اطبع هذه الصفحة


هل أدركت عظمة الله في موجة الغبار؟.
(joma741) 26/6/1438هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الكبير المتعال،اليه المرجع والمآل،أحمده جل شأنه وأشكره على نعمه العظيمة وأسأله أن يبدل حالنا وحال المسلمين إلى خير حال،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ولا ند يرجى منه النوال،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله بهي الطلعة كريم الخصال،صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى الصحب والآل.أمابعد فهذا ربكم يخاطبكم ياعباد لله فاسمعوا لخطاب ربكم إذ يقول: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ()يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (النحل:1-2).
معاشر المعظمين لربهم عشنا طوال الأسبوع الماضي مع موجة الغبار التي ضربت البلاد فهل تأملنا مدى عظمة الله في هذا الحدث؟.هل تأملنا هذه الكمية الهائلة من الأتربة كيف تحملها الرياح وتقطع بها مسافات عظيمة؟.في مقابلة إذاعية مع أحد الأطباء سمعتها في المذياع يقول أن كل ذرة من هذا الغبار تحمل معها فيروس أو بكتيريا!.أحبتي في الله هناك من عاش موجة الغبار في غفلة عن عظمة الله ونظر إليها على أنها أحد أحداث الطقس الطبيعية!.فنقول له لا والله إن الريح جند من جند الله يجعلها رحمة ونعمة على عباده الصالحين أخبرنا عن ذلك بقوله عن إكرامه لنبيه سليمان  : {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} (ص:36).وقد يجعلها عقوبة على العاصين والظالمين فتهلكهم و تبيدهم فتتركهم أثراً بعد عين كما أخبرنا سبحانه عما فعل بقوم عاد حيث أهلكهم بالريح فقال سبحانه:{ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ()سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ()فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} (الحاقة:6-8). أحبتي في الله من الذي يغير الأجواء من صفاء ونقاء إلى غبار خانق ومن يغير ذلك الغبار إلى جو ماطر،أنه الله الذي أخبرنا عن عظيم قدرته بقوله: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(آل عمران:189).تلك رسالة ربانية إلى كل من غرته قوته أو ماله أو منصبه أو سلطته فتجرأ على معصية الله بأن الله فوقك وهو على كل شيء قدير، غر قارون ماله فأخذه الله وأخبرنا عنه بقوله :{ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ}(القصص:78).وقوم عاد لما غرتهم قوتهم فكذبوا الرسل تعالوا واسمعوا معي ماذا فعل الله بهم:{ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} (فصلت:15).وهي أيضاً رسالة بشرى لكل مظلوم أو مهموم أو مريض فنقول له علق قلبك بالله وابذل الأسباب واعلم أن الله قادر على أن يغير حالك إلى خير حال تعال واسمع لربك يخبرك عن ذلك بقوله:{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ()إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرً}(الشرح:5-6). معاشر المعظمين لربهم إن العبد المؤمن إذا استقرت عظمة الله في قلبه وملأته عاش قرير العين مرتاحاً فهو على يقين أن الأمور بيد الله يصرفها كيف يشاء أخبر عن ذلك سبحانه بقوله:{ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ () فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}(يونس:31-32).

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وأتباعه،أما بعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أن من أكبر ما يملأ القلب بعظمة الله التفكر في الأحداث والمخلوقات من حولنا أخبرنا الله عن حال الأذكياء من الصالحين بقوله:{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ()الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}( آل عمران:190-191).احبتي أتمنى كل منا إذا عاد إلى بيته أن يفتح عن فلتر المكيف الذي مر عليه شهر دون تنظيف ثم يعرض لأهله وولده كمية الغبار العالقة به، ويبين لهم كيف أننا لو لم نقم بتنظيفه لتعطل عمل المكيف ولم نستفد منه شيئاً، ثم يسألهم كم من السنين لنا ونحن نستنشق من هذا الهواء وكم فيه من الأتربة والغبار وكيف وضع الله لنا جهاز تنقية يعمل دون أن نشعر!.للنظر لمن ابتلوا بمرض الربو وحساسية الصدر كيف أنهم في مثل هذه الأجواء لا يستطيعون التنقل وأن أحدهم إذا أصابته نوبة الربو يشعر بالضيق الشديد كأنه يتنفس من خرم الأبرة،فلنشكر الله على نعمة الصحة،للنظر كيف لو أن الله جعل موجة الغبار هذه كثيفة ومستمرة لمدة شهر كيف يكون حالنا،بلا شك ستتعطل كل أنشطة المجتمع ويصاب بالشلل، هل هناك تقنية أو قدرة تستطيع أن ترفع عنا البلاء إن نزل لا قدر الله؟.والله لا يرفعها إلا الله ، فالله الذي يبدل هذه الأجواء هو الذي يبدل الأمن إلى خوف والغنى إلى فقر والعز إلى ذل،فما أحوجنا إلى الفرار إلى الله {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ () وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}(الذاريات:50-51)

 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية