الماكرين وكيد الكائدين تعال واستمع لربنا يخبرنا عن ذلك بقوله: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (آل عمران:120).أمة التوحيد يجب على المؤمنين ألا يعظم في قلوبهم إلا الله وألا يخافوا إلا الله مهما كانت قدرات العدو الكافر من أسلحة وإمكانات حربية ومهما كان يمتلك من أمور تقنية هكذا أمرنا الله العظيم ألا نخشى قوة على وجه الأرض ما دمنا عبيد مؤمنون به وموحدون له بقوله: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }(التوبة:13).لماذا نأمن إذا كان معنا الله؟.ما مصدر القوة التي يعتمد عليها المسلمون حينما يفردون الله بالخشية من دون غيره؟.المؤمن يعلم قدرة الله وقوة الله التي أخبر عنها سبحانه بقوله: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمً}(الفتح:4)،ماهذه الجنود؟.ما تسليحها؟.ماقدرتها؟.ترك الله علم ذلك له وحده ليكتمل الإيمان ويتحقق صدق التوكل على الله فقال : ....{...وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ.. } (المدثر:31).وقد عرض العظيم المقتدر طرفاً من جنده الذين أهلك الله بهم المتكبرين والظالمين فقال سبحانه: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ()فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ()وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ()وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}(فصلت:15-18).فالريح جند من جند الله، والصاعقة جند من جند الله،والماء جند من جند الله أهلك الله به قوم نوح وأغرق فيه فرعون وجنده،والأرض جند من جند الله انشقت وابتلعت قارون وأمواله،والقائمة تطول، ويوم بدرأعجب كفار قريش كثرتهم وقوتهم وسلاحهم فأنزل الله جنده من الملائكة فبددت جمعهم وجعلتهم وأموالهم غنيمة للإسلام والمسلمين أخبرنا عن ذلك ربنا بقوله :{ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }(الأنفال:12).وفي ويوم الخندق حاصرت قوى الكفر مجتمعة النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين فأرسل عليهم القوي المقتدر الريح الباردة التي أجبرتهم على انهاء الحصار والرجوع من حيث أتو خائبين وجنب المؤمنين القتال وأخبر الله المؤمنين بذلك بقوله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرً} (الأحزاب:9).يا أمة التوحيد كم نحن بحاجة أن نغرس في أنفسنا وأهلينا وأمة الإسلام قاطبة أننا متى ما حققنا صدق التوحيد وصدق اليقين والخشية لله وحده لن نُهزم بإذن الله وأن نصر الله وعونه سينزل، وما أعظم القاعدة الإلهية التي خلدها الله في كتابه بقوله:{ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (آل عمران:160).


الخطبة الثانية :
الحمد لله ناصر المؤمنين ومذل الطغاة والجبابرة والظالمين،أحمده جل شأنه وأشكره على نعمة الهدى واليقين،وأشهدأن لا إله إلا الله وحده لاشريك له خير ناصر ومعين،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله إمام الموحدين، وقائد الغر المحجلين، صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه أجمعين .أمابعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن القصص في مجال انتقام الله من الظالمين كثيرة،ومنها أن يهود بني النضير كانوا من أقوى الناس حصوناً وأكثرهم سلاحاً فغرهم ذلك و نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم كعادة اليهود في نقض المواثيق فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين بيد أن حصونهم كانت منيعة فاسمعوا كيف كان نصر الله لعباده المؤمنين {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}(الحشر:2).وهاهم اليوم اليهود في فلسطين المحتلة بغوا وتكبروا واستباحوا المسجد الأقصى ومنعوا رفع الأذان في القدس وظنوا أن أسلحتهم وقوتهم العسكرية وصناعاتهم التقنية تحميهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا فهاهي الحرائق مشتعلة فيهم منذ أربعة أيام لم يستطيعوا السيطرة عليها وأعلنوا ضعفهم أمام قدرة الله للعالم وأخذوا يطلبون المساعدة من العالم لإطفائها،وحتى لا يُنسب الأمر إلى الله قالوا إنها بفعل فاعل ، فنقول لهم من الذي أرسل الرياح التي زادت من اشتعال النار وسرعة انتقالها إنه الله القوي العظيم، ونسأل الله أن يحرق قلوبهم كما أحرقوا قلوبنا على إخوتنا في فلسطين، وكما أحرقوا قلوبنا على قدسنا،وأن يسلط النار على بيوتهم ومخازن أسلحتهم،وأن يلقي الرعب في قلوبهم ويكتب لهم الجلاء من فلسطين إنه سميع مجيب

 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية